الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعرف أحد النوعين من اللفظ إلّا بقيد يضم إليه، فيقال: خلق حسن، وفي ضده خلق قبيح، فإذا أطلق عن التقييد انصرف إلى الخلق الحسن «1» .
وقال الفيروزابادي: اعلم أن الدّين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، وهو يقوم على أربعة أركان: الصبر والعفة والشجاعة والعدل، وذكر أن كل واحد من هذه الأربعة يؤدي إلى غيره من المكارم ويحمل عليه، فالصبر (مثلا) يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ وإماطة الأذى والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.. وقال أيضا: والتوسط منشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة «2» .
الأخلاق اصطلاحا:
لكي نوضح مفهوم الأخلاق الإسلامية، لابد من التعرّف أولا على المفهوم الاصطلاحي للفظي الخلق والأخلاق كما فهمه العلماء المسلمون، وسنحاول الكشف عن ذلك في الفقرات التالية:
يذهب الجاحظ (ت: 255 هـ) إلى «أن الخلق هو حال النفس، بها يفعل الإنسان أفعاله بلا روية ولا اختيار، والخلق قد يكون في بعض الناس غريزة وطبعا، وفي بعضهم لا يكون إلّا بالرياضة والاجتهاد، كالسخاء قد يوجد في كثير من الناس من غير رياضة ولا تعمل، وكالشجاعة والحلم والعفة والعدل وغير ذلك من الأخلاق المحمودة» «3» .
وكثير من الناس يوجد فيهم ذلك، فمنهم من يصير إليه بالرياضة ومنهم من يبقى على عادته، ويجري على سيرته.
أما الماوردي (ت: 450 هـ) فقال: الأخلاق «غرائز كامنة، تظهر بالاختيار، وتقهر بالاضطرار» «5» .
(1) تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور 19/ 171- 172.
(2)
بصائر ذوي التمييز 2/ 568.
(3)
الجاحظ: تهذيب الأخلاق، دار الصحابة للتراث، ط 1، 1410 هـ- 1989 م، ص 12.
(4)
ابن مسكويه: تهذيب الأخلاق لابن مسكويه في التربية، دار الكتب العربية، بيروت، ط 2، 1401 هـ- 1981 م، ص 4، 5.
(5)
أبو الحسن البصري الماوردي: تسهيل النظر وتعجيل الظفر (تحقيق د. محيي هلال السرحان) ، بيروت، 1983 م، ص 5.