الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ملك أمّة محمّد وممالكها:
- عن ثوبان- رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله زوى «1» لي الأرض. فرأيت مشارقها ومغاربها. وإنّ أمّتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها. وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض»
إنّي سألت ربّي لأمّتي أن لا يهلكها بسنة عامّة. وأن لا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم. فيستبيح بيضتهم «3» . وإنّ ربّي قال: يا محمّد إنّي إذا قضيت قضاء فإنّه لا يردّ. وإنّي أعطيتك لأمّتك أن لا أهلكهم بسنة عامّة «4» . وأن لا يسلّط عليهم عدوّا من سوى أنفسهم. يستبيح بيضتهم. ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتّى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا» «5» .
- وعن عديّ بن حاتم- رضي الله عنه؛ قال: بينا أنا عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثمّ أتاه آخر فشكا إليه قطع السّبيل، فقال: يا عديّ، هل رأيت
الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها. قال: فإن طالت بك حياة لترينّ الظّعينة «6» ترتحل من الحيرة حتّى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلّا الله قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعّار «7» طيّء الّذين قد سعّروا البلاد «8» ؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحنّ كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترينّ الرّجل يخرج ملء كفّه من ذهب أو فضّة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه. وليلقينّ الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فليقولنّ: ألم أبعث إليك رسولا فيبلّغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالا وأفضل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلّا جهنّم، وينظر عن يساره فلا يرى إلّا جهنّم. قال عديّ سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة، فمن لم يجد شقّة تمرة فبكلمة طيّبة. قال عديّ: فرأيت الظّعينة ترتحل من الحيرة حتّى تطوف بالكعبة لا تخاف إلّا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترونّ ما قال النّبيّ أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: يخرج ملء كفّه» «9» .
- وعن سفيان بن أبي زهير- رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يفتح الشّام فيخرج من المدينة
(1) زوى: معناه جمع.
(2)
الكنزين الأحمر والأبيض: المراد بالكنزين الذهب والفضة. والمراد بكنزي كسرى وقيصر، ملكي العراق والشام.
(3)
فيستبيح بيضتهم: أي جماعتهم وأصلهم. والبيضة أيضا: العز والملك.
(4)
أن لا أهلكهم بسنة عامة: أي لا أهلكهم بقحط يعمهم. بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة، بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام.
(5)
رواه مسلم برقم (2889) .
(6)
الظعينة: المرأة ما دامت في الهودج، هذا هو الأصل، ثم سميت به المرأة ظعينة وإن لم تكن في هودج ولا مسافرة.
(7)
الدعار: بالدال المهملة: قطاع الطريق، والذين يخيفون الناس في مقاصدهم، وأصل الدعر: الفساد.
(8)
سعروا البلاد: ملؤوها شرا وفسادا، مأخوذ من استعار النار، وهو إيقادها والتهابها. انظر في ذلك جامع الأصول (11/ 315) .
(9)
رواه البخاري- انظر الفتح 6 (3595) .
قوم بأهليهم يبسّون «1» والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ثمّ يفتح اليمن فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسّون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. ثمّ يفتح العراق فيخرج من المدينة قوم بأهليهم يبسّون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون «2» .
- عن أبي ذرّ- رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّكم ستفتحون مصر. وهي أرض يسمّى فيها القيراط «3» . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها. فإنّ لهم ذمّة «4» ورحما «5» أو قال: «ذمّة وصهرا «6» . فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة، فاخرج منها» قال: فرأيت عبد الرّحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة، يختصمان في موضع لبنة، فخرجت منها» «7» .
- وعن أبي هريرة- رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم السّاعة حتّى ينزل الرّوم بالأعماق، أو بدابق «8» . فيخرج إليهم جيش من المدينة. من خيار أهل الأرض يومئذ. فإذا تصافّوا قالت الرّوم: خلّوا بيننا وبين الّذين سبوا «9» منّا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا. والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا. فيقاتلونهم. فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا «10» . ويقتل ثلثهم. أفضل الشّهداء عند الله. ويفتتح الثّلث. لا يفتنون أبدا: فيفتتحون قسطنطينيّة. فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علّقوا سيوفهم بالزّيتون، إذ صاح فيهم الشّيطان: إنّ المسيح قد خلّفكم في أهليكم. فيخرجون. وذلك باطل، فإذا جاءوا الشّأم خرج، فبينما هم يعدّون للقتال، يسوّون الصّفوف، إذ أقيمت الصّلاة. فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمّهم. فإذا رآه عدوّ الله، ذاب كما يذوب الملح في الماء. فلو تركه
(1) يبسون: قال أهل اللغة: يبسّون. ويقال أيضا: يبسون. فتكون اللفظة ثلاثية ورباعية فحصل في ضبطه ثلاثة أوجه. ومعناه يتحملون بأهليهم. وقيل معناه يدعون الناس إلى بلاد الخصب. وهو قول إبراهيم الحربي. وقال أبو عبيد: معناه يسوقون. والبس سوق الإبل. وقال ابن وهب: معناه يزينون لهم البلاد ويحببونها اليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (9/ 158، 159) .
(2)
رواه مسلم برقم (1388) .
(3)
القيراط: قال العلماء: القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما. وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به.
(4)
ذمة: الذمة هي الحرمة والحق. وهي هنا بمعنى الذمام.
(5)
ورحما: الرحم لكون هاجر، أم إسماعيل، منهم.
(6)
وصهرا: الصهر لكون مارية، أم إبراهيم، منهم. انظر في ذلك شرح النووي على صحيح مسلم (16/ 97) .
(7)
رواه مسلم برقم (2543/ 227) .
(8)
بالأعماق أو بدابق: موضعان بالشام، بقرب حلب.
(9)
سبوا: قال النووي رحمه الله: روى سبوا على وجهين: فتح السين والباء وضمهما. قال القاضي في المشارق: الضم رواية الأكثرين. قال: وهو الصواب. قلت: كلاهما صواب لأنهم سبوا. أولا ثم سبوا الكفار. انظر شرح النووي على صحيح مسلم (18/ 21) .
(10)
لا يتوب الله عليهم أبدا: أي لا يلهمهم التوبة.