الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الأفْرَادُ الذِينَ عَرَضَ عَلَيْهِمْ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم الإِسْلَامَ:
قَالَ ابنَ إِسْحَاقَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا يَسْمَعُ بِقَادِمٍ يَقْدُمُ مَكَّةَ مِنْ العَرَبِ، لَهُ اسْمٌ وَشَرَفٌ، إِلَّا تَصَدَّى لَهُ، فَدَعَاهُ إِلَى الإِسْلَامِ، وَعَرَضَ عَلَيْهِ مَا عِنْدَهُ (1).
فَمِنْ هَؤُلَاءِ الأفْرَادِ الذِينَ عَرَضَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الإِسْلَامَ:
*
سُوَيْدُ بنُ الصَّامِتِ:
كَانَ شَاعِرًا مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، يُسَمِّيهِ قَوْمُهُ الكَامِلَ لِجَلَدِهِ (2) وَشَرَفِهِ، وَنَسَبِهِ، قَدِمَ مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، فتَصَدَّى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِيْنَ سَمعَ بِهِ، فَدَعَاهُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَى الإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْدُ: فَلَعَلَّ الذِي مَعَكَ مِثْلَ الذِي مَعِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَمَا الذِي مَعَكَ؟
قَالَ مَجَلَّةُ (3) لُقْمَانَ -يَعْنِي حِكْمَةَ لُقْمَانَ- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اعْرِضْهَا
(1) انظر سيرة ابن هشام (2/ 38).
(2)
الجَلَدُ: القُوَّةُ. انظر النهاية (1/ 275).
(3)
يُرِيدُ كِتَابًا فيه حِكْمَةَ لقمَانَ، وَكُلُّ كِتابٍ عندَ العربِ مَجَلَّةٌ. انظر النهاية (4/ 256).
وَأَمَّا لقمانُ عليه السلام فقد اخْتَلَفَ العُلَمَاءُ فيهِ هَلْ كَانَ نَبِيًّا، أو عَبْدًا صَالحًا مِنْ غَيرِ نُبُوَّةٍ؟ على قَولَينِ، والأكثرون على أَنَّهُ لَيْسَ نَبيًا.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: كَانَ لُقمانُ عبدًا حبَشيًا نَجَارًا.
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (6/ 334) بعد أَنْ سَاقَ بعضَ الآثارِ: فهذِهِ الآثارُ منهَا ما هُو مُصَرَّحٌ فيهِ بِنَقْيِ كَوْنِهِ نبيًا، ومنهَا ما هو مُشْعِرٌ بِذَلِكَ؛ لأنَّ كَوْنَهُ عَبْدًا قَدْ مَسَّهُ الرِّقُّ =