الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإسلام بعيدة عن التهويل والمبالغات، فضلا عن الأساطير والأكاذيب والبدع.
- أن تكون القصة مناسبة للسن الذي تكتب له، فجمهور القصة ليس واحدا متجانسا في صفاته، وخصائصه ورغباته وقدراته، ومعنى هذا مراعاة خصائص النمو بكافة جوانبها النفسية واللغوية والحضارية والعلمية.
- أن تختار الموضوعات المناسبة، بحيث يحوي جوهر الموضوع الاتجاهات والقيم والمعلومات المناسبة لما تعرضه.
- أن تراعي العناصر الأساسية للقصة، من حيث البنية العامة، والنسيج القصصي، والأسلوب المناسب، والتشويق، ومراعاة الإطارين الزمني والمكاني، وطريقة العرض والشخصية الأساسية والشخصيات الثانوية، ثم نوع القيم ومصادرها، وطريقة عرضها، وغير ذلك من شروط تتصل بهذا الموضوع «1» .
إن القصة تلعب دورا بالغ الأهمية في تنمية القيم الخلقية والاتجاهات الإسلامية، لو وجهت التوجيه الإسلامي في الهدف والنزعة والأسلوب، وقد تكون فائدة القصة أكثر في مرحلة الطفولة مما يستدعي اهتماما جيدا بهذا اللون من القصص وتضمينه القيم الإسلامية الصحيحة.
ح- السؤال والحوار والمناقشة:
قد تكون هذه الوسيلة من أساليب التدريس العامة، إلا أن استخدامها في مجال تنمية القيم الخلقية يعتبر فعالا، وهذا ما تدل عليه النصوص القرآنية والنبوية، فقد كان المسلمون يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم ويستفتونه فيما يواجههم من شئون الدين والدنيا، وكان القرآن يجيب على تلك الأسئلة، وكثيرة تلك الموضوعات التي أجاب القرآن فيها على أسئلة المسلمين «2» .
واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم الطريقة نفسها، فكان يجيب المسلمين على ما يعن لهم من أسئلة تواجههم معطيا كل سؤال حقه من الإجابة، إيجازا وتفصيلا تبعا لمقتضيات الحال، «والإجابة دائما شافية، بحيث لا يترك النبي صلى الله عليه وسلم السائل وفي نفسه أثارة من حرج أو أثارة من جهل، بأي جانب من جوانب الموضوع الذي يسأل عنه» «3» .
والأمثلة من السنة كثيرة وافرة، ونلاحظ أن السؤال تارة يأتي من المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم، وتارة يسأل الرسول
(1) انظر حسن إبراهيم عبد العال، مرجع سابق، ص 303- 305، ورشدي طعيمة: تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، مفهومه، أسسه، استخداماته، القاهرة، دار الفكر العربي، بدون تاريخ، ص 322- 340.
(2)
اقرأ: المائدة: 4، البقرة: 189، 215، 217، 219، 221، 222.
(3)
جابر قميحة، مرجع سابق، ص 123.
صلّى الله عليه وسلّم مستثيرا الرغبة في المعرفة لدى المستمعين. ونذكر هنا أمثلة حسب مقتضى الحال.
ويروى عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أخت له نذرت أن تحج حافية غير مختمرة؟ فقال: «مرها فلتختمر ولتركب، ولتصم ثلاثة أيام» «2» .
ويروى عن أبي موسى- رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا، ويقاتل حمية، فرفع إليه رأسه، قال: وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما، فقال:
«من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله حتى يرجع» «3» .
والأمثلة على أسئلة المسلمين للنبي صلى الله عليه وسلم كثيرة، متنوعة، تتعلق بمسائل كثيرة ومواقف عديدة من مواقف الحياة التي كان يعيشها الناس.
أما سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين فأمثلته كثيرة، تدل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم المسلمين أمر دينهم وغرس القيم لديهم، من ذلك ما يروى عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟» فوقع الناس في شجر البادية، ووقع في نفسي أنها النخلة، قال عبد الله: فاستحييت، فقالوا: يا رسول الله، أخبرنا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«هي النخلة» . قال عبد الله: فحدثت أبي بما وقع في نفسي، فقال: لأن تكون قلتها أحب إليّ من أن يكون لي كذا وكذا» «4» .
وسواء كان السؤال للاستفهام أو للاستفسار أو للتقرير أو للإنكار أو للتوبيخ، أو للتهكم، أو للأمر أو للتنبيه أو للتحقيق، وغير ذلك من أغراض السؤال، فإنه يعد وسيلة من أهم وسائل تقرير القيمة الخلقية وتنميتها، فضلا عن أنه أسلوب من أساليب التعليم والتعلم، بل إن صياغته تعتبر فنا له شروطه وطريقته يستخدمه المربون استخداما له أهدافه في مجالهم، وما تزال له فعالية وله شيوعه في أساليب التعليم منذ القدم وحتى اليوم «5» .
(1) حديث صحيح: متفق عليه، انظر البغوي، مرجع سابق، ج 2، ص 597، حديث رقم 2573.
(2)
حديث حسن، انظر: المرجع السابق، ص 500، حديث رقم 2582.
(3)
الإمام البخاري، مصدر سابق، ج 1، كتاب العلم، ص 58، حديث رقم 123.
(4)
الإمام البخاري، مصدر سابق، ج 1، كتاب العلم، ص 1، حديث رقم 131.
(5)
انظر: محمد عبد العليم مرسي، المعلم والمناهج، الطبعة الأولى، الرياض، دار عالم الكتب، 1405 هـ/ 1985 م، ص 191، 192.