الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مشى تكفّأ «1» ، ولا مسست ديباجة ولا حريرة ألين «2» من كفّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» .
الساقان:
- عن سراقة بن مالك- رضي الله عنه قال: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمّا دنوت منه وهو على ناقته جعلت أنظر إلى ساقه كأنّها جمّارة «4» » «5» .
- عن أبي جحيفة- رضي الله عنه قال: «دفعت إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبّة كان بالهاجرة، فخرج بلال فنادى بالصّلاة، ثمّ دخل فأخرج فضل وضوء «6» رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع النّاس عليه يأخذون منه، ثمّ دخل فأخرج العنزة «7» ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأنّي أنظر إلى وبيص «8» ساقيه، فركز العنزة ثمّ صلّى الظّهر ركعتين، والعصر ركعتين، يمرّ بين يديه الحمار والمرأة» «9» .
- عن جابر بن سمرة- رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يضحك إلّا تبسّما وكان في ساقيه
(1) إذا مشى تكفأ. قال النووي رحمه الله: هو بالهمز. وقد يترك همزه. وزعم كثيرون أن أكثر ما يروى بلا همز. وليس كما قالوا. قال شمر: أي مال يمينا وشمالا، كما تكفأ السفينة. قال الأزهري: هذا خطأ لأن هذا صفة المختال. وإنما معناه أن يميل إلى سمته وقصد مشيه. كما قال في الرواية الأخرى: كأنما ينحط في صبب. قال القاضي: لا بعد فيما قاله شمر إذا كان خلقة وجبلة والمذموم منه ما كان مستعملا مقصودا- انظر شرح النووي على صحيح مسلم (15/ 86) ، ولسان العرب (1/ 141، 142) .
(2)
وصف أنس وغيره كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشثن وهو الغلظ، بينما هنا جاء وصف كفيه بالليونة والجمع بينهما. أنّ المراد باللين في الجلد والغلظ في العظام فيجتمع له نعومة البدن وقوته. جمع هذا غير واحد من العلماء. انظر تحفة الأحوذي (10/ 116) .
(3)
رواه البخاري. انظر الفتح 6 (3561) . ومسلم برقم (2330/ 82) واللفظ له.
(4)
جمارة: الجمارة قلب النخلة وشحمتها. انظر النهاية لابن الأثير (1/ 294) . وقول الصحابي: «كأنها جمارة» يعني من شدة بياضها كأنها جمارة طلع النخل.
(5)
رواه ابن إسحاق في السيرة. انظر السيرة لابن هشام (2/ 135) . وهو مقتطف من حديث الهجرة الطويل وأصله في البخاري 7 (3906) عند ما ساخت يدا فرس سراقة في الأرض، وكتب له صلى الله عليه وسلم كتابا ووعده عدة. فجاء هذه المرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقابله وذلك بالجعرانة بعد غزوة حنين. قال سراقة فقلت: يا رسول الله هذا كتابك. فقال: يوم وفاء وبر ادن فأسلمت
…
» . ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 207) . وقد تابع ابن إسحاق في روايته عن الزهري موسى بن عقبة.
(6)
الوضوء بفتح الواو هو الماء الذي استعمل في الوضوء.
(7)
العنزة. قال في النهاية: العنزة: مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها سنان مثل سنان الرمح (3/ 308) .
(8)
وبيص ساقيه: قال ابن الأثير رحمه الله: الوبيص: البريق وقد وبص الشيء يبص وبيصا. انظر النهاية (5/ 146) .
(9)
رواه البخاري. انظر الفتح 6 (3566) . ورواه مسلم برقم (503) .