الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والملائكة قوى الخير، وقد قال بذلك من ينتسب للإسلام وقال: إنه لا يوجد طير أبابيل أرسلت على أصحاب الفيل وإنما هو الجدري أصابهم، فهو عبارة عن الفيروس الذي أصابهم حتى أهلكهم هذا -والعياذ بالله- قول ضال، القادر على أن يخلق كل شيء قادر على أن يرسل طيراً أبابيل ترمي بحجارة من سجيل وتضرب الإنسان من أم رأسه حتى تخرج من دبره هكذا جاءت الأخبار والعقل ربما يُحار فيه لكن لا يمنعه.
آداب الشراب:
1010 -
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا شرب أحدكم، فلا يتنفس في الإناء ثلاثاً» . متفق عليه.
"إذا شرب" كلمة شرب تشمل كل شراب من ماء أو لبن أو عصير وغير ذلك، وقوله:"فلا يتنفس" أي: لا يخرج نفسه في الإناء الذي يشرب منه سواء كان ذلك حين مص الشراب أو بعد ذلك، وإنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا إن كان الإنسان في أثناء الشرب فإن النفس ربما يصطدم بما نزل من الشراب ويحصل بذلك الشرق، وإن كان في غير أثناء الشرب فإنه يلوث هذا الشراب على غيره ويكرهه له، وربما يكون في الإنسان أمراض خفية تنطلق من نفسه حتى تلصق في هذا الإناء أو في هذا الشراب فلهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
ثم إذا كان التنفس في أثناء الشرب فإنه يشبه الحيوان؛ لأن الحيوان -كثيراً منه- بتنفس وهو يشرب، وبعض الحيوان لا يتنفس وهو يشرب، إذا أراد التنفس رفع رأسه، فمن ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنفس في الإناء.
ولكن نقول: ما الذي يسن للإنسان في حال الشراب، هل يسن أن يكون بنفس واحد ونقول: لا تتنفس في الإناء بل تصبر حتى تروى ثم تتنفس بعد ذلك خارج الإناء؟ نقول: السنة للشارب أن يتنفس ثلاثاً وألا يعب الماء بنفس واحد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إن ذلك أهنأ وأبرأ وأمرأ» . يعني: التنفس ثلاثاً، وهذا فيما لا تقتضي الحال أن يتنفس فيه أكثر من ثلاثة، لأن بعض الأشربة تتطلب الحال أن يتنفس فيه أكثر من ثلاث مرات مثل الأشربة الحارة وكذلك الباردة الشديدة البرودة فإنه يتطلب أن تتنفس أكثر من ثلاث مرات؛ لأنك تأخذ الجرعة ثم تبقيها في فمك حتى تشبع قليلاً ثم تنزلها، لكن الشراب العادي يتنفس الإنسان فيه ثلاث مرات هذا هو السنة.
يستفاد من هذا الحديث: أن الشريعة الإسلامية شاملة كاملة، شاملة لكل شيء ولهذا قال
رجل لسلمان الفارسي: «علمكم نبيكم حتى الخراءة» يعني: آداب الخراءة -التخلي- قال: «أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة ببول أو غائط أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظيم» .
وقال أبو ذر: «ولقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وذكر لنا منه علماء» . فالشريعة -والحمد لله- شاملة ومع شمولها كاملة تكمل جميع ما يتعلق بها.
ومن فوائد الحديث: النهي عن التنفس في الإناء، وهل النهي للكراهة أو للتحريم؟ نقول: هو للكراهة إلا إذا أدى إلى إيذاء الغير كما لو كان هذا الشراب سيشرب من بعدك وأنك لو تنفست فيه لقدرته في نظر غيرك فحينئذ يكون النهي للتحريم من أجل الأذية وإلا فالأصل أنه للكراهة.
ومن فوائد الحديث: أن السنة إذا أردت أن تتنفس أن تفصل الإناء عن فمك تبعده ما يكفي أن ترفع رأسك، والتنفس يمكن أن يصل للإناء لا بل افصله.
1011 -
ولأبي داود: عن ابن عباس رضي الله عنه نحوه، وزاد:«أو ينفخ فيه» ، وصححه الترمذي.
أيضاً نهى عن النفخ في الإناء، لأن النفخ في الإناء ربما يصحبه أشياء مستقذرة تقذر هذا الشراب وربنا يصحبه جراثيم مرضية تكون سبباً لمرض من يشرب به من بعده.
واختلف العلماء في هذه المسألة هل هو في كل شيء أو هو فيما لا يحتاج إلى نفخ، لأن من الأشربة ما يحتاج إلى نفخ، ككون الشراب حاراً وهو مستعجل لغرض ما أو ما أشبه ذلك، ولكن مع هذا نقول: إذا كان نفخه يوجب أن يستقذره من يشرب بعده فلا ينفخ، فما تقولون في نفخ المرأة لصبيها؟ هذا أيضاً لحاجة، ولكن إذا علم الإنسان من نفسه أن به مرضاً معدياً فإنه لا يضر غيره، والمسألة ليست إلا وقتاً فقط لأن الأشياء الحارة ستبرد فينتظر قليلاً.
* * * *