الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الخامسة
الأداء والإعادة والقضاء
وفي هذه المسألة أربع نقاط:
أولاً: الأداء هو فعل العبادة في وقتها المعين لها شرعًا (1) .
ثانيًا: الإعادة هي فعل العبادة مرة أخرى، وذلك لبطلانها مثلاً، أو لغير ذلك، كإعادتها لفضل الجماعة في الوقت (2) .
ثالثًا: القضاء هو فعل جميع العبادة المؤقتة بعد خروج وقتها المقدر شرعًا، لا فرق في ذلك بين المعذور - كالنائم عن الصلاة والمريض في الصوم - وغير المعذور (3) .
رابعًا: الأداء والقضاء يجتمعان في الصلوات الخمس فإنها تؤدي في وقتها وتقضي بعد خروجه، وقد ينفرد الأداء عن القضاء كصلاة الجمعة فإنها تؤدي في وقتها ولا تقضي بعد خروجه بل تكون ظهرًا، وقد ينفرد القضاء عن الأداء كما في صوم الحائض فإن أداءه حرام وقضاءه واجب، وقد ينتفيان معًا في النوافل التي ليس لها أوقات معينة (4) .
المسألة السادسة: الرخصة والعزيمة
وفي هذه المسألة جانبان:
الجانب الأول: العزيمة: وهي الحكم الثابت بدليل شرعي، خالٍ عن معارض راجح. وذلك يشمل الواجب، والمندوب، والمحرم، والمكروه، والمباح، إذ الجميع حكم ثبت بدليل شرعي.
(1) انظر: "روضة الناظر"(1/168) ، و"مذكرة الشنقيطي"(47) .
(2)
انظر: "روضة الناظر"(1/168) ، و"مذكرة الشنقيطي"(46) .
(3)
إلا أن الفرق يتضح في حصول الإثم، فالمعذور لا يأثم بخلاف من لا عذر له.
انظر: "روضة الناظر"(1/168، 169) .
(4)
انظر: "مذكرة الشنقيطي"(47) .
والأصل هو العمل بما ثبت بالدليل الشرعي، إذ لا يجوز تركُه إلا إذا وجد معارض أقوى مما ثبت بالدليل الشرعي، فيتعين في حالة وجود المعارض الأقوى العملُ بهذا المعارض وترك ما ثبت بالدليل الشرعي، وهذه الحالة هي الرخصة.
فيُشترط إذن في العمل بالدليل الشرعي عدم المعارض الراجح له (1) .
الجانب الثاني: الرخصة: وهي الحكم الثابت على خلاف الدليل الشرعي، لمعارضٍ راجح (2) .
وقد تكون الرخصة واجبة؛ كأكل الميتة للمضطر.
وقد تكون مندوبة؛ كقصر المسافر الصلاة عند الجمهور إذا اجتمعت الشروط وانتفت الموانع.
وقد تكون مباحة؛ كالجمع بين الصلاتين في غير عرفة ومزدلفة عند الجمهور (3) .
وبذلك يُعلم أن الرخصة لا تكون محرمة ولا مكروهة (4) .
(1) انظر: "روضة الناظر"(1/171، 172) ، و"شرح الكوكب المنير"(1/476) ، و"نزهة الخاطر العاطر"(1/172) .
(2)
انظر: "روضة الناظر"(1/173) ، و"شرح الكوكب المنير"(1/478) .
(3)
انظر المصدر السابق (1/479، 489) .
(4)
انظر: "شرح الكوكب المنير"(1/480، 481) .