الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الخامس: آثاره العلمية
.
لقد سبق في المبحث المنصرم بيان شيء من منزلة ابن أبي الدنيا العلمية واهتمام العلماء بتراثه، ومن هذا الاهتمام البالغ أن وضع له بعضهم فهرسا لكتبه، كابن النديم في الفهرست (185: 1)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (401: 13 - 404)، وابن خير في الفهرست (282 - 284)، وحاجي خليفة في كشف الظنون، والبغدادي في هدية العارفين (441: 5 - 442)، والكتاني في الرسالة المستطرفة (50)، ووضع أحد المحدثين معجما لمصنفاته
(1)
، ودائرة المعارف الإسلامية (198: 1 - 200)، وبروكلمان في تاريخ الأدب العربي ذيل (247: 1 - 248).
كما صنع محققو كتبه رحمه الله مباحث خاصة بعدد مؤلفاته وأسمائها كالدكتور نجم خلف
(2)
، والدكتور مصلح الحارثي
(3)
، وياسين السواس
(4)
، ومشهور حسن
(5)
، وغيرهم ولعل الثلاثة الأوائل هم أحسن
(1)
معجم مصنفات ابن أبي الدنيا لمؤلف مجهول، محفوظ بمكتبة الأسد بدمشق، وقد أخرجه الدكتور صلاح الدين المنجد في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مجلد 49، سنة 1974 م، (579 - 594).
(2)
كتاب الصمت (25)، واكتفيت بالإحالة على عملهم لأنني ترجمت للمصنف ترجمة مختصرة.
(3)
كتاب التهجد (27 - 49).
(4)
الشكر (24 - 46).
(5)
الوجل والتوثق بالعمل (15 - 20).
من اعتنى بذكر مؤلفاته وتوثيقها، وفي جمع السواس زيادة توثيق لأماكن وجود المخطوط منها واللَّه أعلم.
والذي يلاحظ في هذه الفهارس الاختلاف والتباين في التعداد، والاستدراك من بعضهم على بعض، واختلاف وجهات النظر في تحديد هل الكتاب مكرر أم أنه واحد، كل ذلك بسبب فقدان معظم كتب ابن أبي الدنيا فيبقى المجال للاجتهاد واللَّه أعلم.
لكن الذي يقتضى التنبيه مما لا مجال للاجتهاد فيه ما ورد في قائمة ياسين السواس محقق كتاب الشكر عند كلامه على كتاب الجيران حيث أحال في الهامش على الظاهرية مجموع (89) ورقة (1 - 16)
(1)
، فأوهم أن الكتاب موجود وبالرجوع إلى مكتبة الأسد الوطنية قسم المخطوطات على الإحالة المذكورة وجدت المخطوط هو الكتاب الذي يسبق هذا وهو الجوع، ثم انتبهت أن الإحالة المذكورة في كتاب الجيران هي نفس الإحالة المذكورة في كتاب الجوع في كل تفاصيلها ورغم أن الكتابين متتاليان في ترتيب المصنفات لم يتنبه لهما المحققان.
كما أن المحقق بسام الجابي ذكر أيضًا كتابا آخر هو كتاب الإشراف في منازل الأشراف ثلاث مرات للاختلاف في العنوان حيث وردت تسميته أيضًا في إحدى الطبعات الإشراف على مناقب الأشراف، وفي أخرى الأشراف، موهما أنه ثلاثة كتب وهو كتاب واحد اختلف محققوه،
(1)
وورد نفس الخطأ عند بسام الجابي في تحقيقه لكتاب الورع (32 - 33).
وهذا خطأ واضح لأن الكتاب مطبوع، والمحقق وثق معلوماته الببلوغرافية مما يوحى باطلاعه عليه بطبعاته المختلفة، وقد استدرك الأستاذ الدكتور عبد اللَّه دمفو على عنوان "الإشراف على مناقب الأشراف" الذي طبع بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا بأنه خطأ، وأن الصواب الموافق لما في النسختين الخطيتين للكتاب هو كتاب الإشراف في منازل الأشراف
(1)
، وكذلك يقال في طبعة وليد قصاب التي عنون لها "الأشراف"
(2)
.
وكما ذكر السواس في مقدمة كتابي: الشكر والفرج بعد الشدة، كتابا سماه المختصر قال عنه:"يظهر أنه كتاب في الحديث"، ووصف النسخة وعدد أوراقها وأنها مخرومة الأول، لكن الإحالة التى ذكرها هي نفس الإحالة التي قبلها لكتاب المحتضرين، وهو موهم ومشكل واللَّه المستعان، وبالرجوع إليه تبيّن أنه نفس الكتاب السابق واللَّه أعلم.
وإتماما للفائدة أذكر أنواع كتب ابن أبي الدنيا المطبوعة وأقسامها وهي:
أولا: ما هو موافق لما وضعه مؤلفه، وهذا النوع هو أغلب مؤلفاته المطبوعة.
ثانيا: ما هو مختصر من أصل؛ سواء كان الاختصار في المخطوط
(1)
انظر المصنفات المطبوعة للإمام ابن أبي الدنيا عرض ونقد (236 - 237)، مجلة جامعة الملك عبد العزيز (المجلد 10)(1417 هـ - 1997 م).
(2)
ولم يطلع على هذه الطبعة الدكتور عبد اللَّه دمفو.
نفسه كذم الملاهي بتحقيق محمد عبد القادر عطا، أو أن المحقق نفسه قام باختصاره، ككتاب ذم الكذب وأهله الذي حققه محمد غسان عزقول فهو المستل من كتاب الصمت.
ثالثا: ما هو جمع للأحاديث والآثار من كتب فرعية نقلت عن المصنف، ككتاب مصايد الشيطان، وكتاب ذكر الموت.
رابعا: محاولة جمع كل كتب ابن أبي الدنيا في مجموعة شاملة، وكان أول هذا العمل ما قام به محمد عبد القادر عطا في موسوعة رسائل ابن أبي الدنيا، بمؤسسة الكتب الثقافية، اشتملت على واحد وعشرون مصنفا في خمس مجلدات، ثم قام أبو بكر السعداوي بعمل مماثل كان أكثر استيعابا حيث ضمّ سبعا وخمسين رسالة، إلا أنه أضاع فوائد كثيرة بتجريد موسوعته من أسانيد المصنف، وأخيرا صدر عن المكتبة العصرية موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا في ثمان مجلدات جمعت تسعة وخمسين مصنفا جمعوا فيها ما طبع مستقلا.
خامسا: نوع آخر ظهر مؤخرا يقوم المحقق فيه بشرح الكتاب الذي طبعه، مثل كتاب: ضوء الشموع شرح كتاب الجوع، وتنبيه الساهي شرح كتاب ذم الملاهي.