الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والكتابة «1» ، والحكم بن سعيد بن العاص وكان يعلم الكتابة والحكمة «2» ، وعبد الله بن سعيد بن العاص وكان يعلم الكتابة «3» . ومن المعلمين الرواد في المسجد النبوي: سعد بن الربيع الخزرجي، وبشير بن سعد بن ثعلبة، وأبان بن سعيد بن العاص «4» .
ومن النساء: الشفاء بنت عبد الله العدوية القرشية وكانت تعلم النساء الكتابة «5» .
وكان من ثمار السياسة التعليمية التي اختطها الرسول صلى الله عليه وسلم ازدياد عدد الكاتبين حتى بلغ عدد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وحدهم خمسين كاتبا «6» .
وقد تعرضت الوفود التي أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم لتعليم أبناء القبائل في البوادي للأخطار فقد استشهد معظم المشاركين فيها «7» . وتم إرسال معاذ بن جبل إلى مكة، ثم إلى الجند باليمن، لتعليم الناس القرآن وشرائع الإسلام «8» ، كما تمّ إرسال أبي عبيدة عامر بن الجراح إلى أهل نجران، وأرسل بعده عمرو بن حزم لتفقيههم في الدين والقرآن والسنة «9» .
وكانت موضوعات التعليم هي القرآن وعلومه، والحديث، والفقه، واللغة العربية، والتاريخ والأنساب، والشعر، والقصص والحكم والأمثال.
وكانت المدينة أهم مراكز العلم في عصر السيرة، ومنها انتشر إلى بقية المدن.
خبر الأذان:
أورد ابن هشام رواية ابن إسحاق التي جاء فيها: «لما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، واجتمع إليه إخوانه من المهاجرين، واجتمع إليه أمر الأنصار، استحكم أمر الإسلام، فقامت الصلاة، وفرضت الزكاة والصيام، وقامت الحدود، وفرض الحلال والحرام وتبوّءوا الإسلام بين أظهرهم، وكان هذا الحي من الأنصار هم الذين تبوّءوا الدار والإيمان، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قدمها إنما يجتمع الناس إليه للصلاة لحين مواقيتها، بغير دعوة» «10» . وهذا صريح في أن الأذان لم يشرع إلى ما بعد تنظيم المدينة ونشأة الحكومة الإسلامية، وقد نقل ابن
(1) أحمد- المسند 5/ 315.
(2)
ابن حجر- الاصابة 2/ 102- 103.
(3)
المرجع السابق 1/ 344.
(4)
ابن سعد- الطبقات 3/ 531، ابن حجر- الاصابة 1/ 10.
(5)
ابن حجر- الاصابة 7/ 727، 729.
(6)
الخزاعي- تخريج الدلالات ص/ 159، 173.
(7)
البخاري- الصحيح (فتح الباري 7/ 38، 386- 388) .
(8)
ابن سعد- الطبقات 7/ 388.
(9)
أحمد- المسند 3/ 212، ابن سعد- الطبقات 3/ 411- 412.
(10)
ابن هشام- السيرة النبوية 1/ 508، وقد رواه الترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح كما قال الشيخ الألباني- صحيح سنن الترمذي 1/ 61- 62، وقد ورد كذلك في صحيح مسلم بشرح النووي 4/ 75، وانظر: مادة «أذان» في مفتاح كنوز السنّة، وكذلك ابن حجر- فتح الباري 3/ 272.
هشام خبرا عن رؤيا عبد الله بن زيد الخزرجي الأنصاري النداء بالأذان، وأنه أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك «1» ، فطلب إليه أن يعلمه بلال بن رباح، ففعل، وأذن بلال فسمع ذلك عمر بن الخطاب- رضي الله عنه وهو في بيته، فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يجر رداءه، وهو يقول:«يا نبي الله، والذي بعثك بالحق، لقد رأيت مثل الذي رأى» «2» .
وأورد ابن إسحاق رواية أخرى عن عبيد بن عمير الليثي جاء فيها قوله: «ائتمر (تشاور) النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالناقوس للاجتماع للصلاة، فبينما عمر بن الخطاب يريد أن يشتري خشبتين للناقوس، إذ رأى في المنام من يقول له: لا تجعلوا الناقوس، بل أذّنوا للصلاة، فذهب عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي رأى، وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بذلك، فما راع عمر إلّا بلال يؤذن، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين أخبره بذلك: «قد سبقك بذلك الوحي» «3» .
(1) ابن هشام- السيرة 1/ 508.
(2)
المرجع السابق 1/ 509.
(3)
المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.