الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن الإيمان وما يتبعه من الاحتساب، والتوكل على الله، والرضا بقضاء الله وقدره والإيمان به، والذكر، وتلاوة القرآن «1» هو المسكن الأول أو الخطوة الأولى في علاج ما ينتاب المبتلى بالضراء وهي تنقذه من أن يقع فريسة لانشغال الفكر بالهموم المادية أو المعنوية ومن تشتت العقل بتأثير القلق على المستقبل، كما أنها تبعد عنه الوساوس التي تعصف بالإنسان وتجعله غير قادر على القيام بواجباته.
وقد أخبر الله عز وجل عن عموم قدرته وقهره لكل ما سواه، وذل كل شىء لعظمته، فقال: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ «2» .
وبمعرفة أنه سبحانه على صراط مستقيم، في كل ما يقضيه ويقدره فلا يخاف العبد جوره ولا ظلمه، فإنه على صراط مستقيم. فهو سبحانه ماض في عبده حكمه، عدل فيه قضاؤه، له الملك وله الحمد، لا يخرج تصرفه في عباده عن العدل والفضل، إن أعطى وأكرم وهدى ووفق فبفضله ورحمته، وإن منع وأهين وأضلّ وخذل وأشقى فبعدله وحكمته، وهو على صراط مستقيم في هذا وهذا.
2- الصبر والاحتساب:
تتمثل الخطوة الثانية في الصبر على آثار الابتلاء- أو بالأحرى- الحالات الناجمة عنه من الملل والقلق والاضطراب والوساوس، في الصبر الجميل «4» والاحتساب تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أمره ربه بالصبر على الأذى أسوة بأولي العزم من الرّسل، قال تعالى: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ «5» ، وقال عزّ من قائل:
أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ «6» ، فهذا الصبر يجعله في معية الله تعالى، مصداقا لقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ* «7» ، كما يجعله من أهل محبته، فهو سبحانه القائل: وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ «8» ، وأن يتيقن أن مع العسر يسرا وأن مع الكرب فرجا وأن الله سبحانه هو الذي يكشف ضره، قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا*
(1) انظر صفات: الإيمان- اليقين- الذكر- تلاوة القرآن- الرضا- الاحتساب، من هذه الموسوعة.
(2)
هود/ 56.
(3)
الداء والدواء ص 349، وانظر الحديث في صفة التوسل ج 4، ص 1373، وقد خرّجناه هناك.
(4)
الصبر الجميل: هو الصبر الذى لا شكوى معه، انظر صفات: الصبر، الاحتساب، الرضا، القناعة والسماحة في مواضعها من هذه الموسوعة.
(5)
الأحقاف/ 35.
(6)
الأنعام/ 90.
(7)
البقرة/ 153.
(8)
آل عمران/ 146.