الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُقَدِّماتُ نُزُول الْوَحْي
فِي الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ قَبْلَ الْبِعْثَةِ بَدَأَتْ تَلُوحُ آثَارُ النُّبُوَّةِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، فَمِنْ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ وَالْآثَارِ:
*
أَوَّلًا: الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ:
أوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ النُّبُوَّةِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ (1)، فكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا فِي نَوْمِهِ إِلَّا جَاءَتْ كَفَلَقِ الصُّبْحِ (2)، حَتَّى مَضَتْ عَلَى ذَلِكَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ، ثُمَّ بُدِئَ بِالْوَحْيِ صلى الله عليه وسلم.
روَى الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: أَوَّلُ مَاُ بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ فِي النَّوْمِ، فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ (3).
(1) قال الحافظ في الفتح (1/ 34) بُدِئَ بالرُّؤيَا الصَّادقَةِ ليكُونَ تَمْهِيدًا وتَوْطِئَةً لليَقَظَةِ.
وفي رواية أخرى في الصَّحيح: الرُّؤيا الصَّالِحَة.
قال الحافظ في الفتح (14/ 377): وهُمَا بمعنى واحِدٍ بالنِّسبةِ إلى أمُورِ الآخِرَةِ في حقِّ الأنبياءِ، وأما بالنِّسبَةِ إلى أمُورِ الدُّنْيَا فالصَّالحَةُ في الأصلِ أخَصُّ، فرُؤْيَا النَّبِيِّ كلّهَا صَادِقَةٌ وقدْ تكُونُ صَالِحَةً وهي الأكثرُ، وغيرُ صالِحَةٍ بالنِّسْبَةِ للدُّنْيَا كَمَا وقعَ في الرُّؤْيَا يَوْمَ أحُدٍ.
(2)
قال الحافظ في الفتح (1/ 34): المُرَادُ بِفَلَقِ الصُّبْحِ ضِيَاؤُهُ، وخُصَّ بالتَّشْبِيهِ لِظُهُورِهِ الواضِحِ الذي لا شَكَّ فيهِ.
(3)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الوحي - باب رقم (3) - رقم الحديث (3) =