الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قصيدة الأعشى الأكبر في مدح المحلّق
الأعشى أبو بصير ميمون بن قيس بن جندل مِن بكر بن وائل. كان من فحول الشعراء، ويدعى بصناجة العرب لجودة شعره. فخّم أبو عمرو بن العلاء من شعره، وعظّم محلّه. فقال: شاعر مُجيد، كثير الأعاريض والافتنان. ونصح عبد الملك بن مروان مؤدب أولاده، وقال له: أدِّبْهم برواية شعر الأعشى فإنه - قاتله الله - ما كان أعذب بحرَهُ وأصلَبَ صَخْرَه (1).
مدح الأعشى المحلّق عبد العزى بن حنتم الكلابي بقصيدة بديعة على روي القاف. نوّه الأدباء بشأنها في الفصاحة والبلاغة. حامت ميامن طيرها ببيت المحلّق ذاك الفقير المعدم المئناث فكانت سبباً في نباهة ذكره بعد خمول، وفي إيراق غصن مجادته بعد ذبول، وخطب أمجادُ العرب بناته الثمان بعد أن نسجت عليهم عناكب النسيان (2).
وبهذه القصيدة أبيات أشتات من شواهد العربية، ومقطّعات النوادر الأدبية. قال الإمام الأكبر: كنت منذ زمان عُنيت بجمعها من
(1) انظر بعد تحقيق نسبة الكتاب للبغدادي. الخزانة: 1/ 175 - 176.
(2)
محمد الطاهر ابن عاشور. قصيدة الأعشى: 3.
متفرّق كتب اللغة والعربية والأدب: فمن الصحاح والقاموس والتاج إلى الخزانة وقواعد المطارحة وشواهد المغني وثمار القلوب، ومن كتب العربية هذه إلى كتب التفسير كالبيضاوي بحاشية الشهاب، والكشاف وشواهده، إلى كتب الأدب كالأغاني والعمدة، والكامل، والبيان، وجمهرة أشعار العرب، وشرح البردة لابن عاشور الجدّ، وشرح عياض لحديث أم زرع، ومروج الذهب، وأمالي الشريف المرتضى.
وإنما أغفل من مصادر قصيدة الأعشى رواية ثعلب لديوان الأعشى الموجودة بالأسكوريال وديوان الأعشى لحاير، وشرح ديوان الأعشى لمحمد بن حبيب، وشرح ديوان الأعشَى الأكبر لمحمد محمد حسين لتعذر وقوفه عليها. وإن كان الديوان قد طبع (1) لكن بعد فراغ مؤلفنا من جمعه وتحقيقه لقصيدة الأعشى في المحلّق.
وشيخنا الجليل، في سعيه الحميد هذا، يصف عمله في قصيدة المحلّق ومراحل جمعه وترتيبه لأبياتها، منبّهاً على الغاية الشريفة التي كان يرمي إليها من وراء هذا الجهد: "وقد كنت منذ زمان عنيت بجمعها من متفرّق كتب العربية والأدب، حتّى أوشكت أن أظفر بكمالها أو ظفرت، لأني رأيت في خزانة الأدب للبغدادي أبياتاً تسعة منها. ثم قال: وبقي بعد هذا أكثر من ثلاثين بيتاً
…
فلما بلغ ما جمعته منها واحداً وأربعين بيتاً، وغلب على ظنّي أني قد استقصيتها رأيت إثباتها ونشرها والتعليق عليها خدمة للأدب العربي الذي هو مفخر لساننا، وزهرة روضنا من البلاغة وثمر بستاننا. ورتبت ما
(1) حققه د. نصر الحتي. نشر دار صادر، ونشرته دار الكتاب العربي في سلسلة "شعراؤنا".
جمعته من الأبيات على حسب انتساب معانيه، مع التنبيه على مواضيع مُتفَرِّقِها لأكفي المؤونة لمعانيه".
واليوم، وقد نشر الديوان، رجعنا إلى طبعة دار الكتاب العربي مقارنين بين نصّ القصيدة بها وهو 62 بيتاً مع النص الذي جمعه وحققه الشيخ ابن عاشور وهو مع ملحقه 46 بيتاً. وطبيعي أن تكون الأبيات مختلفة الترتيب بينهما، فوضعنا جدولًا للتعريف بهذا والمقارنة. واكتفينا هنا بأبيات الخزانة مثالًا على ذلك. فأحببنا أن نقف بالخصوص على الأبيات التي كانت منطلق بحث الشيخ عن هذه القصيدة، ورجعنا إلى الخزانة للبغدادي لاعتداده بها، ومحاولته تكميل ما جاء فيها من أبيات.
ذكر البغدادي بيتاً شاهداً منها: 3/ 252، 254:
6/ 48 وإنَّ امرأً أسرى إليكِ ودونه
…
من الأرض مَوْمَاةٌ وبيدا سَمَلَّقُ
على ورود الجملة: ودونه من الأرض موماة، حالًا لا الظرف وحده. وطالع القصيدة:
1 -
1/ 1 أَرِقْتُ وما هذا السهاد المؤرِّق
…
وما بيَ من سُقْمٍ وما بيَ مَعشَقُ
وبيتين آخرين هما:
7/ 49 لَمَحقوقةٌ أن تستجيبي لصوته
…
وأن تعلمي أن المُعانَ موفّق
15/ 23 تريك القذى من دونها، وهي دونَه
…
إذا ذاقها مَن ذاقها يتمطّق (1)
وذكر فيها شاهداً: 5/ 291، 387. وهو بيتان: أولهما الشاهد 204 في جواز التأكيد بالضمير المنفصل في الصفة الجارية على غير من هي له، إذا أمن اللبس عند الكوفيين.
(1) الأرقام في أول الأبيات لكونها من قصيدة المحلّق عند الشيخ ابن عاشور أولاً، ولموقعها في الديوان ثانياً.
والبيت الذي يليه: 7/ 49.
وقد أضاف لهذين البيتين ص 293 عشرة أبيات منها الشاهدان. ونحن نذكرها مع اختلاف روايتها بين المصدرين: الجمع والتحقيق وبين الديوان دون إشارة إلى التعاليق عليهما لضيق المكان.
ب، ع 24 وخَرْقٍ مُخُوفٍ قد قطعتُ بِجَسْرةٍ
…
إذا خبّ آلٌ وسْطَه يترقرق
252 وخَرق مخُوف قد قطعت بجسرة
…
إذا خبّ آل فوقه يترقرق
ب، ع 3، د 26 هي الصاحب الأدنى، وبيني وبينها
…
مَجوفٌ علافيٌّ وقطعٌ ونُمرُقُ
ب، د 27 وتصبح من غبّ السُّرى وكأنّما
…
ألمّ بها من طائف الجن أولقُ
ع 5 وتصبح من غبّ السُّرى وكأنها
…
ألمّ بها من طائف الجن أولقُ
ب، ع 6 وإن امرأ أسرى إليكِ ودونه
…
من الأرض موماة وبيداء سملق
د 48 وإن امرأ أسرى إليكِ ودونه
…
فيافٍ تنوفاتٌ وبيداء خيفق
ب، د 49 لمحقوقة أن تستجيبي لصوته
…
وأن تعلمي أن المعانَ موفّق
ع 7 لمحقوقة أن تستجيبي لصوته
…
وأن تعلمي أن المُعاني موفّق
ب، ع 8 وكم دونه من حَزْنِ قُفٍ ورَمْلَةٍ
…
وسَهب به مستوضحُ الآل يبرق
د 36 وكم دون ليلى مِن عدو وبلدة
…
وسَهب به مستوضحُ الآل يبرق
ب، ع 9 وأصفر كالحِنَّاء ذاوٍ جِمامُه
…
متى ما يذقه فارطُ القوم يبصُق
د 47 وأصفر كالحناء طامٍ جِمامه
…
متى ما يذقه فارط القوم يبصق
ب، ع 33 به تُنفض الأحلاسُ في كل منزل
…
وتعقد أطراف الحبال وتُطلق
د 43 به تُنفض الأحلاس في كل منزل
…
وتعقد أنساع المطي وتُطلق
ب، د 42 ولا بدّ من جار يُجير سبيلها
…
كما سلك السَّكِّيُّ في الباب فيتق
ب، ع 10، د 50 ولا بدّ من جار يجيز سبيلها
…
كما جَوَّزَ السَّكِّيُّ في الباب فيتقُ
* * *