الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم
الصفات الخلقيّة لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم
ممّا لا شكّ فيه أنّ الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام يمثّلون الكمال الإنسانيّ في أرقى صوره فهم في غاية الكمال في خلقهم وخلقهم، أطهر البشر قلوبا، وأزكاهم أخلاقا، وأجودهم قريحة، اختارهم الله واصطفاهم لنفسه واللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ «1» .
فلم يكن بدعا من الأنبياء أن يكون كلّ ما عليه نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم من الخلق والتّكوين مسترعيا للأنظار؛ فكما هو قمّة الكمال والجمال في خلقه، كذلك هو قمّة الجمال والكمال في خلقه، ولا شكّ أنّ ذلك التناسق والجمال الجسميّ له أثره الكبير في الدّعوة والاستجابة لها «2» ، فكم من رجل دخل في الإسلام بمجرّد رؤيته رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ومشاهدة نور وجهه الشّريف؟. فهذا عبد الله بن سلام حبر يهود وأعلمهم بالتّوراة يقول:«لمّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل «3» النّاس إليه، وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرّات- فجئت في النّاس لأنظر إليه فلمّا تأمّلت وجهه واستثبتّه «4» عرفت أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب..» «5» ، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان أحسن النّاس وأجمل النّاس، لم يصفه واصف قطّ إلّا شبّهه بالقمر ليلة البدر، ولقد كان يقول قائلهم: لربّما نظرنا إلى القمر ليلة البدر فنقول: هو أحسن في أعيننا من القمر، أحسن النّاس وجها، وأنورهم لونا، يتلألأ تلألؤ الكوكب، ولقد وصفه أبو بكر الصّدّيق- رضي الله عنه فقال:
أمين مصطفى للخير يدعو
…
كضوء البدر زايله «6» الظّلام
وكان عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه كثيرا ما ينشد قول زهير بن أبي سلمى حين يقول لهرم بن سنان:
(1) سورة الأنعام: آية (124) .
(2)
خاتم النبيين- للشيخ محمد أبو زهرة (11/ 319، 320) باختصار وتصرف.
(3)
انجفل: أسرع.
(4)
استثبته: استثبت الشيء. إذا تحققته وتبينته. قاله ابن الأثير في جامع الأصول (9/ 551) .
(5)
رواه الترمذي برقم (2485) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه برقم (1334) والدارمي برقم (1468)، والحاكم (3/ 13) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(6)
زايله: أي بارحه وفارقه. والمزايلة المفارقة. انظر لسان العرب (11/ 317) .