الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع: الآثار الواردة في المكر
.
423 -
حدثني الحسن بن جهور قال: أخبرنا محمد بن كناسة قال: سمعت ابن ذر يقول: "أيها الناس أحلوا. . . اللَّه عز وجل بالتوبة عما لا يحل؛ فإن اللَّه عز وجل لا يؤمن إذا عصي"
(1)
.
424 -
أخبرنا الحسن بن جهور قال: أخبرنا محمد كناسة قال: سمعت عمر بن ذر يقول: "آنسك جانب حلمه فتوثبت على معاصيه، أفأسفه تريد؟ أما سمعته يقول:{فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}
(2)
"
(3)
.
التحليل والتعليق
تضمن الأثران السابقان أن الاستمرار على المعصية، والاسترسال فيها، لا يؤمن على صاحبه من العقوبة، فإن المعاصي تورث غضب الرب، وإذا غضب سبحانه وتعالى لم يؤمن انتقامه، وهذا من أنواع المكر الذي
(1)
إسناده حسن، شيخ المصنف سبق (245)، وابن كناسة صدوق التقريب (6065)، العقوبات (59) رقم (71)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 111)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 448) رقم (7229)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 23)، جميعهم من طريق المصنف.
(2)
سورة الزخرف، آية (55).
(3)
إسناده كسابقه، العقوبات (59) رقم (72)، وأعاده بسند آخر ولفظ آخر برقم (98)، من خلال مصادر تخريج الأثر السابق تبين لي أنهما أثر واحد جاء مفرقا هنا واللَّه أعلم، حيث رواه أبو نعيم بسياق واحد مبتدئا بهذا الأثر ثم الذي قبله.
يضاف إلى اللَّه ويخافه أولياؤه وعباده المتقون، قال ابن القيم: "أما خوف أوليائه من مكره فحق؛ فإنهم يخافون أن يخذلهم بذنوبهم وخطاياهم، فيصيرون إلى الشقاء، فخوفهم من ذنوبهم، ورجاؤهم لرحمته، وقوله:{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ}
(1)
إنما هو في حق الفجار والكفار، ومعنى الآية: فلا يعصي ويأمن مقابلة اللَّه له على مكر السيئات بمكره به إلا القوم الخاسرون، والذي يخافه العارفون باللَّه من مكره: أن يؤخر عنهم عذاب الأفعال، فيحصل منهم نوع اغترار، فيأنسوا بالذنوب، فيجيئهم العذاب على غرة وفترة، وأمر آخر وهو: أن يغفلوا عنه، وينسوا ذكره، فيتخلى عنهم إذا تخلوا عن ذكره وطاعته، فيسرع إليهم البلاء والفتنة، فيكون مكره بهم تخليه عنهم، وأمر آخر: أن يعلم من ذنوبهم وعيوبهم ما لا يعلمونه من نفوسهم، فيأتيهم المكر من حيث لا يشعرون، وأمر آخر: أن يمتحنهم ويبتليهم بما لا صبر لهم عليه فيفتنون به وذلك مكر"
(2)
.
(1)
سورة الأعراف، من الآية (99).
(2)
الفوائد (163).