الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا المذهب ينتظم جميع الأدلة ولا يرد عليه دليل.
قال ابن كثير عند قوله تعالى: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا} [المائدة: 2] :
المسألة السابعة: هل يستلزم الأمر الإرادة
؟
التحقيق في هذه المسألة التفصيل:
وذلك أن الإرادة نوعان (2) :
1-
إرادة قدرية كونية فهذه هي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات، كقوله تعالى:{إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [الحج: 14] . وهي لا تستلزم محبة الله ورضاه.
2-
إرادة دينية شرعية فهذه متضمنة لمحبة الله ورضاه، كقوله تعالى:{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27] . ولكنها قد تقع وقد لا تقع.
فأوامر الله سبحانه وتعالى تستلزم الإرادة الشرعية لكنها لا تستلزم الإرادة الكونية؛ فقد يأمر سبحانه بأمرٍ يريده شرعًا وهو يعلم سبحانه أنه لا يريد وقوعه كونًا وقدرًا.
والحكمة من ذلك: ابتلاء الخلق وتمييز المطيع من غير المطيع.
(1)"تفسير ابن كثير"(2/6، 7) .
(2)
انظر: "مجموع الفتاوى"(8/131) ، و"شرح العقيدة الطحاوية"(116) ، و"مذكرة الشنقيطي"(190) .