الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلّى الله عليه وسلّم: ألا اشهدوا: أنّ دمها هدر» «1» .
وروى أبو داود والنّسائيّ؛ عن أبي برزة- رضي الله عنه؛ قال: «كنت عند أبي بكر فتغيّظ على رجل، فاشتدّ عليه، فقلت: تأذن لي يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أضرب عنقه؟ قال: فأذهبت كلمتي غضبه، فقام فدخل فأرسل إليّ فقال: ما الّذي قلت آنفا؟ قلت: ائذن لي أضرب عنقه. قال: أكنت فاعلا لو أمرتك؟ قلت: نعم قال: لا والله ما كانت لبشر بعد محمّد صلى الله عليه وسلم» «2» .
وأمّا الإجماع:
فقد قال أبو بكر بن المنذر- رحمه الله: «أجمع عوامّ أهل العلم على أنّ من سبّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقتل» «3» .
وقال محمّد بن سحنون- رحمه الله: «أجمع العلماء أنّ شاتم النّبيّ صلى الله عليه وسلم المتنقّص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمّة القتل» «4» . وقد ذكر ذلك ونقل الإجماع عليه غير واحد من أهل العلم.
3- الكذب عليه ليس كالكذب على غيره:
الكذب رذيلة محضة وخصلة ذميمة وهو من قبائح الذّنوب وفواحش العيوب وأقبح الصّفات، يقلب الموازين، ويمسخ الحقائق ويشوّه وجه الجمال في كلّ شيء يداخله وينبيء عن تغلغل الفساد في نفس صاحبه، ويجرّ به إلى الفجور والنّفاق.
قال صلى الله عليه وسلم: «
…
وإنّ الكذب يهدي إلى الفجور وإنّ الفجور يهدي إلى النّار» «5» .
ومن أشدّ أنواع الكذب وأشنعه الكذب على الله تعالى أو الكذب على رسوله صلى الله عليه وسلم لأنّه افتراء في الدّين، وتلاعب بشرائع الله لعباده، وتجرّؤ عظيم على النّار. ولهذا أجمع العلماء على تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّه من الكبائر وأنّ من كذب عليه متعمّدا مستجيزا لذلك فهو كافر.
(1) سنن أبي داود برقم (4361) . وسنن النسائي (7/ 107، 108) . وصححه الألباني انظر صحيح سنن أبي داود برقم (3666) .
(2)
سنن أبي داود برقم (4363) . والنسائي (7/ 109) . وقال ابن تيميه رحمه الله: رواه أبو داود في سننه بإسناد صحيح. انظر" الصارم المسلول على شاتم الرسول (ص 92) .
(3)
" الشفا" للقاضي عياض (2/ 474) .
(4)
" الشفا" للقاضي عياض (2/ 476) .
(5)
رواه البخاري- انظر الفتح 10 (6094) . ومسلم برقم (2607) .
(6)
رواه البخاري- انظر الفتح 1 (34) . ومسلم برقم (58) .