الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الثالثة: الآثار الواردة في قول الرجل: لولا اللَّه وأنت
.
378 -
حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي، حدثنا مغيرة قال:"كان إبراهيم رحمه الله يكره أن يقول الرجل: أعوذ باللَّه وبك، ويرخِّص أن يقول: أعوذ باللَّه ثم بك، ويكره أن يقول: لولا اللَّه وفلان، ويرخص أن يقول: لولا اللَّه ثم فلان"
(1)
.
التحليل والتعليق
تضمن أثر النخعي رحمه الله كراهية عطف المخلوق على الخالق في الاستعاذة والاعتماد، كقول: أعوذ باللَّه وبك، وأن الصواب قول: أعوذ
(1)
إسناده فيه إسماعيل بن إبراهيم وهو الأحول، أبو يحيى التيمي، ضعيف، قال ابن حبان فيه:"يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، وكان ابن نمير شديد الحمل عليه"، وقال الذهبي:"ضعفه غير واحد، وما علمت أحدا صلّحه إلا ابن عدي"، وكلام ابن عدي فيه هو:"ولأبي يحيى هذا أحاديث حسان، وليس فيما يرويه حديث منكر المتن، ويكتب حديثه"، قلت: وهذا الأثر من جملة ما ليس منكر المتن، بل على العكس، لا سيما وله ما يشهد له في المرفوع كما سيأتي عن ابن حجر، انظر: ميزان الاعتدال (1/ 213) رقم (827)، تهذيب الكمال (1/ 22) رقم (415)، التقريب (425).
الصمت (193 - 194) رقم (344)، وأورده في فتح الباري (11/ 541)، ونسبه لمصنف عبد الرزاق وهو فيه برقم (19811) مختصرا، ثم قال:"وهو مطابق لحديث ابن عباس"، أي في النهى عن قول ما شاء اللَّه وشئت، وأورد الغزلي في الإحياء (3/ 140)، والزبيدي في الإتحاف (7/ 575)، والنووي في الأذكار (308).
باللَّه ثم بك، وهذه المسألة والتي قبلها من الشرك الأصغر، وهو من شرك الألفاظ، قال ابن القيم:"أما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير اللَّه كما ثبت عن النبي أنه قال: "من حلف بغير اللَّه فقد أشرك"، وقول الرجل للرجل: ما شاء اللَّه وشئت، وهذا من اللَّه ومنا، وأنا باللَّه وبك، ومالي إلا اللَّه وأنت، وأنا متوكل على اللَّه وعليك، ولولا أنت لم يكن كذا وكذا، وقد يكون هذا شركا أكبر بحسب قائله ومقصده"
(1)
، وقال الشيخ مبارك الميلي لما تكلم عن أقسام الحلف بغير اللَّه وأن منه المخرج من الملة ومنه غير المخرج، ومنه الأصغر والأكبر، وحالات كل منها، قال رحمه الله:"خلاصة هذه النقول أن الاختلاف في حكم الحلف بغير اللَّه إنما هو مع سلامة الحالف من تعظيم المخلوق تعظيما من نوع تعظيم الخالق. . . فأما إن حل بالقلب تعظيم المخلوق كتعظيم الخالق فجرى اللسان لذلك بتلك اليمين وخشيت النفس في الحنث بها ما تخشاه في الحنث باللَّه، فهذه اليمين مظهر من مظاهر الشرك لا نزاع في ذلك ولا شك"
(2)
.
(1)
مدارج السالكين (1/ 344).
(2)
رسالة الشرك ومظاهره (277).