الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدرسة الإسلامية الخالصة:
يقصد بالمدرسة الإسلامية الخالصة في المجال الأخلاقي ما أبدعته عقلية الفقهاء والمحدثين والزهاد في مجال التربية والسلوك اللذين يستمدان أصولهما من قواعد الشريعة الإسلامية ويستلهمان مبادئهما من الكتاب والسنة وغيرهما من المصادر الإسلامية الخالصة مثل الإجماع والقياس «1» ، وهذه المؤلفات وإن لم تغرق في المباحث النظرية المجردة إلا أنها أسهمت بنصيب وافر في مجال السلوكيات والأخلاق العملية، وسنعرض- بإيجاز- لأهم علماء هذه المدرسة وأبرز مؤلفاتهم في المجال الأخلاقي.
1-
ابن المبارك (ت 181 هـ) وله كتاب الزهد، وهو كتاب مليء بالتوجيهات الخلقية، وأدلتها من القرآن والسنة وأقوال التابعين خاصة الزهاد منهم.
2-
وكيع بن الجراح (ت 197 هـ) ، وله أيضا كتاب «الزهد» وقد رتبه على الأبواب، وضمنه أحاديث الزهد والرقائق والأدب والأخلاق.
3-
الإمام أحمد بن حنبل (ت 241 هـ) وله كتابا: «الزهد» و «الورع» وقد سلك فيه مسلك ابن المبارك.
4-
هنّاد بن السّري (ت 243 هـ) وله أيضا كتاب الزهد وقد تلمذ على الإمام وكيع بن الجراح وتأثر به.
وقد تناولت هذه المصنفات في «الزهد» الحث على مكارم الأخلاق والزهد في الدنيا والتطلع إلى ثواب الله في الآخرة، ومادتها تتكون من القرآن الكريم والحديث الشريف وآثار السلف الصالح «2» .
5-
أبو عبد الله المحاسبي (ت 243 هـ) ، وكانت جهوده في المجال الأخلاقي متنوعة، فكتب في الوصايا، وآداب النفس، ورسالة المسترشدين والرعاية لحقوق الله، والتوبة، وقد تضمنت هذه المؤلفات نقودا لاذعة للسلوكيات الشائنة في عصره، ودعوة للرجوع إلى الكتاب والسنة.
6-
الإمام البخاري (ت 256 هـ) ، وهو صاحب الجامع الصحيح (صحيح البخاري) ، وله في الأخلاق «كتاب الأدب المفرد» ، تعرض فيه لجمع الأحاديث المتعلقة بالآداب والأخلاق، ويعد هذا الكتاب من أسبق ما ألفه علماء الحديث في المجال التربوي والأخلاق الإسلامية.
7-
ابن أبي الدنيا (ت 281 هـ) ويعد من أبرز المؤلفين في الأخلاق والتربية الإسلامية، وقد تبحر أيضا في علوم الحديث، ومن أهم مصنفاته في التربية والأخلاق:«الإخلاص» ، «الأمر بالمعروف» ، «الحذر والشفقة» ، «ذكر الموت» ، «ذم الغضب» ، «الرضا عن الله والصبر على قضائه» ، «الغيبة والنميمة» ، «القناعة» ، «الصمت
(1) انظر مصادر الإلزام الخلقي في الإسلام.
(2)
حصر بعض الباحثين من هذه المؤلفات ما يربو على ستين مرجعا، وربما فاته كثير منها. انظر في ذلك: مقدمة كتاب الزهد للإمام وكيع بن الجراح بتحقيق عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي، المدينة المنورة 1404 هـ، وراجع: فؤاد سزكين، تاريخ التراث العربي، ج 4 في العقائد والتصوف.
وآداب اللسان» وغيرها مما يتضمن محمود الأخلاق ومذمومها «1» ، وتمتاز هذه المصنفات بالوحدة الموضوعية، وجودة الترتيب، ونسبة الآثار والأقوال لأصحابها. مع الاعتناء الكامل بذكر الشواهد من القرآن الكريم والحديث الشريف.
8-
الإمام النسائي (ت 303 هـ) ، ويعد كتابه «عمل اليوم والليلة» من أهم المساهمات التي قدمها علماء الحديث في الميدان الأخلاقي، إذ تضمن صفة الذكر في الصباح والمساء، ثم تناول جزئيات الحياة اليومية من صلاة وصيام وجهاد والوضوء ودخول المسجد، والبيع والشراء، وعيادة المرضى وغير ذلك مما يتناول تفصيل الحياة اليومية، الفردية والأسرية والاجتماعية، والكتاب في الواقع هو معجم للمثل والقيم الإسلامية.
9-
أبو بكر الخرائطي (ت 327 هـ) وأبرز مؤلفاته كتابان: أحدهما «مكارم الأخلاق ومعاليها» والثاني «مساوىء الأخلاق ومذمومها وطرائق مكروهها» وكما يتضح من عنوان الكتابين أنهما يعنيان بسلوك المسلم إن إيجابا باتباع الأخلاق الحميدة المأمور بها، وإن سلبا باجتناب الأخلاق المذمومة المنهي عنها.
10-
أبو بكر الآجري (ت 360 هـ)، وله في المجال الأخلاقي مصنفات عديدة منها:«أخلاق حملة القرآن» ، و «أخلاق العلماء» ، و «أدب النفس» ، و «كتاب أهل البر والتقوى» ، و «كتاب التوبة» ، و «كتاب التهجد» ، وغيرها كثير، وقد أجمل في هذه الكتب الأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها العلماء وحملة القرآن والمسلمين بوجه عام.
11-
ابن السني (ت 364 هـ) وله كتاب «عمل اليوم والليلة» ويتضمن (مثل كتاب النسائي) قواعد السلوك الخلقي للمسلم في يومه وليلته، ومن ثم في حياته كلها.
12-
أبو طالب المكي (ت 386 هـ) وفي كتابه «قوت القلوب» آداب أخلاقية عديدة كالأخوة والصداقة والمودة والمحبة، كما تناول الأخلاق الأسرية والتوافق العائلي وغيرها، وقد تأثر مكي بالمحاسبي تأثرا كبيرا، كما أثر في فكر الغزالي خاصة في «إحياء علوم الدين» «2» .
13-
أبو عبد الله الحليمي (ت 403 هـ) وقد تناول الأخلاق من منظور شعب الإيمان في كتابه «المنهاج في شعب الإيمان» ضم سبعة وسبعين بابا، وقد اكتفى بذكر متون الأحاديث الواردة في كل شعبة، كما ذكر الآثار، وكان من دوافعه لتأليف هذا الكتاب ما رآه من اشتغال جمهور الناس عن العلوم بالتبقر (التوسع) في الأهل والمال، والتهافت في الحرام والحلال والتنافس في رتب الدنيا، والتغافل عن درج الآخرة» «3» .
(1) انظر في مصنفات ابن أبي الدنيا مقدمة تحقيق كتابه: الصمت وآداب اللسان للأستاذ نجم عبد الرحمن خلف (بيروت: 1406 هـ) ، ص 19 وما بعدها.
(2)
يرجع في تأثر مكي بن أبي طالب وتأثيره مقدمة كتاب العقل وفهم القرآن للمحاسبي التي كتبها حسين القوتلي ص 86- 91، ومقدمة قوت القلوب التي كتبها عبد المنعم الحفني ص 5- 22.
(3)
ينظر في أهداف التأليف مقدمة الحليمي للمنهاج، ت. حلمي فوده، ص 3- 15.
14-
ابن حزم الأندلسي (ت 421 هـ) وكتابه «الأخلاق والسير في مداواة النفوس» يقدم نموذجا من التجربة العملية التي تؤكد إمكانية مقاومة الرذائل.
15-
أبو زيد الدبوسي (ت 430 هـ) ، ويعد كتابه «الأمد الأقصى» من أهم الكتب في المجال الأخلاقي حيث تناول العلل النفسية والقلبية التي تحبط الأعمال، كالرياء والعجب ونحوهما «1» .
16-
أبو الحسن الماوردي (ت 450 هـ) وله كتابات مهمة في علم الأخلاق مثل أدب الدنيا والدين، ونصيحة الملوك، وتسهيل النظر وتعجيل الظفر، ويحفل كتابه «أدب الدنيا والدين» بالمباحث الأخلاقية كالحياء والصدق، وآداب الكلام والصبر والشورى، وكتمان السر، والمروءة، كما تضمنت مباحثه أيضا الأخلاق المذمومة من نحو الكذب والغيبة والنميمة، أما الكتب الأخرى فقد تضمنت العلاقة بين الأخلاق وسياسة الناس، وهذا مبحث فريد مميز في فكر الماوردي «2» .
17-
البيهقي (ت 458 هـ) وله «شعب الإيمان» وقد تحرى فيه ذكر الأحاديث بأسانيدها وأشار إلى درجة صحتها، وقد عقب على أحاديث كل شعبة بانطباعاته العقدية وآرائه الفقهية، وبلغت مروياته من الأحاديث والآثار 11269 حديثا وأثرا، ويعد كتابه من الكتب الجامعة في مجال الأخلاق.
18-
الراغب الإصفهاني (ت 502 هـ)، وله مؤلفات عديدة في موضوع الأخلاق منها:«تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين، و «الذريعة إلى مكارم الشريعة» وقد تضمن كتابه «محاضرات الأدباء» مباحث أخلاقية عديدة، وقد أولى الجانب النظري للأخلاق اهتماما كبيرا، وكان فكره إسلاميا خالصا.
19-
أبو حامد الغزالي (ت 505 هـ) ويعد من أشهر من تحدث عن الأخلاق في التراث العربي نظرا لشهرة كتابه الموسوعي «إحياء علوم الدين، وله في المجال الأخلاقي أيضا «ميزان العمل» ، ويجمع فكره الأخلاقي أطراف وخيوط مذاهب أخلاقية عديدة، وقد اختلف الناس في تقويم آرائه اختلافا كبيرا.
20-
ابن الجوزي (ت 596 هـ) ، ومن مؤلفاته في هذا المجال «صفة الصفوة» وقد تضمن وصايا أخلاقية عديدة من خلال التراجم التي قدمها، وله أيضا «صيد الخاطر» .
21-
الحافظ المنذري (ت 656 هـ) ، ويعد كتابه «الترغيب والترهيب» من أهم الكتب التي صنفت في الشريعة وفقا للمجالات الأخلاقية، إن حسنة بالترغيب فيها، وإن سيئة بالترهيب منها.
(1) انظر مقدمة الأمد الأقصى، ت: محمد عبد القادر عطا (بيروت: 1405 هـ) .
(2)
انظر في ذلك: تسهيل النظر وتعجيل الظفر للماوردي، ت. محيي هلال السرحان، بيروت، 1953، وأيضا أدب الدنيا والدين له، بتحقيق مصطفى السقا، بيروت، 1978 م، (ط. رابعة)، وقارن بما كتبه علي خليل مصطفى في كتابه:«قراءة تربوية في فكر أبي الحسن الماوردي» ط. أولى، المدينة المنورة 1411 هـ.
22-
العز بن عبد السلام (ت 660 هـ) ، وله في الأخلاق كتابه القيم «شجرة المعارف والأصول» الذي يحتوي على عشرين بابا، يستهدف منها إصلاح القلوب لأنها منبع كل إحساس.
23-
الإمام النووي (ت 676 هـ) ، وكتابه «رياض الصالحين» تضمن أبوابا في الأخلاق من خلال الآيات والأحاديث التي استشهد بها.
24-
ابن تيمية (ت 728 هـ) ، وتتمثل أهم جهوده في ميدان التربية والأخلاق في «مجموع الفتاوى» وقد استخرج بعض الباحثين ما كتبه شيخ الإسلام عن الأخلاق «1» ، كما استطاع باحث آخر أن يستخلص أسس النظرية الأخلاقية عند ابن تيمية، فتحدث عن وهبية الأخلاق وكسبيتها، ومصدر الإلزام الخلقي، وغيرها من مباحث توضح الفكر الأخلاقي عنده «2» .
25-
الذهبي (ت 748 هـ) ، ويعد كتابه عن «الكبائر» متعلقا بالجانب السلبي للأخلاق، حيث أوضح الأخلاق المذمومة التي تعد من كبائر الذنوب وذكر من الآيات والأحاديث ما يدل على غلظ العقوبة فيها.
26-
ابن قيم الجوزية (ت 751 هـ) وله إسهامات عديدة في مجال الأخلاق نذكر منها: الفوائد، ومدارج السالكين، وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، وإعلام الموقعين، والداء والدواء، وإغاثة اللهفان، وقد تناول في هذه الكتب أسس علم الأخلاق.
27-
ابن مفلح (ت 763 هـ) ، وقد طرح فكره الخلقي من خلال كتابه المشهور «الآداب الشرعية والمنح المرعية) وفيه الكثير عن الفضائل الخلقية التي يجب أن يتحلى بها المسلم.
28-
ابن حجر المكي الهيتمي (974 هـ) ويمثل كتابه «الزواجر عن اقتراف الكبائر» جهدا لا غنى عنه في توضيح كبائر الذنوب التي ينبغي أن يبتعد عنها كل مسلم.
29-
السفاريني الحنبلي (ت 1188 هـ) ، وله في المجال الأخلاقي كتاب غذاء الألباب، وهو شرح لمنظومة الآداب «3» ، وقد تضمن الحديث عن حسن الخلق إجمالا، ومكارم الأخلاق تفصيلا، مثل: البر وحسن الظن، ونحو ذلك، وتناول أيضا مذموم الأخلاق مثل الغيبة وآفات اللسان، والفحش ونحو ذلك، وقد تناول الحكم الفقهي لمعظم ما تناوله من الفضائل أو الرذائل.
وفي العصر الحديث تتابعت جهود العلماء في الكشف عن الخصائص الأخلاقية والقيم التربوية في
(1) انظر: كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية «مكارم الأخلاق» ، إعداد عبد الله بدران، وحمد عمر الحاجي، مكة المكرمة، 1414 هـ.
(2)
انظر: «النظرية الخلقية عند ابن تيمية» ، الرياض، 1408 هـ، من تأليف محمد عبد الله عفيفي.
(3)
منظومة الآداب، قصيدة تحتوي آداب السلوك، وفضائل الأخلاق نظمها العلامة شمس الدين محمد بن عبد القوي المرداوي (ت: 630 هـ) .