الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثامن: الآثار الواردة في النظر إلى اللَّه ورؤيته
.
إن عقيدة رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى في الآخرة، وإيمانهم بأن ذلك واقع لا محالة، هي من أصول عقائد أهل السنة والجماعة، وخالص مذهب أهل الحديث والأثر، الذي تميزوا به عن سائر أهل البدع، وهي من أشرف المسائل وأجل المعارف، فهي غاية كل عابد، ومرام كل مجتهد، وأعظم نعيم في دار الخلد، كل نعيم دونهما، ولا لذة فوقها، ولا غرو أن مثل هذه المسائل يكون لها شأن كبير، فقد تواردت الأدلة المتنوعة على إثباتها، وانتصر السلف الصالح لتقريرها، قال اللَّه عز وجل:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
(1)
، وفي السنة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا"
(2)
، وأجمع علماء السلف على القول بها؛ فإن أدلتها كما قال ابن بطة:"من كتاب اللَّه تعالى، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإجماع العلماء، وأئمة المسلمين، ولغات العرب"
(3)
.
(1)
سورة يونس، الآية (26).
(2)
متفق عليه أخرجه البخاري في صحيحه (13/ 419 فتح) رقم (7434)، ومسلم برقم (633).
(3)
الإبانة (3/ 70)، وانظر الرد على الجهمية للدارمي (122 - 123)، الاقتصاد في الاعتقاد لابن قدامة (125).