الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن فوائد الحديث: أن التهاني والتحيات الإسلامية تجدها خيرا وأكثر بركة من التحيات التي ليست إسلامية بحتة مثل: أن يقتصر الإنسان على قوله: «مرحبا» ، «أهلاً مرحبا» يعني: حللت مكانا واسعًا، أهلاً حللت أو نزلت أهلاً ما الفائدة في مثل هذه التحيات أليست هي إكرام فقط؟ لكن «السلام عليكم» ، تحية ودعاء، «بالرفاء والبنين» كذلك إذا كان يتضمن دعاء فهي دعاء في أمر دنيوي؛ لكن «بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما في خير» تشمل الخير في الدُّنيا والآخرة، فأنت إذا تأملت ما يحصل من السّنن التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذه المناسبات وجدت أنها خير ودعاء وبركة وصلاح.
ومن فوائد الحديث: أنه ينبغي اللجوء إلى الله عز وجل في كل الأمور عند الفرح وعند الحزن، فعند الزواج أسأل الله البركة للزوج وعليه، وأن يجمع بينه وبين أهله في خير.
خطبة الحاجة:
(929)
- وَعَنْ عَبد الله بن مَسعُود رضي الله عنه قَالَ: «عَلَمَنَا رَسُولُ الله التَشهُدَ في الحَاجَة: إنّ الحَمْدُ لله، نحمده، ونستعينه، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنعُوذ بالله مِنْ شَرُور أنفسنَا، مَنْ يَهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ويقرأ ثلاث آيات» . وراه أحمد، والأربعة، وحسنه الترمذي، والحاكم.
قوله: «علمنا» هذا من دأب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أصحابه تعليمًا ابتدائيا وتعليمًا سببيًا،
يعني: تعليمه تارة يكون لسبب يسأل فيجيب، وتارة يكون ابتدائيا بدون سبب.
وقوله: «التشهد في الحاجة» ، التشهد إذا قرأت ما علمه وجدت أن في إحدى جُمله «أشهد أن لا إله إلا الله» ، وأطلق على كل هذا الذكر التشهد؛ ولأنه أشرف ما فيه كلمة التوحيد الكلمة التي يدخل بها الإنسان في الإسلام، كما قيل في التحيات لله والصلوات والطيبات يقال التشهد؛ لأن أشرف ما فيها «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله» وقوله:«في الحاجة» ، أي: إذا أردنا حاجة نتشهد هذا التشهد لكن ليس كل حاجة، الحاجة ذات الخطر والاهتمام، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل في أشياء ليست ذات أهمية ولا يقرأ هذه الخطبة، لكن المراد الحاجات ذات الأهمية ومنها المواعظ والخطب التي في الجمعة والتي في غيرها وهي: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه
…
» إلخ، «إن الحمد لله» هذه جملة خبرية مؤكدة بـ «إن» كما أكدت في التلبية:«إن الحمد والنعمة لك» ؛ وذلك لأن المحمود علي کل حال هو والمستحق للحمد علي کل حال هوا الله سبحانه وتعالى وقوله «الله» هذه للاختصاص
والاستحقاق، فالحمد الكامل خاص بالله مختص به لا يكون لغيره لأن غيره يحمد علي شيء معين، أما الحمد المطلق الكامل فهو لله أيضا الحمد المطلق الكامل لله على وجه الاستحقاق يعني أنه أهل لأن يحمد، وكم من محمود ليس أهلاً لأن يُحمد، إذن الجملة مؤكدة بـ «إن» ، و «الحمد» ، هو وصف المحمود بالكامل، واللام في قوله:«لله» للاستحقاق وللاختصاص، أما كونها للاستحقاق فإنه لا أحد يستحق الحمد أصلاً إلا الله عز وجل، وغيره إن حُمد فإنما يُحمد فرعًا، لأن كل من أحسن إليك فإنما هو بأمر الله وبإذن الله فيكون حمده حمد فرع لا حمد أصل، أما الذي يستحق الحمد فهو الله عز وجل، والاختصاص باعتبار الحمد المطلق الكامل فهو خاصاً بالله، لأن غير الله قد يحمد على شيء ويذم على شيء آخر، لا أحد يكون له الحمد المطلق من کل وجه إلا الله سبحانه وتعالى.
«نحمده» الجملة هذه إما أن تكون مؤكدة لما قبلها، وإما أن يكون المراد بالجملة الأولى الخبر، يعني: أن الله مستحق بالحمد مختص، ونحمده الإنشاء، يعني: أننا نحمده تُنشى الحمد له، فعلى الاحتمال الأول تكون الجملة تأكيدا لما قبلها، وَعَلى الاحتمال الثاني تكون الجملة المستأنفة لمعنى غير المعنى الأول، والقاعدة عند أهل العلم أنه إذا دار الكلام بين التأسيس والتأكيد فالتأسيس أولى، لماذا؟ لأن التأسيس يفيد معنى جديدًا، والتوكيد لا يفيد غير المعنى الأول إلا أنه يقويه فقط ولهذا من القواعد عندهم أن حمل الكلام على التأسيس أولى من حمله على التوكيد.
«ونستعينه» نطلب منه العون على كل الأمور، لاسيما في الأمر الخاص الذي قدم بين يديه هذه الخطبة ولذلك مثلاً:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] على كل الأمور لاسيما العبادة، «ونستغفره»: نطلب منه المغفرة، والمغفرة هي أن الله يستر ذنبك عن العباد في الدُّنيا والآخرة ويتجاوزه عنك فلا يُؤاخذك به، فلا تتم المغفرة إلا بهذين الأمرين: ستر الذنب، والثاني: التجاوز عنه؛ وذلك نظر لأصل الاشتقاق؛ لأن المغفرة مشتقة من المغفر وهو ما يستر به الرأس عند القتال، وفي هذا المغفر ستر ووقاية، إذن «نستغفره» نطلب منه المغفرة لكل الذنوب؛ لأن الذنوب سبب للفشل وتعسير الأمور، ومن لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجًا، حتّى إن الذنوب سبب للحيلولة دون الوصول إلى الصواب في الحكم، قال الله تعالى:{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً (105) وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 105 - 106].
قال بعض العلماء": إن هذه إشارة إلى أن الذنوب تحول بين المرء والصواب، وأنه ينبغي للإنسان عند الفتوى أو الحكم بين الناس أن يقدم الاستغفار حتى يزول عنه آثار الذنوب، فهنا تسأل المغفرة، لأن مغفرة الله لك سبب لتيسير أمورك فاستعانة واستغفار، وليس في الحديث:«نستهديه» ، وليس فيه:«نتوب إليه» ، ولكن بعض الناس يقولها، وإذا لم تكن واردة في الحديث فلا ينبغي إدخالها فيه لأن الإنسان إن أراد أن يخطب خطبة مستقلة يفعل ما شاء، ويقول ما شاء مما ليس بمُحَرَّم، لكن كونه يركز على خطبة معينة ويدرج فيها ما لم يرد هذا فيه شيء من النظر، ولهذا لا حاجة أن نقول:«نستهديه ونتوب إليه» ، لأن ذلك لم يرد.
يقول: «ونعوذ بالله من شرور أنفسنا» ، «نعوذ» أي: نلجأ إليه ونعتصم به من شرور أنفسنا، والأنفس لها شرور ولها خيرات، وذلك أن الله تعالى جعل في الإنسان نفسا مطمئنة ونفسنا أمارة بالسوء ونفسنًا لوامة وكلها في القرآن:{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 1 - 2].
{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 28]. {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: 53]، هذه النفوس الثلاث هي في ابن آدم وهو يعرفها آثاره، فالنفس المطمئنة تأمرك بالخير وتنهاك عن الشر، والنفس الأمارة بالسوء تأمرك بالسوء والشر، واللوامة قيل: إن اللوَّامة وصف صالح للنفسين جميعًا، وعلى هذا فلا تكون نفسنا ثالثة فيقولون مثلاً: اللوامة تلومك إذا فاتك الشر، واللوامة الأخرى تلومك إذا فاتك الخير فالأولى تنزع إلى النفس الأمارة بالسوء، والثانية تنزع إلى النفس المطمئنة وليست نفسا ثالثة، وهذا ليس ببعيد، لكن النفس التي فيها الشر هي النفس الأمارة بالسوء، شرور النفس تشمل البدايات والغايات، أما البدايات فهي ما يرد عليك من الأمر بالفحشاء وترك المأمورات هذه بدايات، أما الغايات فهي ما يترتب على هذه الشرور التي أمرتك بها نفسك الأمارة بالسوء قد تكون الغايات أشد وقعًا من البدايات، وانظر إلى قوله تعالى:{فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ} [المائدة: 49].
فجعل الله تعالى إعراض الإنسان عن قبول الحق نتيجة لذنوب سبقت وليست كل الذنوب: {بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [المائدة: 49]
حَتَّى إن بعض السلف رحمهم الله إذا نام عن قيام الليل قال: ما حُرمت قيام الليل إلا
بمعصية ثم يجدد لنفسه توبة؛ لأنهم يعلمون أن الإنسان لن يترك الطاعات أو يكون في المعاصي إلا نتيجة لمعاصٍ سابقة، فإن الإنسان إذا تقرب إلى الله زاده الله قربا وعصمه من الذنوب.
إذن شرور النفوس تنقسم إلى بدايات وغايات، فالبدايات هي الذنوب التي يفعلها الإنسان، والغايات هي عقوبات هذه الذنوب، وكلها ولا شك شرور سببها النفس.
«من يهده الله فلا مضل له» يعني: من يُقدر هدايته ومن يهده بالفعل فلا مضل له، فإذا أراد الله هداية شخص فإن الناس لا يستطيعون أن يضلوه أبدًا مثاله: رجل منحرف؛ ما من معصية تُذكر إلا ذهب إليها وباشرها فصار فيه فتح من الله، أراد أن يتجه للخير فجاءه قرناء السوء يقولون: لماذا تخرج عما أنت فيه؟ لماذا تميل إلى كذا؟ هؤلاء لا يستطيعون، إذا كان الله قد أراد هدايته لا يستطيعون أن يصدوه أو يمنعوه أبدًا مهما حاولوا لأن الله قدّر هدايته، كذلك الإنسان الذي قد اهتدى بالفعل، وقد أراد الله أن يستمر على ما هُوَ عليه لا يستطيع أحد أن يهديه. إذن من يهذه الله تقديرا وفعلاً فإنه لا أحد يضله فلا مضل له.
«ومن يضلل فلا هادي له» ، كذلك من يضلل تقديرًا أو فعلاً فلا هادي له، وأكبر مثل على ذلك أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي صار منه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إحسانا بالغًا مدافعة عظيمة ومع هذا لم يتمكن النيي صلى الله عليه وسلم من هدايته حَتَّى في آخر لحظة قال له:«قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» . ولكنه حيل بينه وبينها -والعياذ بالله- لأن الله لم يرد هدايته، والذي يُضله الله لا هادي له.
فإذا قال قائل: هاتان الجملتان قد يكون فيهما تأييس من دعوة الضالين إلى الهداية؛ لأن
الإنسان قد يقول: إن الله قد أراد إضلال هؤلاء فكيف أحاول أن أهديهم؟
قلنا: هذا الظن، أي: أن يظن الإنسان أن هذا مدلول الكلام خطأ، بل المعنى: أنك إذا أردت الهداية فلا تطلبها إلا من الله، وأنك إذا فعلت ما أمرت به من الدعوة إلى الخير ولكن المدعو لم ينتفع فحينئذ تُفوض الأمر إلى الله، وتقول: لو أراد الله هدايته لاهتدى، «فمن يضلل فلا هادي له» ، وكذلك:«من يهده الله فلا مُضَلِّ له» . المقصود: أن نعتصم بالله سبحانه وتعالى، حتى لا يضلك أحد.
قال: «وأشهد أن لا إله إلا الله
…
» إلخ الشهادة في الأصل من المدركات الحسية التي تُدرك بالجسر يشاهدها الإنسان، ولكن تُطلق أحيانا على المعلوم يقينا حتى كأنه مُشاهد، وإلا فالأصل أنها من المدركات الحسية شهدت الهلال، شهدت الشمس، شهدت فلانا وهو يفعل كذا وكذا، ولكن تُطلق أحيانا على ما كان معلومًا يقينا كأنه مُشاهد بالحس، فأشهد أن لا إله إلا الله، يعني: أقر وأعترف اعترافا يقينيا كالمشاهد بالعين أنه لا إله إلا الله، وَ «لا» هنا نافية للجنس،
والنافية للجنس نص في العموم لا تحتمل الاتباع في المنفي، فإذا قلنا:«لا إله إلا الله» لم تحتمل إثبات إله سوى الله، وقوله:«إله» بمعنى: مألوه، فهي فعال بمعنى: مفعول، وصيغته هذه موجودة في اللغة العربية كثيرا، فإنه يقال: غراس بمعنى: مغروس، وفراش بمعنى: مفروش، وبناء، بمعنى: مبني، فمعنى:«لا إله» ، أي: لا مألوه، وما معنى المألوه؟ الذي تألهه القلوب محبة وتعظيمًا، تألهه بمعنى: تقبله وتركن إليه وتخضع له محبة وتعظيمًا «إلا الله» .
فإن قال إنسان: هذه الشهادة يكذبها الواقع، لأنه توجد آلهة تُعبد من دون الله اللات والعزى ومناة وهبل، ويوجد ناس يعبدون البقر ويتبركون بأبوالها وأرواثها ويحرمون قتلها أو ذبحها، ويوجد ناس يعبدون الشمس ويعبدون القمر، كيف نقول:«لا إله إلا الله» أي: لا معبود ولا مألوه إلا الله؟
نقول: بين الله عز وجل أن هذه الآلهة باطلة أسماء بلا مسميات: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} [يوسف: 40]. فقط وليست مسميات؛ فاللات ليست إلها وإن سميتموها إلها؛ لأنها لا تخلق ولا ترزق ولا تنفع ولا تضر، قال إبراهيم لأبيه {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا} [مريم: 42] فإذن يصدق هذا النفي أنه لا إله إلا الله، فإذا أورد إنسان علينا هذا الإيراد قلنا: هذه الآلهة باطلة {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [لقمان: 30]، وما هي إلا أسماء دون مسميات فالألوهية منتفية عنه.
إذا قال قائل: قد علمنا في القواعد النحوية أن «لا» النافية للجنس لا تعمل إلا في النكرات فهل لفظ «إله» نكرة أو معرفة؟ نكرة، «الله» - لفظ الجلالة- معرفة - أعرف المعارف - هل عملت فيه «لا»؟ بعضهم يقول: عملت فيه ويجعل الله (لفظ الجلالة) خبر «لا» ويُسهل عملها في المعرفة هنا الفصل بينهما وبين الخبر بـ «إلا» ، وهذا الفصل يمنع التركيب، وبعضهم يقول: إن الخبر محذوف، والله (لفظ الجلالة) بدل منه، وذلك لأن التام المنفي يجوز فيه البدل والنصب عَلى الاستثناء، فيجوز لا إله إلا الله ويجوز: لا إله إلا الله، فالله (لفظ الجلالة) هنا بدل، والأرجح أنه بدل، فالله (لفظ الجلالة) بدل من الخبر، والخبر محذوف، والتقدير: حق، وأما من قدره «لا إله موجود» فهذا خطأ؛ لأنه يكذبه الواقع إلا من يقولون بوحدة الوجود وأن الكون كله شيء واحد، فهؤلاء يقدرون موجودًا، يقول: لا إله موجود إلا الله، فالواجب أن يكون التقدير، أي: تقدير المحذوف: «حق» ، أي: لا إله حق إلا الله.
«وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله» ، أي مُحَمّد؟ مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، «عبده ورسوله» عبد الله ورسول الله، فيوصف بالعبودية، وبهذا يكون قد انتفى عنه حق الربوبية، لأنه ليس له حق من الربوبية إطلاقًا، حتى إنه أنكر على شخص قال: ما شاء الله
?
وشئت، قال:«أجعلتني لله ندًا؟ » ، مع أن للإنسان مشينة تمنع وتدفع، ومع ذلك قال:«أجعلتني لله ندًا؟ » فهو عبد، بل هُوَ عليه الصلاة والسلام أشد الناس تحقيقًا للعبودية، قال صلى الله عليه وسلم وهو الصادق:«إني لأعلمكم بالله وأتقاكم له» ، فهو عبد الله وبهذا الوصف انتفى عنه حق الربوبية، «ورسوله» ، يعني: مُرْسله إلى الخلق، إلى الجن والإنس صلى الله عليه وسلم، وبهذا الوصف أنتفى عنه الكذب فهو عبد لا يُعبد، ورسول لا يكذب صلى الله عليه وسلم.
«ويقرأ ثلاث آيات» يعني: يقرأ في هذه الخطبة، فإذا انتهى إلى قوله:«عبده ورسوله» قرأ الآيات وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
ثم يتكلم عن الموضوع اللي خطب من أجله، في هذه الخطبة يقول:«أشهد أن لا إله إلا الله» وفيما قبلها من الجمل: «إن الحمد لله نحمده ونستعينه» ، قال:«نحمده» ، وفي الشهادة قال:«أشهد» ، ولم يقل: نشهد، فهل هذا مجرد اختلاف تعبير وأسلوب فهو بلاغة لفظية أو أن المعنى يختلف؟ نقول: المعنى يختلف؛ وذلك لأن الاستعانة والاستغفار تكون لجميع الأمة، بمعنى: أن الإنسان يستغفر لنفسه ولغيره، ولهذا قال الله تعالى في وصف التابعين:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10]. وقالوا: نستغفر جميعًا، بأن يكون كل واحد منا يستغفر للآخر، ونستعين جميعًا، أي: كل واحد منا يستعين الله للآخر، أما الشهادة فهي خبر عما في نفس القائل لا يشركه فيه آخر؛ لأنها توحيد، فلهذا قال:«أشهد» ولا يشاركه أحد في هذه الشهادة؛ لأنها إخبار عما في قلبه، أما الأول فهو طلب، «نستعين»: نطلب العون، «نستغفر»: نطلب المغفرة، والإنسان يطلب المعونة لنفسه ولإخوانه، ويطلب المغفرة لنفسه ولإخوانه، أما الشهادة فهي خبر عما في نفسه، وليست خبرا عما في نفس غيره ولذلك قال:«أشهد .... إلخ» .
في هذا الحديث فوائد عديدة منها: حرص النيي صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الرسالة وهداية الأمة لقوله: «علمنا» .
ومن فوائد الحديث: تسمية الشيء بأفضل ما جاء فيه، حيث أطلق على هذه الخطبة التشهد.
ومن فوائد الحديث: استحباب تقديم هذه الخطبة بين يدي الأمور الهامة لقوله: «التشهد بالحاجة» ، وقد ذهب بعض العلماء إلى وجوب هذه الخطبة عند عقد النكاح، وقالوا: يجب عند عقد النكاح أن تُقرأ هذه الخطبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عَلمهم إياها، وهذا يدل على اهتمامه بها ولكن الصحيح خلاف ذلك، وأن تلاوة هذه الخطبة سنة وليست بواجبة، بدليل أن النيي صلى الله عليه وسلم زوج الرجل الذي طلب منه أن يزوجه المرأة التي وهبت نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يقرأ هذه الخطبة بل قال:«زَّوَجْتُكَهَا بما معك من القرآن» .
ومن فوائد هذا الحديث: إثبات الحمد الكامل لله وأنه مختصر به ومستحق له؛ لقوله: «إن الحمد لله» .
ومن فوائده: طلب المعونة والمغفرة من الله وحده؛ لقوله: «نستعينه ونستغفره» .
فإن قال قائل: هل تجوز الاستعانة بغير الله؟
الجواب: نعم، إذا كان المستعان قادرا على ذلك، قال النيي صلى الله عليه وسلم:«من استعانكم فأعينوه» ، وقال:«والله في عون العبد ما كانَ العبد في عون أخيه» ، وقال:«تعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع عليه متاعه صدقة» ، فإن استعان بميت لا يجوز، لماذا؟ لأنه غير قادر، فإن اعتقد أن له تأثيرا سريا كان ذلك شركا أكبر، الاستغفار هل يُطلب من غير الله هل يصح أن تقول: يا فلان، اغفر لي؟ يصح أن تطلب منه المغفرة عن حقه الخاص، قال الله تعالى:{وإن تَعْفُوا وَتَصَفَحُواً وتَغْفِرُواً فإنَ الله غَفُور رَّحِيمٌ} [التغابن: 14]. أما أن تطلب المغفرة عن حق الله فهذا لا يمكن، قال تعالى:{وَمَن يَغْفِرُ الذّنوب إلا الله} [آل عمران: 135].
ومن فوائد الحديث: أن الاستعاذة تكون بالله: «نعوذ بالله من شرور أنفسنا» ، هل الاستعاذة تكون بغير الله؟ تكون بغير الله فيما يقدر عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر ما ذكر من الفتن:«فَمن وجد مُعَاذًا فليُعذ به» ، وقد وردت عدة أحاديث في إثبات الاستعاذة للمخلوق لكن يُشترط فيما يقدر عليه.
ومن فوائد الحديث: أن الله أرحم بنا من أنفسنا لقوله: «شرور أنفسنا» ، فاستعذت بالله من نفسك، إذن فالله أرحم بنا من أنفسنا، وهذا له أدلة غير هذا، قال الله:{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]. فنهانا عن قتل أنفسنا؛ لأنه أرحم بنا من أنفسنا.
ومن فوائد الحديث: أن للنفوس شروراً لقوله: «نعوذ بالله من شرور أنفسنا» .
ومن فوائد الحديث: أن من قضى الله هدايته فإنه لا يمكن أن يُضله أحد لقوله: «من يهده الله فلا مُضل له» .
ومن فوائد الحديث: أن فيه إشارة إلى أن الإنسان يلجأ إلى الله في طلب الهداية لا إلى غيره، لقوله:«من يهده الله» . إذن أطلب الهداية من الله، وربما تُؤخذ من قوله:«ومن يضلل فلا هادي له» ، أخشى أن يضلني الله فأطلب منه الهداية.
ومن فوائد الحديث: أنه يجب أن يعلن الإنسان بلسانه ما يعتقده في قلبه من انفراد الله بالألوهية وثبوت العبودية والرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم من قوله: «وأشهد
…
إلخ»؛ لأن مجرد الإقرار بالقلب لا يكفى بل لابد من النطق باللسان، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:«أُمرت أن أقاتل الناس حَتَّى يشهدوا أن لا إله إلا الله» ، وقال:«يا أيها الناس، قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» فقال: «قولوا» فلابد من القول مع الاعتقاد.
ومن فوائد الحديث: أن لا إله حق إلا الله، ويتفرع على هذه الفائدة: أن كل ما عبد من دون الله فهو باطل.
ومن فوائد الحديث: إثبات العبودية للنبي صلى الله عليه وسلم لقوله: «عبده» ، ويتفرع منها: الردِّ على الغلاة في الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يدَّعُون أنه رب أو أنه له حقاً من الربوبية بالإغاثة من الكُربات وإجابة الدعوات وغير ذلك وقد شاهدنا في المسجد النبوي مشاهد تدل على هذا، حيث إن بعض العامة إن أرادوا الدعاء يتجهون إلى القبر ويجعلون القبلة عن أيمانهم وكأنهم يصلون بين يدي الله، وهذا لا شك أنه غلو سواء كانوا يدعون الله متجهين إلى القبر أو كانوا يدعون صاحب القبر صلى الله عليه وسلم.
ومن فوائد الحديث: إثبات الرسالة للرسول صلى الله عليه وسلم لقوله: «ورسوله» .
ومن فوائده: تشريف رسول الله صلى الله عليه وسلم بإضافة عبوديته ورسالته إلى الله.
ومن فوائد الحديث: إثبات رحمة الله بالخلق، حيث أرسل إليهم رسولاً من أنفسهم ولم يجعله ملكا؛ لأنه لو جعله ملكا أي: لو أرسل ملكا إلى أهل الأرض من البشر لجعله رجلاً أي على هيئة رجل؛ لأن البشر لا يألفون من ليس من جنسهم، وهو أيضا لا يألفهم، ولهذا قال الله تعالى:{وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} [الأنعام: 8، 9]. يعني: لعاد الاشتباه عليهم كما يزعمون، مع
أنه لا يشتبه الرسول الذي يرسله الله من البشر؛ لأن الله يعطيه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر، فالله تعالى لا يرسل الرجل أني رسول الله إليكم فآمنوا بي، ومن كفر بي فإني أستبيح دمه وأهله، بل يعطيه آيات يُؤمن على مثلها البشر، يقول:«يقرأ ثلاث آيات» ، هي قوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102]. وفي هذه الآية يُنادي الله المؤمنين بوصف الإيمان، ويأمرهم أن يتقوا الله حق تقاته، يعني: التقوى الحق، يعني: من باب إضافة الصفة إلى: موصوفها والتقوى الحق هي المبنية على الإخلاص لا على المراعاة، لأن من الناس من يتقي الله رياء وسمعة، يتقي الله في العلانية ويعصيه في السر، هذا لم يتق الله حق تقاته، وينهى الإنسان أن يموت إلا على الإسلام:{وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
فإن قال قائل: هذا النهي في غير المقدور؛ لأن الإنسان لا يقدر ألا يموت إلا وهو مسلم؟
وكيف يمكن؟
والجواب: أن الله تعالى لن ينهى عن شيء غير مستطاع تركه، ولا يأمر بشيء غير مستطاع فعله، وكيف يستطيع الإنسان ألا يموت إلا مسلمًا، يستطيع ذلك بأن يثابر على العمل الصالح في حياته، والله سبحانه وتعالى أكرم من أن يخذل شخصا أمضى عمره في طاعة الله، فإذا نشأ الإنسان في طاعة الله ومرن نفسه على الطاعة، فإن الله يشكر له حتّى يُحسن له الخاتمة ويموت على الإسلام، وإلا فمن المعلوم أن الإنسان ليس في استطاعته ألا يموت إلا مسلمًا، لكن باستطاعته أن يقوم بعمل يكون له به خسن الخاتمة بالعمل الصالح، ولا يُنافي هذا ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه:«إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حَتَّى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها» ، لا يُعارض ما قلنا؛ لماذا؟ لأن حديث ابن مسعود مقيد بما ثبت في صحيح البخاري:«إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار» ، وهذا نعمة -ولله الحمد- أن الإنسان لا يُخذل إذا صدق مع الله لأن الله أكرم من عبده، فإذا كان هذا الرجل مُفنيًا عمره في طاعة الله فليبشر بالخير:{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ} ، وبعده {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 223]. بشارة للإنسان قبل أن تحصل الملاقاة ما دمت مؤمنًا لا تخف من الملاقاة؛ لأن لك البشارة.
الآية الثانية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم
…
} الآية. {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1].
هي نفس آدم، {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} المخلوق منها أنثى، فكيف قال:{زَوْجَهَا} ؟ نقول: اللغة الفصحى أن الزوج مذكر سواء كان للأنثى أو للرجل لكن فيه لغية لتأنيث الزوج إذا كان للأنثى
واعتمدها الفرضيون رحمهم الله من أجل التمييز بين المسائل؛ لأنك لو قلت: هلك هالك عن زوج وبنت وأم، فالإنسان يُشكل عليه من هذا الزوج تعطيه ربع أو ثمن فإذا بين الزوجة، إذا كان المراد الأنثى زال الإشكال ولهذا اعتمد الفرضيون بالتزام التاء فيما إذا كانت أنثى، {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني: حواء، هكذا سمّاها النبي صلى الله عليه وسلم حواء بالمد قال:«لولا حواء لم تكن أنثى زوجة، ولولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم» يعني: لكان اللحم لا يفسد لكن عُوقبوا فصار يفسد، {وَبَثَّ مِنْهُمَا} أي: من هذين الزوجين {رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء} أيهما أكثر؟ النساء في الواقع أكثر من الرجال، واستدل شيخ الإسلام رحمه الله بقول النبي صلى الله عليه وسلم للنساء:«إنكن أكثر أهل النار» ، وأن أهل النار من بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف وقال: هذا دليل على أن النساء أكثر، لكن قوله:{رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء} وصف الرجال بالكثرة دون النساء، لأن كثرة الرجال هي التي تغني، أما كثرة النساء فليس فيها إلا العبء والعويل، وإن أردت أن تعرف انظر عند الشدائد من الذي يقابله؟ الرجال، والنساء لهن لطم الخدود وشق الجيوب ونتف الشعر، ولهذا وصف الرجال بالكثرة من أجل أن كثرتهم هي المفيدة، {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
…
} إلخ، اتقوا الله والأرحام، فتقوى الله بطاعته، وتقوى الأرحام، أي: تقوى إثم الأرحام إذا قُطعت، وهذا يعني: الأمر بصلة الأرحام، ومَن الأرحام؟ هم الأقارب، قال الله تعالى:{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} [الأنفال: 75]0.
وليس الأرحام ما يتعارفه العامة اليوم وهم الأصهار؛ لأن الأرحام عند العامة هم أقارب الزوج أو الزوجة، ولكن اللغة العربية تُسمي أقارب الزوج والزوجة أصهارا:{إنَّ الله كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 176] خف من هذه الجملة كان الله عليكم رقيبًا في كل الأحوال، فإن شئتم ألا تتقوا الله فافعلوا ولكن عليكم من الله رقابة.
أما الآية الثالثة فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] إلخ.
ففي هذه الآية يأمر الله المؤمنين بأن يتقوا الله ويقولوا قولاً صائبًا يحصل به سد الخلل، وما هُوَ القول السديد؟ هو كل قول يكون به مصلحة دينية أو دنيوية فهو قول سديد، ويشبه هذا قول النيي صلى الله عليه وسلم:«مَنْ كانَ يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» . أمر الله بشيئين وذكر جزاءين: {اتَقُوا الله وَقُولُواً قولا سديدا} الجزاء: {يُصلح لَكُمْ أَعُمالَكُمْ وَيَغْفِرَ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب: 71]، يصلح لكم أعمالكم في الدُّنيا سواء كانت الأعمال عملاً دنيويا أم عملاً دينيًا، فإن الله تعالى يُصلحه إذا اتقى الإنسان ربه وقال قولاً سديدا، {ويَغْفِرَ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} أي: ما يقع منكم من الذنوب يغفره