الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نائم أوتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي» . قال أبو هريرة: وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها «1» » «2» .
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب فكبرا عليّ وأهمّاني، فأوحي إليّ أن أنفخهما فنفختهما فطارا، فأوّلتهما الكذّابين اللّذين أنا بينهما: صاحب صنعاء وصاحب اليمامة «3» » «4» .
- عن عقبة- رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلّى على أهل أحد صلاته على الميّت، ثمّ انصرف على المنبر فقال «إنّي فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإنّي والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإنّي أعطيت مفاتيح خزائن الأرض- أو مفاتيح الأرض- وإنّي والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها» «5» .
12- ذنوب مغفورة:
«6»
اختصّ الله تعالى عبده ورسوله محمّدا صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتكريما بأن غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر وأخبره بهذه المغفرة وهو حيّ صحيح يمشي على الأرض.
قال العزّ بن عبد السّلام: «من خصائصه أنّه أخبره الله بالمغفرة ولم ينقل أنّه أخبر أحدا من الأنبياء بمثل ذلك، بل الظّاهر أنّه لم يخبرهم بدليل قولهم في الموقف: نفسي نفسي «7» .
وقال ابن كثير في قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ «8» :
هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم الّتي لا يشاركه فيها غيره، وليس في حديث صحيح في ثواب الأعمال لغيره غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وهذا فيه تشريف عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
…
» «9» .
وبهذا المعنى وردت الآيات والأحاديث:
فقال الله تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
(1) وأنتم تنتثلونها: بوزن تفتعلونها- من النثل بالنون والمثلاثة- تقول: نثلت البئر إذا استخرجت ترابها. ونثل كنانته نثلا: استخرج ما فيها من النبل. والمقصود بها في الحديث (وأنتم تنتثلونها) : يعني الأموال وما فتح عليهم من زهرة الدنيا- انظر فتح الباري (6/ 149، 150) ، ولسان العرب (11/ 645) .
(2)
رواه البخاري- الفتح 6 (2977) ، ومسلم برقم (6/ 523) .
(3)
صاحب صنعاء: الأسود العنسي، وصاحب اليمامة: مسيلمة الكذاب.
(4)
رواه البخاري- الفتح 12 (7037) ، ومسلم برقم (22/ 2274) .
(5)
رواه البخاري- الفتح 11 (6590) ، ومسلم برقم (2296) .
(6)
انظر الخصائص الكبرى للسيوطي (2/ 336) .
(7)
انظر بدآية السول (ص 35) .
(8)
سورة الفتح: آية (1- 2) .
(9)
انظر تفسير ابن كثير (4/ 198) .
وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً «1» .
وقال تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ* وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ* الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ* وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ «2» .
وفي حديث أنس- رضي الله عنه؛ في الشّفاعة، وفيه:«فيأتون عيسى، فيقول: لست هناكم «3» ولكن ائتوا محمّدا عبدا غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر
…
» «4» .
وفي حديث أبي هريرة- رضي الله عنه؛ في الشّفاعة أيضا، وفيه: «
…
فيأتون عيسى فيقول
…
اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمّد صلى الله عليه وسلم، فيأتون محمّدا صلى الله عليه وسلم فيقولون: يا محمّد، أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر
…
» «5» .
- وعن عائشة- رضي الله عنها؛ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقوم من اللّيل حتّى تتفطّر قدماه، فقالت عائشة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: «أفلا أحبّ أن أكون عبدا شكورا» .
فلمّا كثر لحمه صلّى جالسا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثمّ ركع» «6» .
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه؛ أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: «فضّلت على الأنبياء بستّ لم يعطهنّ أحد كان قبلي: غفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت أمّتي خير الأمم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الكوثر، ونصرت بالرّعب، والّذي نفسي بيده إنّ صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة تحته آدم فمن دونه» «7» .
- وعن حذيفة- رضي الله عنه؛ قال: غاب عنّا رسول الله فلم يخرج حتّى ظننّا أنّه لن يخرج فلمّا خرج سجد سجدة حتّى ظننّا أنّ نفسه قد قبضت فيها، فلمّا رفع رأسه قال: «إنّ ربّي تبارك وتعالى استشارني في أمّتي ماذا أفعل بهم فقلت ما شئت أي ربّ هم خلقك وعبادك فاستشارني الثّانية فقلت له كذلك فقال لا نخزيك في أمّتك يا محمّد وبشّرني أنّ أوّل من يدخل الجنّة من أمّتي سبعون ألفا مع كلّ ألف سبعون ألفا ليس عليهم حساب ثمّ أرسل إليّ فقال: ادع تجب وسل تعطه. فقلت لرسوله: أو معطيّ ربّي سؤلي؟ فقال ما أرسلني إليك إلّا ليعطيك.
(1) سورة الفتح: آية (1- 2) .
(2)
سورة الشرح: آية (1- 4) .
(3)
لست هناكم: أي لست أهلا لذلك- قاله النووي في شرحه على صحيح مسلم (3/ 55) .
(4)
رواه البخاري- الفتح 13 (7410) ، ومسلم برقم (193) .
(5)
رواه البخاري- الفتح 8 (4712) ، ومسلم برقم (194) .
(6)
رواه البخاري- الفتح 8 (4837) ، ومسلم برقم (2820) .
(7)
رواه البزار. قال الحافظ الهيثمي: إسناده جيد- انظر مجمع الزوائد (8/ 269) ، وجوّد إسناده كذلك الحافظ السيوطي في الخصائص الكبري (2/ 336) .