الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عرض الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل:
حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على الاجتماع بالناس وتبليغهم دعوة الإسلام، وكان يتحرى مواضع اجتماع القبائل وخاصة في موسم الحج وفترات عقد أسواق العرب، حيث كان يلتقي بذوي الشأن من رؤساء القبائل وغيرهم، وكان يطالب الرؤساء بحمايته دون أن يكره أحدا على قبول دعوته «1» . وقد نقل الإمام أحمد رواية ربيعة بن عباد الدؤلي، وكان من شهود العيان الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواسم الأسواق وهو يباشر الدعوة قال:«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بذى المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله- عز وجل، ووراءه رجل أحول تقد وجنتاه وهو يقول: لا يخرجنكم هذا من دينكم ودين آبائكم» «2» .
وكان عليه الصلاة والسلام قد عرض نفسه على كندة «3» وبني كلب «4» وبني حنيفة، وكان ردهم قبيحا «5» ، كما عرض نفسه على بني عامر بن صعصعة «6» ، ومحارب، وفزارة، وغسان، ومرّة، وسليم، وعبس، وبني النضر، وبني البكاء، وعذرة، وربيعة، وبني شيبان، والحضارمة «7» .
وكان مما يقوله صلى الله عليه وسلم في المواسم: «هل من رجل يحملني إلى قومه ف إنّ قريشا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي عز وجل» «8» .
وخاطب صلى الله عليه وسلم الناس في سوق ذى المجاز بقوله: «أيّها النّاس قولوا لا إله إلّا الله تفلحوا» وكان الناس يزدحمون عليه غير أنهم لم يتجاوبوا مع دعوته، ومع ذلك فقد كان صلى الله عليه وسلم يواصل الدعوة فلا يسكت، بل يكرر مقولته «9» .
وحين يعرض صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل كان يقول: «يا بني فلان، إنّي رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه، وأن تؤمنوا بي وتصدّقوني وتمنعوني حتّى أبيّن عن الله ما بعثني به..» «10» .
(1) عروة- المغازي ص/ 117، البيهقي- الدلائل 2/ 414.
(2)
أحمد- المسند 3/ 492، الطبراني- المعجم الكبير 5/ 56، الحاكم- المستدرك 1/ 15.
(3)
ابن هشام- السيرة 2/ 75، ابن إسحاق- السيرة/ 232.
(4)
المرجع السابق 2/ 75، والحديث في إسناده ضعف.
(5)
المرجع السابق 2/ 75- 76 ولم يسمّ من حدثه.
(6)
المرجع السابق 2/ 76 مرسلا.
(7)
ابن سعد- الطبقات 1/ 216- 217 من حديث الواقدي.
(8)
أحمد- المسند 3/ 390 بإسناد صحيح، أبو داود- السنن (حديث 4734) ، ابن ماجه- السنن ص/ 73 (حديث 201) ، وانظر أحمد- الفتح 20/ 267 من حديث جابر، الذهبي- السيرة ص/ 282 وهو على شرط البخاري.
(9)
أحمد- المسند 4/ 63 بإسناد صحيح.
(10)
المرجع السابق 3/ 492، 4/ 341، الطبراني- الكبير 5/ 56- 63 (الأحاديث 4583- 90) .