المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رابعا: الآثار الواردة في الخوف وتمني الموت - الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا - جـ ١

[حميد بن أحمد نعيجات]

فهرس الكتاب

- ‌مقدِّمة معالي مدير الجامعة الإسلاميَّة

- ‌شكر وتقدير

- ‌أسباب اختيار الموضوع

- ‌أهمية الموضوع

- ‌منهج البحث

- ‌خطة البحث

- ‌تمهيد: في ترجمة موجزة لابن أبي الدنيا

- ‌الفصل الأول: دراسة جوانبه الشخصية

- ‌المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

- ‌المبحث الثاني: مولده ونشأته

- ‌المبحث الثالث: وفاته

- ‌الفصل الثاني: دراسة جوانبه العلمية

- ‌المبحث الأول: طلبه للعلم ورحلاته

- ‌المبحث الثاني: شيوخه وتلاميذه

- ‌أولا: شيوخه

- ‌ثانيا: تلاميذه

- ‌المبحث الثالث: عقيدته ومذهبه في الفروع

- ‌أولا: عقيدته

- ‌أولا: مسألة حياة الخضر

- ‌ثانيا: بعض المسائل في توحيد العبادة

- ‌ثالثا: الرواية عن أهل الكتاب عموما، وسؤال الرهبان ونحوهم خصوصا

- ‌رابعا: الكلام في الأنبياء

- ‌ثانيا: مذهبه في الفروع

- ‌المبحث الرابع: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه

- ‌المبحث الخامس: آثاره العلمية

- ‌الباب الأول: الآثار الواردة في الاتباع والابتداع

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في الاتباع

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في تعظيم السلف للكتاب والسنة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في ترك ما ليس للعبد فيه سلف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الكلام في العلماء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في الهدي العام للسلف في السلوك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في الابتداع

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في خطورة البدع

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في نهي السلف عن الأهواء وتعوذهم منها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في تمني الموت قبل وقوع البدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في سرعة وقوع البدع في الناس

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في أن البدع سبب هلاك مَن هلك مِن هذه الأمة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في تألم السلف من ظهور البدع وترك السنن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في سد الذرائع إلى البدع

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في التحذير من أهل البدع والرأي والقياس الفاسد

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في النهي عن الخصومات في الدين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في النهي عن الاستماع لأهل البدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في منع الحكام أهل البدع من الكلام فيها

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في عدم الاعتداد بصلاح أهل البدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في عدم ذكر محاسن الفاسق المبتدع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الحذر من الكلام الذي يكون للمبتدع فيه حجة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في تورع السلف عن أفعالٍ خشية أن تكون بدعة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الوادة في أحكام المبتدعة في الدنيا والآخرة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الدنيا

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في حكم غيبتهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في حكم لعنهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في حكم تزويجهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الرابعة: الآثار الواردة في حكم من خالطهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الخامسة: الآثار الواردة في حكم مجالستهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة السادسة: الآثار الواردة في حكم مغفرة ذنوبهم في شعبان

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة السابعة: الآثار الواردة في حكم قتلهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في أحكام المبتدعة في الآخرة

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في تسليط بعض الحيات عليهم بعد موتهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في عذاب أهل البدع في قبورهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في تحويل وجوههم عن القبلة في قبورهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الباب الثاني: الآثار الواردة في التوحيد

- ‌الفصل الأول: الآثار الواردة في توحيد الربوبية

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في فضل معرفة اللَّه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في استلزام التفكر والمعرفة للعبادة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثاني: الآثار الواردة في توحيد الألوهية

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في أنواع العبادة

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في فضل التوحيد

- ‌أولا: الآثار الواردة في أنه سبب تفاضل الأعمال

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في أنه أفضل نعمة على العبد

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في أن اللَّه وصفه بالإحسان

- ‌رابعا: الآثار الواردة في أنه مكفر للذنوب

- ‌خامسا: الآثار الواردة في أنه مطهر من الشرك والذنوب

- ‌سادسا: الآثار الواردة في أنه عُدَّة أصحاب الكبائر

- ‌سابعا: الآثار الواردة في أنه أعظم ما حورب به إبليس

- ‌ثامنا: الآثار الواردة في الجزاء العظيم الذي أُعَدَّ لصاحبه

- ‌تاسعا: الآثار الواردة في أنه جالب لمحبة الناس للعبد، ودافع لبغضهم

- ‌عاشرا: الآثار الواردة في أنه سبب إجابة الدعاء

- ‌حادي عشر: الآثار الواردة في مشروعية تلقين الميت كلمة التوحيد

- ‌ثاني عشر: الآثار الواردة في أنها شعار الناس إذا خرجوا من قبورهم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في الإخلاص وصلاح العمل

- ‌أولا: الآثار الواردة في الإخلاص وأهميته

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في صلاح العمل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث: الآثار الواردة في الدعاء

- ‌أولا: الآثار الواردة في أسباب الإجابة

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في إنزال كل الحوائج باللَّه عز وجل وحده

- ‌ثالثًا: الآثار الواردة في الدعاء وكرامات الصالحين

- ‌رابعا: الآثار الواردة في دعاء اللَّه في السراء والضراء

- ‌خامسا: الآثار الواردة في بعض آداب الدعاء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الرابع: الآثار الواردة في التوكل

- ‌أولا: الآثار الواردة في فضله

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في التوكل واتخاذ الأسباب

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الخامس: الآثار الواردة في اليقين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السادس: الآثار الواردة في حسن الظن باللَّه

- ‌أولا: الآثار الواردة في فضل حسن الظن باللَّه ومعناه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في حسن الظن والعمل

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في إحسان الظن باللَّه عند الموت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب السابع: الآثار الواردة في الرجاء

- ‌أولا: الآثار الواردة في رجاء ثواب الطاعة

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في رجاء مغفرة الذنب

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في رجاء لقاء اللَّه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في رجاء دفع الضر وجلب النفع

- ‌خامسا: الآثار الواردة في الرجاء والعمل

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثامن: الآثار الواردة في الخوف

- ‌أولا: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في الخوف والعمل

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في الخوف عند الموت

- ‌رابعا: الآثار الواردة في الخوف وتمني الموت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب التاسع: الآثار الواردة في الجمع بين الخوف والرجاء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب العاشر: الآثار الواردة في الشكر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الحادي عشر: الآثار الواردة في التوسل

- ‌أولا: الآثار الواردة في التوسل بالطاعات

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في التوسل بأسماء اللَّه وصفاته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في التوسل بدعاء الصالحين

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني عشر: الآثار الواردة في حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثالث عشر: الآثار الواردة في التبرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في نواقض وقوادح التوحيد

- ‌المطلب الأول: الآثار الواردة في نواقض التوحيد

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في النهي عن الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في ذم الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في التحذير من الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الرابعة: الآثار الواردة في السحر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الخامسة: الآثار الواردة في سد ذرائع الشرك

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المطلب الثاني: الآثار الواردة في قوادح التوحيد

- ‌المسألة الأولى: الآثار الواردة في الرياء

- ‌أولا: الآثار الواردة في تعريفه

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في خطورته

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في خوف السلف وتحذيرهم منه

- ‌رابعا: الآثار الواردة في الفرق بينه وبين حب الذكر الحسن

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثانية: الآثار الواردة في الحلف بغير اللَّه

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الثالثة: الآثار الواردة في قول الرجل: لولا اللَّه وأنت

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الرابعة: الآثار الواردة في التمائم

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة الخامسة: الآثار الواردة في الطيرة

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المسألة السادسة: الآثار الواردة في النهي عن بناء القبور بالآجر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌الفصل الثالث: الآثار الواردة في توحيد الأسماء والصفات

- ‌المبحث الأول: الآثار الواردة في أن أسماء اللَّه حسنى

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني: الآثار الواردة في فهم معاني الصفات

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث: الآثار الواردة في قطع الطمع عن إدراك الكيفية

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع: الآثار الواردة في العلو والفوقية

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الخامس: الآثار الواردة في المجيء والنزول

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السادس: الآثار الواردة في اليد

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث السابع: الآثار الواردة في الساق

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثامن: الآثار الواردة في النظر إلى اللَّه ورؤيته

- ‌أولا: الآثار الواردة في تفسير الزيادة بالنظر إلى اللَّه عز وجل

- ‌ثانيا: الآثار الواردة في أن رؤية اللَّه أعظم نعيم في الجنة

- ‌ثالثا: الآثار الواردة في زيارة المؤمنين ربهم يوم الجمعة

- ‌رابعا: الآثار الواردة في تجلي اللَّه عز وجل لعباده

- ‌خامسا: الآثار الواردة في بروز اللَّه عز وجل لعباده

- ‌سادسا: الآثار الواردة في الفرق بين نظر المؤمنين لربهم ونضارة وجوههم

- ‌سابعا: الآثار الواردة في كون رؤية اللَّه جزاءا لأعمال معينة

- ‌ثامنا: الآثار الواردة في يقين السلف بهذه العقيدة

- ‌تاسعا: الآثار الواردة في الحجب، واحتجابه تعالى عن الكفار

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث التاسع: الآثار الواردة في المكر

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث العاشر: الآثار الواردة في الاستهزاء

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الحادي عشر: الآثار الواردة في الخداع

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثاني عشر: الآثار الواردة في الغضب والأسف

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الثالث عشر: الآثار الواردة في السخط

- ‌التحليل والتعليق

- ‌المبحث الرابع عشر: الآثار الواردة في الغيرة

- ‌التحليل والتعليق

الفصل: ‌رابعا: الآثار الواردة في الخوف وتمني الموت

295 -

حدثني سلمة بن شبيب، عن علي بن معبد قال: حدثنا خالد ابن حيان، عن عبيد بن سعيد قال:"بكى عبد اللَّه عند الموت، فقيل له: أتبكي وقد صحبت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: وكيف لا أبكي وقد ركبت ما نهاني عنه، وتركت ما أمرني به، وذهبت الدنيا لحال بالها، وبقيت الأعمال قلائد في أعناق بني الرجال، إن خير فخير، وإن شر فشرّ"

(1)

.

‌رابعا: الآثار الواردة في الخوف وتمني الموت

.

296 -

حدثنا محمد بن يزيل العجلي، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة قال: "مرّ سليمان ابن صرد رضي الله عنه

(2)

بأمي، فطلب ماء ليتوضّأ به، فأتته الجارية بماء، فمرّوا برجل مجلود يقول: أنا واللَّه مظلوم، فقال: يا هذه، لمثل هذا كان زوجك

(3)

يتمنى الموت"

(4)

.

= نعيم في الحلية (8/ 236).

(1)

إسناده لين، خالد بن حيان صدوق يخطئ التقريب (1632)، المحتضرين (168) رقم (232)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 184)، وبعض هذا الكلام روي عن الحسن في موعظة بليغة طويلة في الحلية (2/ 143).

(2)

هو سليمان بن صُرَد بن الجون الخزاعي، أبو مطرف الكوفي، صحابي كان اسمه يسار فغيره النبي صلى الله عليه وسلم، وكان خيرا فاضلا شهد مع علي صفين، قتل بعين الوردة سنة (65 هـ)، الإصابة (3/ 172)، التقريب (2574).

(3)

يقصد عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه.

(4)

إسناده لين، شيخ المصنف ليس بالقوي، وذكره ابن عبدي في شيوخ البخاري وجزم =

ص: 391

297 -

حدثني الحسن بن محبوب قال: سمعت الفيض بن إسحاق قال: قال حذيفة بن قتادة المرعشي: "ينبغى لك لو أنك لم تعص اللَّه طرفة عين، أن تمنّى أنك لم تخلق"

(1)

.

298 -

حدثني محمد بن قدامة قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: "دخلت على عبد اللَّه بن داود في مرضه الذي مات فيه، فجعل يقول أو يمر بيديه إلى الحائط: لو خيّرت بين دخول الجنة وبين أن أكون لَبِنَةً من هذا الحائط، لاخترت أن أكون لبنة منه، متى أدخل أنا الجنة"

(2)

.

299 -

حدثنا محمد بن عبد اللَّه المديني، حدثنا عبثر بن القاسم، عن برد بن سنان، عن حزام بن حكيم قال: قال أبو الدرداء: "لو تعلمون ما أنتم راؤون بعد الموت لما أكلتم طعاما على شهوة، ولا شربتم شرابا على شهوة، ولا دخلتم بيتا تسكنون فيه، ولخرجتم إلى الصعيد تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم، ولوددت أني شجرة

= الخطيب بأن البخاري روى عنه، لكن قد قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه التقريب (6442)، قال الحافظ في ترجمة محمد بن يزيد الحزامي الكوفي التقريب (6445):"يقال هو الذي روى عنه البخاري فظنه ابن عبدي أبا هشام. . . وقد فرق البخاري بينهما في التاريخ وأبو حاتم الرازي وزعم الباجي أنهما واحد فاللَّه أعلم"، المتمنين (83) رقم (141).

(1)

إسناده حسن، شيخ المصنف لا بأس به كما سبق (188)، المتمنين (83) رقم (142).

(2)

إسناده ضعيف، شيخ المصنف هو الجوهري فيه لين التقريب (6274)، المتمنين (72 - 73) رقم (120)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 33).

ص: 392

تعضد، ثم تؤكل"

(1)

.

300 -

حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا سهل بن عاصم، حدثنا محمد ابن المبارك، حدثني عبد اللَّه عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت عطاء: "أن أبا بكر رضي الله عنه ذكر ذات يوم أهوال يوم القيامة، وفكّر فيها، حتى ذكر الموازين إذا نصبت، والجنّة إذا أزلفت، والنار حين أبرزت، وصفوف الملائكة، وطيّ السماء، ونسف الجبال، وتكوير الشمس، وانتثار الكواكب، فقال: وددت أني كنت خَضِرا من هذه الخُضر، تأتي عليّ بهيمة فتأكلني فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت:{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)}

(2)

"

(3)

.

301 -

حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو عبد اللَّه ابن عبيدة، حدثنا

(1)

إسناده ضعيف، مداره على حزام بن حكيم وهو مقبول التقريب (1199)، المتمنين (73 - 74) رقم (123)، وأحمد في الزهد (1/ 138)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 216)، ونسبه السيوطي في الجامع الصغير لابن عساكر فقط، انظر فيض القدير (5/ 318)، وهو فيه (56/ 268) طريق آخر موقوفا أيضًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (4817).

(2)

سورة الرحمن، آية (46).

(3)

إسناده حسن، سهل بن عاصم قال عنه أبو حاتم:"شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 293)، وهو منقطع، انظر الجرح والتعديل (4/ 202)، وجامع التحصيل (238)، المتمنين (58 - 59) رقم (91)، وأبو الشيخ في العظمة (1/ 308) رقم (51)، ونسبه السيوطي في الدر (7/ 706).

ص: 393

يحيى بن راشد، حدثنا مرجَّى بن وداع الراسبي قال: "دخلنا على عطاء السليمي

(1)

وهو يوقد تحت قدر له، فقال له بعضنا: يا عطاء؛ أيسرّك أنك حرقت بهذه النار ولم تبعث؟ قال: وتصدّقوني؟ فواللَّه لوددت أني حرِّقت بها، ثم أخرجت ثم أحرقت، ثم أخرجت ثم أحرقت، وأني لم أبعث"

(2)

.

302 -

حدثني محمد بن الحسين، حدثني شعيب بن محرز، حدثنا صالح المري قال: "قلت لعطاء السليمي: ما تشتهي؟ قال: فبكى ثم قال: أشتهي واللَّه يا أبا بشر أن أكون رمادا لا يجتمع منه سُفَّة

(3)

أبدا في الدنيا ولا في الآخرة، قال: فأبكاني واللَّه، وعلمت أنه إنما أراد النجاة من عسر يوم الحساب"

(4)

.

303 -

حدثني عون بن إبراهيم بن الصلت، حدثني موسى بن الحجاج قال: قال مالك بن دينار: "يا ليتني لم أخلق، فإذا خلقت متّ

(1)

هو عطاء السليمي الزاهد، عابد أهل البصرة، يحكى عنه أمر يتجاوز الحد في الخوف والحزن، أدرك أنس بن مالك، وأخذ عن الحسن، تاريخ الإسلام (1/ 1013)، وله ترجمة في الحلية (6/ 215).

(2)

إسناده لين، أبو عبد اللَّه ابن عبيدة لعله محمد بن عبد اللَّه بن عبيدة ترجم له في تاريخ جرجان (1/ 402) ونقل عن الإسماعيلى قوله:"ما رأيت المصيصي حدث من كتابه"، المتمنين (53) رقم (77)، ويحيى بن راشد لم أجد له ترجمة، وأبو نعيم في الحلية (6/ 216)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 210).

(3)

أي حبة أو قبضة، مختار الصحاح (326).

(4)

إسناده ضعيف، صالح المري ضعيف، التقريب (2861)، المتمنين (50) رقم (67)، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (6/ 224).

ص: 394

صغيرا، ويا ليتني إذ لم أمت صغيرا عُمِّرت حتى أعمل في خلاص نفسي"

(1)

.

304 -

حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا المحاربي، حدثنا مالك بن مغول، عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا ميسرة

(2)

يقول: "ليت أمى لم تلدني، فتقول امرأته: يا أبا ميسرة، أليس قد أحسن اللَّه إليك؟ هداك للإسلام، وعلّمك القرآن؟ قال: بلى، ولكن أُخبرنا أنا واردون النار، ولم نخبر أنا صادرون عنها"

(3)

.

305 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، وخلف بن سالم قالا: حدثنا عبد اللَّه بن نمير، حدثنا عبد اللَّه بن مسلم، عن محمد بن عطاء بن خباب، عن

(1)

إسناده لين، شيخ المصنف لم أجده إلا عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 55) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، أما موسى بن الحجاج فلم أجد له ترجمة سوى أن المزي ذكره في ترجمة مالك بن دينار ممن روى عنه، المتمنين (51) رقم (71)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 412).

(2)

هو عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة، من عباد أهل الكوفة، ثقة عابد مخضرم، مات سنة (63)، التقريب (5048).

(3)

فيه شيخ المصنف وقد سبق (65)، لكن الأثر حسن من طريق ابن المبارك فقد رواه عن مالك بن مغول به، المتمنين (43) رقم (52) وكرره رقم (53)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 152) رقم (34902)، وابن المبارك في الزهد رقم (312)، ومن طريقه أحمد في الزهد (313)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 3260)، وابن جرير في تفسيره (16/ 110)، وعنه ابن كثير في تفسيره (3/ 133)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 141).

ص: 395

أبيه، عن جدّه خباب:"أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو في داره جاء طير وهو عنده، فوقع على شجرة حمامٌ أو عصفور، فنظر إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: طوبى لك يا طير ما أنعمك على هذه الشجرة، تأكل من هذه الثمرة، ثم تموت ثم لا تكون شيئًا، -في لفظ: لا حساب عليك ولا عذاب- ليتني مكانك"، وفي لفظ قال: وبلغني عن الحسن قال: "تمنَّوا تمنَّوا، فلما فاتهم جدُّوا"

(1)

.

306 -

حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن سيّار قال: حدثنا أبو وائل قال: قال عبد اللَّه: "وددت أن اللَّه غفر لي خطيئة من خطاياي وأنه لم يعرف نسبي"

(2)

.

(1)

إسناده ضعيف، عبد اللَّه بن مسلم هو ابن هرمز المكي ضعيف، التقريب (3641)، وروي هذا الأثر من عدة طرق لا تخلو من مقال لعله يرتقى بها إلى الحسن لغيره واللَّه أعلم، المتمنين (25 - 26) رقم (9)، وانظر ما بعده برقم (10، 11، 41، 92، 116، 125)، وابن المبارك في الزهد رقم (240)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 196)، وبأطول منه هناد في الزهد (1/ 258) رقم (449)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 91) رقم (34432)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 485) رقم (787)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 331).

(2)

إسناده حسن، سيار هو العنزي صدوق له أوهام كما سيأتي (306) و (896)، المتمنين (29) رقم (19)، وانظر ما بعده (20، 21)، وابن المبارك في الزهد -زيادات نعيم- رقم (490)، وأحمد في الزهد (2/ 105) وابن الجعد في مسنده (1/ 260) رقم (1729)، والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 319)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 433) رقم (7169)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 314).

ص: 396

307 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا هشام الدستوائي، عن قتادة قال: قال أبو عبيدة: "يا ليتني كبشا فذبحني أهلي فأكلوا لحمى وحسوا مرقي، قال: وقال عمران بن حصين: يا ليتني رمادا تذريني الرياح، قال وقال سالم مولى أبي حذيفة: وددت أني بمنزلة أصحاب الأعراف"

(1)

.

308 -

حدثنا إسحاق، حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر

(2)

قال: "وددت أن اللَّه عز وجل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد"

(3)

.

(1)

إسناده صحيح وهو منقطع؛ مداره على قتادة عن أبي عبيدة، ولم يسمع منه انظر تحفة التحصيل (1/ 262)، المتمنين (30) رقم (22)، ورقم (156)، ومعمر في جامعه (11/ 307) رقم (20615) من مصنف عبد الرزاق، وابن المبارك في الزهد رقم (241)، وأحمد في الزهد (184)، وابن سعد في الطبقات (3/ 413)، والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 486) رقم (790)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 482)، وذكره الذهبي في السير (1/ 18).

(2)

هو أبو ذر الغفاري، الصحابي المشهور، اسمه: جندب بن جنادة على الأصح، تقدم إسلامه، وتأخرت هجرته، فلم يشهد بدرا، ومناقبه كثيرة جدا، مات سنة (32 هـ) في خلافة عثمان، الإصابة (7/ 125)، التقريب (8087).

(3)

إسناده صحيح، المتمنين (31) رقم (23)، الترمذي (4/ 556) رقم (3212)، شعب الايمان (1/ 484) رقم (783)، وأحمد في الزهد (2/ 77)، وهناد في الزهد =

ص: 397

309 -

حدثنا عبيد اللَّه بن عمر الجشمي، حدثنا بضر بن المفضل، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم، عن ابن أبي مليكة، حدثني ذكوان: "أن ابن عباس دخل على عائشة

(1)

رضي الله عنها وهي في الموت، فجعل يرجّيها فقالت:"دعني منك يا ابن عباس، فواللَّه لوددت أني كنت نسيا منسيا"

(2)

.

310 -

حدثنا هارون بن عبد اللَّه، حدثنا سيّار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار قال: "لو كان لأحد أن يتمنّى، لتمنّيت أنا أن يكون لي في الآخرة خصٌّ

(3)

من قصب، وأروى من الماء وأنجو من النار"

(4)

.

= (1/ 538) رقم (458)، وابن أبي عاصم في الزهد رقم (66)، ووكيع في زهد (1/ 393) رقم (159).

(1)

هي عائشة بنت أبي بكر الصديق، أم المؤمنين، أفقه النساء مطلقا، وأفضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إلا خديجة ففيهما خلاف شهير، ماتت سنة (57 هـ) على الصحيح، الإصابة (8/ 16)، التقريب (8633).

(2)

إسناده حسن، عبد اللَّه بن عثمان بن خثيم صدوق، التقريب (3489)، المتمنين (34) رقم (30)، المحتضرين (217) وهو أطول من هذا بكثير وفيه ذكر بعض محاسنها، وانظر رقم (25، 26، 27، 121) بألفاظ أخرى هذا أتمها: "كنت شجرة، عصا رطبا"، الزهد لأحمد (2/ 145)، والقصة في صحيح البخاري (8/ 484 فتح) باب إذ تلقونه بألسنتكم، وهو أثر مشهور رواه غير واحد.

(3)

هو البيت من قصب، مختار الصحاح (196).

(4)

إسناده حسن، سيار هو ابن حاتم العنزي صدوق له أوهام، التقريب (2729)، =

ص: 398

311 -

حدثنا هارون، حدثنا سيار، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك ابن دينار يقول: "وددت أن اللَّه إذا جمع الخلائق يوم القيامة يقول لي: يا مالك، فأقول: لبيك، فيأذن لي أن أسجد بين يديه سجدة، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول: يا مالك كن اليوم ترابا"

(1)

.

312 -

حدثنا زكريا بن يحيى بن خلاد التميمي، حدثنا عون بن الحكم بن سيار، حدثنا حصين بن أبي بكر الباهلي قال: سمعت يزيد الرقاشي وقال له رجل: تمنَّ، نقال:"يا ليتني لم أخلق، وليتني إذ خلقت لم أوقف، وليتني إذ وقفت لم أحاسب، وليتني إذ حوسبت لم أناقش"

(2)

.

313 -

حدثنا المفضل بن غسّان، حدثني شيخ من موالي قريش قال: كان يزيد الرقاشي

(3)

يقول: "يا ليتنا لم نخلق، ويا ليتنا إن حوسبنا لم

= المتمنين (35) رقم (32)، وأحمد في الزهد (322)، ومن طريق المصنف ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 412)، وذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (3/ 286).

(1)

إسناده حسن، المتمنين (35) رقم (33)، وأحمد في الزهد (322)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 412)، وذكره الذهبي في السير (5/ 364).

(2)

إسناده حسن، شيخ المصنف أورده ابن حبان في الثقات (8/ 255)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 459) ولم يذكر فيه شيئًا، وهو يرويه عن شيخين عون بن الحكم هنا، وعن الأصمعي عند ابن عساكر وكان من جلسائه كما في الثقات، المتمنين (35 - 36) رقم (34)، والمزي في تهذيب الكمال (8/ 112)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (65/ 90).

(3)

هو يزيد بن أبان الرقاشي، أبو عمرو البصري، قاصٌّ زاهد ضعيف، مات قبل =

ص: 399

نعذب، ويا ليتنا إن عذّبنا لم نخلد"

(1)

.

314 -

حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا عبد اللَّه بن وهب، حدثني بكر بن مضر، حدثني محمد بن حكيم، أن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص

(2)

قال: "يا ليتني كنت لبنة من هذا اللبن، لا عليّ ولا لي"

(3)

.

315 -

حدثنا إسحاق بن إسماعيل والقاسم بن هشام قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا هشام بن حسان، عن الحسن قال: "خرج هرم بن حيّان وعبد اللَّه بن عامر يريدان الحجاز، فبينما هما يسيران على راحلتيهما إذ مرّا على مكان فيه كلأٌ حليّ ونصيّ، فجعلت راحلتهما تخالجان ذلك الشجر، فقال هرم بن حيّان: يا ابن عامر أيسرّك أنك شجرة من هذه الشجر أكلتك هذه الراحلة، فقذفتك بعرا، فاتّخذتَ جلّةً، قال: لا واللَّه،

= (120 هـ)، التقريب (7683).

(1)

إسناده ضعيف، فيه شيخ مبهم، المتمنين (36) رقم (35)، وانظر الأثر السابق.

(2)

هو عبد اللَّه بن عمرو بن العاص السهمي، أحد السابقين المكثرين من الصحابة، وأحد العبادلة الفقهاء، مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح، الإصابة (4/ 192)، التقريب (3499).

(3)

فيه محمد بن حكيم لم أجد له ترجمة، ولعله والد بكر بن مضر، وباقي رجاله ثقات مصريون، المتمنين (36) رقم (36)، وفي المحتضرين برقم (103) قوله:"ليتني كنت حيضا أعرتكني الإماء بدريب الإذخر"، وفي طبقات ابن سعد (4/ 267)، وشعب الإيمان برقم (10696)، وتاريخ دمشق (31/ 265)، قوله:"لوددت أني هذه السارية".

ص: 400