الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- وقال تعالى: وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ «1» .
وعن جابر- رضي الله عنه: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي: نصرت بالرّعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيّما رجل من أمّتي أدركته الصّلاة فليصلّ، وأحلّت لي المغانم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وكان النّبيّ يبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى النّاس عامّة «2» .
وفي رواية: «
…
كان كلّ نبيّ يبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى كلّ أحمر وأسود»
» «4» .
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «والّذي نفس محمّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمّة يهوديّ ولا نصرانيّ ثمّ يموت ولم يؤمن بالّذي أرسلت به إلّا كان من أصحاب النّار» «5» .
- وعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما؛ قال «إنّ الله فضّل محمّدا صلى الله عليه وسلم على الأنبياء وعلى أهل السّماء» .
فقالوا: يا ابن عبّاس بن فضّله على أهل السّماء؟ قال: إنّ الله قال لأهل السّماء: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ «6» الآية. وقال الله لمحمّد صلى الله عليه وسلم: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ «7» . قالوا: فما فضله على الأنبياء؟ قال: قال الله- عز وجل: وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ «8» الآية. وقال الله عز وجل لمحمّد صلى الله عليه وسلم وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ «9» .
فأرسله إلى الجنّ والإنس» «10» .
3- نبوة خاتمة:
«11»
من رحمة الله تعالى بعباده إرسال محمّد صلى الله عليه وسلم إليهم، ومن تشريفه له ختم الأنبياء والمرسلين به وإكمال الدّين الحنيف له. وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السّنّة المتواترة عنه أنّه لا نبيّ بعده ليعلم العباد أنّ
(1) سورة الأحقاف: الآية (29) .
(2)
رواه البخاري، واللفظ له- انظر الفتح (1/ 553) ، ومسلم برقم (521) .
(3)
أحمر وأسود: أراد بذلك جميع العالم. فالأسود وهم الحبوش والزنوج وغيرهم. والأحمر هو الأبيض، والعرب تسمي الأبيض أحمر. أفاده ابن الاثير- انظر جامع الأصول (8/ 529، 530) .
(4)
رواه مسلم برقم (521) .
(5)
رواه مسلم برقم (153) .
(6)
سورة الأنبياء: الآية (29) .
(7)
سورة الفتح: الآية (1، 2) .
(8)
سورة إبراهيم: الآية (4) .
(9)
سورة سبأ: الآية (28) .
(10)
رواه الدارمي (1/ 29، 30) برقم (47)، ورواه أيضا ابن أبي حاتم- انظر تفسير ابن كثير (3/ 547) . قال الحافظ الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير الحكم بن أبان وهو ثقة. ورواه أبو يعلي باختصار شديد- انظر مجمع الزوائد (8/ 255) .
(11)
انظر الخصائص للسيوطي (2/ 318) .
كلّ من ادّعى هذا المقام بعده فهو كذّاب أفّاك دجّال. قال الله تعالى ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ «1» النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً «2» .
وممّا يدلّ على هذه الخصوصيّة من السّنّة ما يأتي:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلّا موضع لبنة «3» من زاوية فجعل النّاس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلّا وضعت هذه اللّبنة؟ فأنا اللّبنة وأنا خاتم النّبيّين» «4» .
وزاد مسلم في حديثه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فأنا موضع اللّبنة جئت فختمت الأنبياء «5» .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصّة العرض على الله تبارك وتعالى يوم القيامة، وفزع النّاس إلى الأنبياء عليهم السلام قال صلى الله عليه وسلم: «أنا سيّد ولد آدم
…
فيقول عيسى
…
اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمّد صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمّدا صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمّد! أنت رسول الله وخاتم الأنبياء
…
» «6» .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرّعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وختم بي النّبيّون» . «7»
- وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرّسالة والنّبوّة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبيّ. قال فشقّ ذلك على النّاس، قال: ولكن المبشّرات. قالوا: يا رسول الله وما المبشّرات؟ قال:
«رؤيا الرّجل المسلم وهي جزء من أجزاء النّبوّة» «8» .
- وعن محمّد بن جبير بن مطعم عن أبيه- رضي الله عنهما؛ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إنّ لي أسماء: أنا محمّد،
(1) خاتم وخاتم: لغتان بفتح التاء وكسرها مثل طابع، وقد قرىء بهما. والمعنى على فتح التاء: أنهم ختموا به، فهو كالخاتم والطابع لهم، والمعنى على كسر التاء، أنه ختمهم أي جاء آخرهم. انظر تفسير القرطبي (14/ 196) بتصرف.
(2)
سورة الأحزاب: الآية (40) .
(3)
اللبنة: بفتح اللام وكسر الباء بعدها نون، وبكسر اللام وسكون الباء أيضا هي: القطعة من الطين تعجن وتجبل وتعد للبناء، ويقال لها ما لم تحرق لبنة، فإذا أحرقت فهي آجرة.
(4)
رواه البخاري- الفتح 6 (3535) ، ومسلم برقم (2286) .
(5)
رواه مسلم برقم (2287) .
(6)
رواه البخاري- الفتح 8 (4712) ، ومسلم برقم (194) .
(7)
رواه مسلم برقم (523) .
(8)
رواه الترمذي برقم (2272) وقال: حسن صحيح، والإمام أحمد في مسنده (3/ 267)، والحاكم في المستدرك (4/ 391) وقال: صحيح الإسناد علي شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأيضا صححه الألباني- انظر صحيح الجامع برقم (1627) ، والحديث أصله في الصحيحين.