الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سريّة القردة:
أرادت قريش حماية تجارتها من الأخطار التي تتعرض لها عند سلوكها أحد الطريقين- الساحلي والداخلي- بين مكة وبلاد الشام، وخصوصا بعد أن ازدادت العمليات العسكرية الإسلامية شدة وتأثيرا بعد معركة بدر الكبرى وما يتعرض له حلفاء قريش من غزوات مما جعل الطريق تحت رحمة المسلمين «1» . ولهذا فقد فكر تجار قريش في إرسال تجارتهم عبر الطريق المتجهة إلى نجد فالعراق من أجل التخلص من الحصار الاقتصادي الإسلامي، فخرج أبو سفيان على رأس قافلة شارك في تمويلها عدد كبير من تجار قريش، وهي تحمل كميات كبيرة من الفضة إضافة إلى البضائع الأخرى، وقد استأجروا دليلا من بني بكر بن وائل «2» . وحين علم النبي صلى الله عليه وسلم بخبر القافلة، أرسل زيد بن حارثة على رأس مائة من المسلمين في أثرهم، فلحقوا بهم على ماء بنجد يسمى القردة، فأصاب القافلة وحمولتها الثمينة، بعد أن فر الرجال. وقد تم ذلك بعد مرور ستة شهور من غزوة بدر الكبرى «3» . وقد بلغت قيمة الغنائم مائة ألف درهم، مما عرض تجارة قريش لضربة عنيفة «4» ، كما أن نجاح المسلمين في عرقلة طريق العراق أمام تجارة قريش أدى إلى إحكام الحصار التجاري عليها مما دعاها إلى التفكير الجاد في ضرورة القيام بعمل عسكري ضد المسلمين دفعا للأخطار التي تتعرض لها تجارتها، وتأمينا لطرقها، ومحاولة استعادة مكانتها وسمعتها التي تردت في أعقاب هزيمتها في معركة بدر الكبرى.
غزوة أحد:
تعود أسباب هذه المعركة إلى جملة من الأسباب المتداخلة، أبرزها رغبة قريش في الانتقام من المسلمين لقتلاها يوم بدر حيث كانت قد فقدت صناديد رجالها ولحق بها عار الهزيمة المنكرة إضافة إلى ما فقدته من أموالها التي غنمت، ومكانتها التي تهاوت وسمعتها التي مرغت في الوحل «5» . يضاف إلى ذلك ما كان يشعر به زعماء قريش من أخطار تهددهم وتجارتهم التي كادت أن تتوقف مع بلاد الشام بعد أن تحكم المسلمون في كافة طرق التجارة الداخلية والساحلية، وخاصة بعد أن فقدوا أملهم الأخير في سلوك طريق العراق، وما جرى في سريّة القردة حين غنم المسلمون تجارتهم وعيرهم وقطعوا عليهم آخر طريق كانوا يؤملونه لاستمرار سير تجارتهم «6» . هذا إلى جانب تعنت قريش وإصرارها على دين الآباء والأجداد ومقاومتها التوحيد، وحقدها التاريخي على الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين الذين أفلتوا من قبضتها، فأصبحوا لها ندّا يناصبونها العداء ويقطعون عليها سبل حياتها.
كانت استعدادات قريش لحرب المسلمين قد بدأت مبكرة في أعقاب هزيمتها في بدر، فقد رصدوا أموال
(1) ابن هشام- السيرة 2/ 429- 430.
(2)
المرجع السابق 2/ 430، ابن كثير- البداية 4/ 4، وذكر الواقدي في مغازيه أن قائد القافلة لقريش كان صفوان بن أمية. انظر: البداية والنهاية لإبن كثير 4/ 5.
(3)
الواقدي- المغازي 1/ 197، ابن سعد- الطبقات 2/ 36.
(4)
ابن سعد- الطبقات 2/ 36 بدون إسناد.
(5)
ابن إسحاق- السيرة ص/ 322، ابن هشام- السيرة 3/ 86، الواقدي 1/ 199، ابن سعد- الطبقات 2/ 37.
(6)
انظر مصادر سرية القردة فيما سبق.
تجارتهم التي تمكن أبو سفيان من الإفلات بها قبيل معركة بدر مع أرباحها لتجهيز جيش الثأر «1» ، وجمعت ثلاثة آلاف مقاتل من أبنائها وحلفائها من كنانة وأهل تهامة «2» ، بينهم مائتا فارس وسبعمائة دارع «3» ، وجعلت على قيادة الميمنة خالد بن الوليد، وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل «4» ، وصاحب الجيش عدد من نساء قريش لغرض إثارة الحماس ومنع المقاتلين من التفكير بالفرار خشية العار «5» . بلغت أنباء تقدم قوات قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم «6» ، فشاور أصحابه في الموضع الذي يرونه لمواجهة جيش المشركين «7» ، وحيث إن المدينة كانت قد شبكت بالبنيان فهي كالحصن «8» . فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرى البقاء والتحصّن فيها، وقال:«إنّا في جنّة حصينة» «9» ، وقد أبدى بعض أصحابه من الأنصار كراهة القتال في طرق المدينة وقالوا:«وقد كنا نمتنع من الغزو في الجاهلية، فبالإسلام أحق أن نمتنع منه، فابرز إلى القوم» «10» . انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبس لامته. وتلاوم القوم وقالوا: «عرض نبي الله صلى الله عليه وسلم بأمر وعرّضتم بغيره، فاذهب يا حمزة فقل لنبي الله صلى الله عليه وسلم: «أمرنا لأمرك تبع» . فأتى حمزة فقال له: «يا رسول الله إن القوم قد تلاوموا فقالوا: أمرنا لأمرك تبع» ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنّه ليس لنبيّ إذا لبس لامته أن يضعها حتّى يناجز» «11» .
لبس النبي صلى الله عليه وسلم درعين، رغم علمه بأن الله تعالى يعصمه من القتل تعويدا للأمة على الأخذ بالأسباب المادية ثم التوكل على الله «12» . وعقد صلى الله عليه وسلم راية سوداء وثلاثة ألوية أحدها للمهاجرين والثاني للأوس من الأنصار والثالث للخزرج منهم «13» . وانتظمت قوات المسلمين التي قدرت بألف مقاتل بما فيهم المنافقون المتظاهرون بالإسلام ومعهم فرسان فقط ومائة دارع تحت قيادة النبي صلى الله عليه وسلم وتحركت تاركة المدينة من الجانب الغربي من الحرة
(1) ابن هشام- السيرة 3/ 1، الواقدي- المغازي 1/ 200، ابن إسحاق- السيرة ص/ 322.
(2)
ابن هشام- السيرة 3/ 84، الواقدي- مغازي 1/ 101.
(3)
ابن هشام- السيرة 3/ 87، الطبري- تاريخ 3/ 502 من رواية الواقدي.
(4)
ابن هشام- السيرة 3/ 8- 12، الطبري- تاريخ 3/ 504.
(5)
ابن هشام- السيرة 3/ 87 برواية ابن إسحاق دون إسناد، الطبري- تاريخ 3/ 504، الواقدي- مغازي 1/ 201، ابن سعد- الطبقات 2/ 37.
(6)
عن رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وتفسيرها انظر: البخاري- الصحيح [فتح الباري (حديث 3622) ] ، مسلم- الصحيح 4/ 1779- 1780 (حديث 2272) ، أحمد- الفتح الرباني 21/ 50، ابن سعد- الطبقات 2/ 245.
(7)
الطبري- التفسير 7/ 272، التاريخ 3/ 11.
(8)
الصنعاني- المصنف 5/ 363.
(9)
أحمد- المسند 3/ 351، الفتح الرباني 21/ 51- 52، الطبري- تفسير 7/ 372 بإسناد حسن إلى قتادة، وقد جاء بطرق عديدة وبمجموع الطرق يصح الحديث، وانظر: البيهقي- دلائل النبوة 3/ 204، 308، الصنعاني- المصنف 5/ 364- 65، الحاكم- المستدرك 2/ 128- 129، 296- 97، ابن سعد- الطبقات 2/ 38.
(10)
الطبري- تفسير 7/ 372.
(11)
انظر الهامش (4) أعلاه.
(12)
الحاكم- المستدرك 3/ 25.
(13)
خليفة بن خياط- تاريخ ص/ 67، الواقدي- المغازي 1/ 33، ابن عبد البر- الاستيعاب 3/ 540، وحمل مصعب بن عمير لواء المهاجرين، وأسيد بن حضير لواء الأوس، والحباب بن المنذر لواء الخزرج.
الشرقية «1» . وقد انسحب من جيش المسلمين المنافق عبد الله بن أبيّ بن سلول وثلاثمائة من أتباعه المنافقين، بدعوى أنه لن يقع قتال مع المشركين، ومعترضا على قرار الرسول صلى الله عليه وسلم بالخروج من المدينة لملاقاة المشركين بقوله «أطاع الولدان ومن لا رأي له، أطاعهم وعصاني، علام نقتل أنفسنا» «2» . وقد انقسم الصحابة في مسألة قتال هؤلاء المنافقين «3» ، فأنزل الله تعالى: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا «4» .
وقد حاول الصحابي عبد الله بن عمرو بن حرام تدارك الأمر فلحق بالمنافقين المنسحبين، وحاول إقناعهم بضرورة نصرة نبيهم وقومهم، غير أنهم أصروا على موقفهم، وقالوا له:«لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم» ، وبعد أن يئس عبد الله منهم سأل الله أن يبعدهم، وأن يغني الله نبيه عنهم «5» ، وقد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى: وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ* وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ «6» .
وكاد بنو سلمة من الخزرج، وبنو حارثة من الأوس، وهما طائفتان من المسلمين، أن يتخاذلا وينسحبا مع المنافقين، وفكروا جديّا في التراجع إلى المدينة، لولا أن الله تعالى أنقذهم وثبّت قلوبهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ومع إخوانهم المؤمنين «7» ، وفيهم قال تعالى: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُما وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ «8» .
عسكر الجيش الإسلامي في منطقة الشيخين حيث استعرض الرسول صلى الله عليه وسلم المتطوعين من صغار السن فرد منهم أربعة عشر صبيّا «9» ، ثم تقدم الجيش بعد ذلك إلى ميدان أحد حيث اتخذ مواقعه وفق الخطة المحكمة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فقد نظّم صلى الله عليه وسلم صفوف جيشه بحيث أنه حمى ظهر المسلمين بالجبل وهم يستقبلون عدوهم «10» ، وجعل خمسين من الرماة بقيادة عبد الله بن جبير فوق تل عينين المقابل لجبل أحد بقصد منع المشركين من تطويق
(1) ابن هشام- السيرة 3/ 8- 12.
(2)
البخاري- الصحيح (حديث 4050) ، ابن هشام- السيرة 2/ 92، الواقدي- مغازي 1/ 219، ابن سعد- الطبقات 2/ 39، البيهقي- دلائل 3/ 208.
(3)
البخاري- الصحيح (فتح حديث 4050) ، الطبري- تفسير 9/ 7- 9.
(4)
القرآن الكريم- سورة النساء، الآية/ 88.
(5)
ابن هشام- السيرة 3/ 9.
(6)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآيات/ 166- 167.
(7)
البخاري- الصحيح (حديث 4051) ، مسلم- الصحيح 4/ 1948 (حديث 2505) ، ابن هشام- السيرة 3/ 154، الطبري- تفسير 7/ 166، البيهقي- دلائل النبوة 3/ 220- 22.
(8)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 122.
(9)
البخاري- فتح الباري 5/ 276، مسلم الصحيح 2/ 142.
(10)
البخاري- الصحيح (حديث 3039) ، أحمد- المسند 4/ 209.
المسلمين، وأمر الرماة بالثبات في مواقعهم مهما حصل، وقال لهم:«إن رأيتمونا تخطّفنا الطّير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتّى أرسل لكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا مكانكم» «1» . وهكذا فقد سيطر المسلمون على المرتفعات تاركين الوادي لجيش المشركين الذي تقدم ليواجه المسلمين «2» .
وقاتل المسلمون عند لقاء العدو، تحت شعار: أمت، أمت، واستماتوا في قتال بطولي ملحمي سجل فيه صناديد الإسلام صورا رائعة في البطولة والبسالة «3» ، وسجل التاريخ روائع بطولات حمزة بن عبد المطلب، ومصعب ابن عمير وأبي دجانة، وأبي طلحة الأنصاري، وسعد بن أبي وقاص، وأمثالهم كثير «4» ، وحقق المسلمون الانتصار في الجولة الأولى من المعركة «5» . وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ
…
«6» . الآية. ولما رأى الرماة الهزيمة التي حلت بقريش وأحلافها تنادوا: «الغنيمة الغنيمة ظهر أصحابكم فما تنتظرون» فقال لهم أميرهم عبد الله بن جبير: «أنسيتم ما قال لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» قالوا:
«والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة» ، وهرعوا إلى جمع الغنائم تاركين مواضعهم الحصينة الخطيرة، عاصين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، باستثناء أميرهم عبد الله بن جبير «7» . وكانت فرصة مواتية للمشركين الذين التف خيّالتهم حول المسلمين، واستفاد من ذلك مقاتلة المشركين فعادوا إلى ميدان القتال ثانية، حيث استطاعوا أن يشكّلوا طوقا حول قوات المسلمين «8» . وفقد المسلمون مواقعهم الأولى، وبدأو يقاتلون دون تخطيط ولم يعودوا يميّز بعضهم بعضا «9» .
ولم ينفع بأس المسلمين وحرارة قتالهم ما داموا لا يقاتلون وفق خطة تستهدف أمرا واضحا، وتساقطوا في ميدان المعركة شهداء أبرارا، بعد أن انقطع اتصالهم بالرسول القائد صلى الله عليه وسلم، وشاع في ميدان المعركة أنه قد استشهد «10» . وفر
(1) البخاري- الصحيح [فتح الباري 6/ 162 (حديث 3039) ] ، أحمد- المسند 4/ 209، الحاكم- المستدرك 2/ 296، الواقدي- المغازي 1/ 219- 220، ابن سعد- الطبقات 2/ 39- 40.
(2)
البخاري- الصحيح [فتح 6/ 162 (حديث 3039) ] .
(3)
مسلم- الصحيح 4/ 1917 (حديث 2470) ، أحمد- المسند 3/ 123، 4/ 46، الحاكم- المستدرك 2/ 107- 108، 3/ 230، الدارمي- السنن 2/ 219.
(4)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 367) ، مسلم- الصحيح 2/ 284، أحمد- الفتح الرباني 21/ 6059، الواقدي- المغازي 1/ 301، خليفة بن خياط- التاريخ ص/ 67.
(5)
البخاري- الصحيح [فتح الباري 6/ 162، 375 (حديث 3043) ] ، الطبري- تفسير 7/ 281- 288، ابن كثير- التفسير 2/ 114- 115 من رواية الإمام أحمد (انظر: المسند 1/ 287- 8) ، الحاكم- المستدرك 2/ 296.
(6)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 152.
(7)
ابن كثير- البداية والنهاية، وانظر: الطبري- التفسير 7/ 281- 282.
(8)
ابن هشام- السيرة 2/ 112.
(9)
البخاري- الصحيح (فتح الباري- حديث 4065) ، الحاكم- المستدرك 3/ 202، أحمد- المسند 4/ 209- 211، ابن هشام 3/ 127.
(10)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 361) ، ابن هشام- السيرة 3/ 112.
جمع من المسلمين من ميدان المعركة، وجلس بعضهم إلى جانب ميدان المعركة دون قتال «1» ، وآثر آخرون الشهادة بعد أن تصوروا أنهم قد فقدوا نبيّهم! ومن هؤلاء أنس بن النضر الذي كان يأسف لعدم شهوده بدرا والذي قال في ذلك:«والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله كيف أصنع» ، فلما رأى بعض المسلمين جلوسا تائهين محتارين في أحد صاح:«واها، لريح الجنة أجد دون أحد» وقاتل بشجاعة نادرة حتى استشهد. وقد وجد في جسده بضع وثمانون أثرا بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية نبل «2» ، ونزل فيه وفي أمثاله قول الله تعالى: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا «3» .
أما أولئك النفر الذين فرّوا لا يلوون على شيء رغم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالصمود والثبات فقد نزل فيهم قوله تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا ما أَصابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ «4» .
ولقد حكى القرآن الكريم خبر فرار هذه المجموعة من الصحابة الذين ترخصوا في الفرار بعد سماعهم نبأ مقتل النبي صلى الله عليه وسلم الذي شاع في ساحة المعركة، وكان أول من علم بنجاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه حي هو الصحابي كعب بن مالك الذي رفع صوته بالبشرى فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالسكوت حتى لا يفطن المشركون إلى ذلك «5» . وقد نص القرآن الكريم على أن الله تعالى قد عفا عن تلك الفئة التي فرت، قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ «6» .
ويبدو أن بعض مقاتلة المشركين قد انتبهوا إلى وجود الرسول صلى الله عليه وسلم مع تسعة من أصحابه، سبعة منهم من الأنصار فهاجموهم، واستبسل الأنصار واستشهدوا واحدا بعد الآخر «7» ، ثم قاتل عنه طلحة بن عبيد الله حتى أثخن وأصيب بسهم شلّت يمينه «8» ، وقاتل سعد بن أبي وقاص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يناوله النبال ويقول له:«إرم يا سعد، فداك أبي وأمّي» «9» ، كما قاتل بين يديه أبو طلحة الأنصاري الذي كان من أمهر الرماة، وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:«لصوت أبي طلحة في الجيش أشدّ على المشركين من فئة» «10» .
(1) ابن هشام- السيرة 3/ 33، الطبري- التفسير 7/ 256.
(2)
ابن المبارك- كتاب الجهاد ص/ 63، البخاري- الصحيح (فتح الباري 6/ 21، 7/ 274، 8/ 517) .
(3)
القرآن الكريم- سورة الأحزاب، الآية/ 23.
(4)
القرآن الكريم- سورة آل عمران الآية 153، وانظر: تفسيرها عند الطبري- تفسير 7/ 301- 302.
(5)
الحاكم- المستدرك 3/ 201، الهيثمي- مجمع الزوائد 6/ 112.
(6)
القرآن الكريم- آل عمران، الآية/ 155، وانظر: ابن الجوزي- زاد المسير 1/ 483.
(7)
مسلم- الصحيح 3/ 1415 (حديث 1789) .
(8)
البخاري- الصحيح [فتح الباري 7/ 359 (حديث 3724) ] .
(9)
المرجع السابق 7/ 358 (حديث 3724) .
(10)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 361) ، أحمد- المسند (الفتح الرباني 22/ 589 بإسناد رجاله ثقات، الواقدي- مغازي 1/ 243 باختلاف في نص الحديث.
وعلى الرغم من استبسال الصحابة في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أصيب إصابات عديدة فقد كسرت رباعيته، وشجّ في وجهه، فأخذ يمسح الدم عن وجهه الكريم وهو يقول:«كيف يفلح قوم خضّبوا وجه نبيّهم وهو يدعوهم إلى الإسلام؟» «1» . فأنزل الله تعالى في ذلك: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ «2» . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طمع في إسلامهم: «ربّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون» «3» .
وبرزت مواقف بطولية شامخة لها دلالاتها الإيمانية تمثّلت في استشهاد عدد من المهاجرين والأنصار، وكان حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم من الذين استشهدوا في ذلك اليوم، قتله وحشيّ غلام جبير بن مطعم «4» . كما استشهد أيضا عبد الله بن جحش، وعمرو بن الجموح وحنظلة بن أبي عامر، وثابت بن وقش «5» . وساهمت النساء المسلمات في جيش المسلمين، يسقين العطشى ويداوين الجرحى، ويحاربن عند الضرورة «6» .
وقد استمر القتال بين الطرفين حتى أجهدا، وانسحب النبي صلى الله عليه وسلم بمن معه ومن لحق به من أصحابه إلى أحد شعاب جبل أحد «7» ، وكان المسلمون في حالة من الألم والخوف والغم لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أصابهم رغم نجاحهم في رد المشركين «8» . فأنزل الله عليهم النعاس فناموا يسيرا ثم أفاقوا آمنين مطمئنين «9» ، قال تعالى:
ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ «10» .
وقد أجمع المفسرون على أن الطائفة التي قد أهمتهم أنفسهم هم المنافقون وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول وبعض من بقي منهم مع الجيش الإسلامي «11» .
(1) مسلم- الصحيح 2/ 149، البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 365) معلقا، ابن هشام- سيرة 3/ 29.
(2)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 128.
(3)
مسلم- الصحيح 3/ 1417 (حديث 1791) .
(4)
ابن هشام، السيرة 3/ 129.
(5)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 354) ، مسلم- الصحيح 2/ 154، الحاكم- المستدرك 3/ 199، ابن المبارك- كتاب الجهاد ص/ 69، ابن هشام- السيرة 3/ 44، وانظر: أحمد- المسند 5/ 299، الهيثمي- مجمع الزوائد 9/ 315، أبو داود- السنن 2/ 19.
(6)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 6/ 78، 7/ 366) ، مسلم- الصحيح (بشرح النووي 12/ 189) وممن شاركن أم عمارة، وحمنة بنت جحش، وأم سليط، وأم سليم، وأم المؤمنين عائشة.
(7)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 358، مسلم- الصحيح 2/ 321.
(8)
لم يصح قتال الملائكة في أحد ذلك أن الله تعالى قد علّق وعده بأن يمدّهم بالملائكة لنصرهم إذا ما تحققت ثلاثة أمور وردت في قوله تعالى: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (آل عمران- الآية/ 125) وحيث إن هذه الأمور لم تتحقق فإن الإمداد لم يحصل، وانظر: الطبري- التفسير 7/ 137- 190.
(9)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 365) .
(10)
آل عمران، الآية/ 154.
(11)
الطبري- التفسير 7/ 323، ابن كثير- التفسير 1/ 418.
أما قريش فإنها يئست من تحقيق نصر حاسم، وأجهد رجالها من طول المعركة، ومن صمود المسلمين وجلدهم، وخاصة بعد أن اطمأنوا وأنزل الله عليهم الأمنة والصمود فالتفوا حول النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فقد كفّوا عن مطاردة المسلمين وعن محاولة اختراق قوتهم «1» . ولم يملك أبو سفيان إلّا أن يأمر بالانسحاب باتجاه مكة بعد أن توعد المسلمين بحرب أخرى في السنة القادمة فوافق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك «2» .
وقد ثبت أن أبا سفيان خاطب المسلمين من بعد فقال: أفي القوم محمد؟» ، فقال صلى الله عليه وسلم:«لا تجيبوه» ، فقال:
«أفي القوم ابن أبي قحافة؟» ، فقال صلى الله عليه وسلم:«لا تجيبوه» ، فقال:«أفي القوم ابن الخطّاب؟» ، ثم قال:«إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا» . فلم يملك عمر نفسه فقال: «كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك» . قال أبو سفيان: «أعل هبل» . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أجيبوه» . قالوا: «ما نقول؟» . قال: «قولوا: الله أعلى وأجلّ» . قال أبو سفيان: «لنا العزّى ولا عزّى لكم» . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أجيبوه» . قالوا: «ما نقول؟» . قال: «قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم» . قال أبو سفيان: «يوم بيوم والحرب سجال. وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسؤني» . قال عمر: «لا سواء قتلانا إلى الجنة وقتلاكم إلى النار» «3» .
والواقع فأن السكوت عن استفسارات أبي سفيان وعدم إجابتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم إنما كانت تصغيرا لشأنه واحتقارا لكفره، فلما انتشى وملأ الكبر قلبه، بادر المسلمون إلى إخباره بحقيقة الأمر وردوا عليه بكل إيمان وشجاعة.
انسحبت قريش من أرض المعركة، وامتطت إبلها مكتفية بما حققت من نصر مكّنها من الانتقام، ودون أن تتطلع إلى نصر حاسم ضد المسلمين المعتصمين في شعاب أحد، بغية القضاء عليهم أو إلى غزو قاعدتهم المدينة «4» .
وبعد أن غادرت قريش، أمر الرسول بدفن شهداء المسلمين وكانوا سبعين شهيدا «5» ، ولم يؤسر أحد من المسلمين، في حين بلغ عدد قتلى قريش اثنين وعشرين رجلا «6» .
جمع الرسول صلى الله عليه وسلم بين الرجلين من الشهداء في ثوب واحد، وقدم عند الدفن أحفظهم لكتاب الله، وأمر أن يدفنوا في دمائهم فلم يغسلوا ولم يصلّ عليهم وقال:«أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة» . ودفن الاثنان والثلاثة في قبر واحد، وأمر أن يدفنوا حيث صرعوا «7» .
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بعد دفن الشهداء وجعلهم صفّا وأثنى على ربه ودعاه أن يمنحهم نعيم الدنيا وحسن ثواب الآخرة وأن يقتل الكفرة المكذبين «8» .
(1) البخاري- الصحيح (فتح الباري 2/ 349) ، أحمد- المسند 4/ 211، 6/ 181.
(2)
ابن هشام- السيرة 3/ 49، الواقدي- المغازي 1/ 297.
(3)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 349) ، أحمد- المسند 4/ 211، 6/ 181 بإسناد حسن.
(4)
ابن هشام- السيرة النبوية 3/ 136- 137، الواقدي- المغازي 1/ 298، البيهقي- دلائل النبوة 3/ 282.
(5)
البخاري- الصحيح (فتح الباري- حديث 4043) ، ابن هشام- السيرة 3/ 179، الواقدي- المغازي 1/ 200.
(6)
ابن هشام- السيرة 3/ 182، الواقدي- المغازي 1/ 307، أما عند ابن سعد- (الطبقات 2/ 42) فإن عددهم ثلاثة وعشرون.
(7)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 3/ 209- حديث 4079) ، أبو داود- السنن 2/ 174.
(8)
أحمد- المسند 3/ 424، الحاكم- المستدرك 3/ 23.
ولقد نزلت في موضوع غزوة أحد ومعركتها ثمان وخمسون آية من سورة آل عمران تبدأ بذكر المراحل الأولى للمعركة في قوله تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ «1» .
ونزلت آيات القرآن تمسح جراحات المسلمين وآلامهم وتعطيهم جرعات كبيرة من التربية الإيمانية، وهي تسجل مشاهد متعددة من هذه الغزوة والدرس، منها قوله تعالى: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ «2» . ومنها: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ «3» .
ومنها قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ «4» .
وقوله: وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ «5» .
وقوله: وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ «6» .
وقوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ «7» .
وقوله: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا «8» .
وقوله تعالى: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ «9» .
وتقدم في النهاية تعليقا جامعا على نتائج المعركة والحكمة التي أرادها الله من جرّائها، في قوله تعالى: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ «10» .
واجه المسلمون عند عودتهم إلى المدينة اليهود الشامتين، والمنافقين المرجفين، وكانوا يواجهون في أطرافها الأعراب المشركين الذين تطلعوا بشراهة إلى ثمار المدينة وخيراتها.
لقد كان التحرك السريع والدقيق من أجل استعادة مواقع المسلمين ومكانتهم ضروريّا للردّ على كل الأخطار والاحتمالات السلبية. ومن هذا المنطلق كان أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يخرجوا- رغم كل ما أصابهم-
(1) القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 121.
(2)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 139.
(3)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 140.
(4)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 142.
(5)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 140.
(6)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 143.
(7)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 144.
(8)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 145.
(9)
القرآن الكريم- سورة النساء، الآية/ 104.
(10)
القرآن الكريم- سورة آل عمران، الآية/ 179.