الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: التعريف بأهل السنة والجماعة
لأهل السنة والجماعة إطلاقان: إطلاق عام وإطلاق خاص (1) ، أما الإطلاق العام فهو مقابل الشيعة، فيدخل فيه جميع الطوائف إلا الرافضة، وأما الإطلاق الخاص فهو مقابل المبتدعة وأهل الأهواء، فلا يدخل فيه سوى أهل الحديث والسنة المحضة الذين يثبتون الصفات لله تعالى، ويقولون: إن القرآن غير مخلوق، وإن الله يرى في الآخرة، وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل السنة، والمراد في هذا المقام الإطلاق الخاص.
والمراد بالسنة (2) ههنا: الطريقة المسلوكة في الدين وهي ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وإن كان الغالب تخصيص اسم السنة بما يتعلق بالاعتقادات لأنها أصل الدين، والمخالف فيها على خطر عظيم (3) .
والمراد بالجماعة ههنا: الاجتماع الذي هو ضد الفرقة (4) .
فأهل السنة والجماعة هم أهل السنة لأنهم تمسكوا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه، واقتفوا طريقته باطنًا وظاهرًا، في الاعتقادات والأقوال والأعمال (5) .
وأهل السنة والجماعة هم الجماعة التي يجب اتباعها (6) لأنهم اجتمعوا
(1) انظر: "منهاج السنة النبوية"(2/221) ، و"مجموع الفتاوى"(4/155) ، و"نهج الأشاعرة في العقيدة"(70) ، و"منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد"(1/28 - 31) .
(2)
انظر في تعريف السنة في اللغة وفي اصطلاح الأصوليين (122) من هذا الكتاب.
(3)
انظر: "جامع العلوم والحكم"(2/120) .
(4)
انظر: "مجموع الفتاوى"(3/157) .
(5)
انظر: "مجموع الفتاوى"(3/358) ، و"جامع العلوم والحكم"(2/120) ، و" مفهوم أهل السنة والجماعة"(77، 78) .
(6)
كما ورد ذلك في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم «فمن أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة» . رواه الحاكم في المستدرك (1/114) وصححه. انظر -إن شئت- النصوص من الكتاب والسنة على وجوب لزوم الجماعة في كتاب: "وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق" لجمال بادي (15 -84) .
على الحق وأخذوا به، ولأنهم يجتمعون دائمًا على أئمتهم، وعلى الجهاد، وعلى السنة والاتباع، وترك البدع والأهواء والفرق (1) .
وهم أهل الحديث والأثر لشدة عنايتهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم رواية ودراية واتباعًا، فهم يقدمون الأثر على النظر (2) .
وهم الفرقة الناجية (3) المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم «والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار» . قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: «الجماعة» (4) .
وهم الطائفة المنصورة (5) المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك» (6) .
(1) انظر: "مجموع الفتاوى"(3/157) ، و"مفهوم أهل السنة والجماعة"(78) .
(2)
انظر: "مجموع الفتاوى"(3/347) ، و"مختصر الصواعق"(499) ، و"أهل السنة والجماعة"(49، 50) .
(3)
انظر: "مجموع الفتاوى"(3/345، 347، 370) .
(4)
رواه بهذا اللفظ ابن ماجه في سننه (2/1322) برقم (3992) وهذا الحديث مشهور، وله ألفاظ متعددة، منها ما رواه أبو داود في سننه (4/197، 198) برقم (4596، 4597) ، وابن ماجه في سننه أيضًا (2/1321، 1322) برقم (3991، 3993) ، والترمذي في سننه (5/25، 26) برقم (2640، 2641)، والحديث صححه ابن تيمية. انظر:"مجموع الفتاوى"(3/345) ، والألباني "السلسلة الصحيحة"(1/256) وما بعدها برقم (203، 204)(3/480) برقم (1492)، وللاستزادة في معرفة طرق هذا الحديث ورواياته وكلام أهل العلم عليه انظر إضافة إلى المرجعين السابقين:"صفة الغرباء" لسلمان العودة، و"نصح الأمة في فهم أحاديث افتراق الأمة" لسليم الهلالي، و"درء الارتياب عن حديث: ما أنا عليه اليوم والأصحاب" له أيضًا.
(5)
انظر: "مجموع الفتاوى"(3/159) ، و"أهل السنة والجماعة"(52 – 56) .
(6)
رواه مسلم (13/65)، وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة بألفاظ متعددة. انظر ذلك والكلام على فقه هذا الحديث في:"السلسلة الصحيحة" للألباني (1/478 – 486) ، برقم (270) ، و (4/597 – 604) ، برقم (1955 – 1962)"صفة الغرباء" لسلمان العودة، و"وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق" لجمال بادي (119 – 131) .