الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبِي جَهْلٍ كَانَ يُعَذِّبُ بِلَالًا، ولَهُمَا نَصِيبٌ فِيهِ (1).
رَوى الإمامُ البُخَارِيُّ في صَحِيحِهِ عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، وأعْتَقَ سَيِّدَنَا، يَعْنِي بِلَالًا (2).
2 -
أَبُو فكَيْهَةَ رضي الله عنه اشْتَرَاهُ، وأَعْتَقَهُ.
3 -
عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ رضي الله عنه اشْترَاهُ، وأعْتَقَهُ لِوَجْهِ اللَّهِ، وقَدْ شَهِدَ عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ غَزْوَةَ بَدْرٍ، وأُحُدٍ، وقُتِل في فَاجِعَةِ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا سنة أَرْبَعٍ لِلْهِجْرَةِ.
4 -
زَنِّيرَةُ اشْتراهَا، وأعْتَقَهَا.
5 -
جَارِيَةُ بَنِي مُؤَمَّلٍ، وَكَانَ الذِي يُعَذِّبُهَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، فاشْترَاهَا، وأعْتَقَهَا.
6 -
النَّهْدِيَّةُ وابْنَتُهَا، وكانَتَا لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ، فَمَرَّ بِهِمَا، فاشْتَرَاهُمَا، وأعْتَقَهُمَا (3).
*
إِنَّمَا أُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ:
ولَمْ يَكُنْ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه يَقْصِدُ بِعَمَلِهِ مَحْمَدَةً، ولا جَاهًا، وَلا
(1) انظر فتح الباري (5/ 162).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب مناقب بلال بن رباح رضي الله عنه رقم الحديث (3754).
(3)
انظر تفاصيل تحرير أبي بكر الصديق رضي الله عنه للعَبيدِ في: سِيرة ابن هشام (1/ 355) - والبداية والنهاية (3/ 64) - زاد المعاد (3/ 21).
دُنْيَا، وَإِنَّمَا كَانَ يُرِيدُ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى ذِي الجَلَالِ والإكْرَامِ.
رَوى الحَاكِمُ في المُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما قال: قَالَ أَبُو قُحَافَةَ وَالِدُ أَبِي بَكْرٍ: يا بُنَيَّ إنِّي أرَاكَ تُعْتِقُ رِقَابًا ضِعَافًا، فَلَوْ أنَّكَ إذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ أعْتَقْتَ رِجَالًا جُلْدًا يَمْنَعُونَكَ، ويَقُومُونَ دُونَكَ؟
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يا أبَتِ إنِّي إِنَّمَا أُرِيدُ مَا أُرِيدُ، للَّهِ عز وجل، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فيه رضي الله عنه:{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} (1).
قَالَ الحَافِظُ ابنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَاتِ: ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ المُفَسِّرِينَ أَنَّ هَذِهِ الآيَاتِ نَزَلَتْ في أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه، حتَّى إِنَّ بَعْضَهُم حَكَى الإجْمَاعَ مِنَ المُفَسِّرِينَ عَلَى ذَلِكَ، ولا شَكَّ أَنَّهُ دَاخِلٌ فِيهَا، وأَوْلَى الأمَّةِ بِعُمُومِهَا، فإنَّ لفظَهَا لفظُ العُمُومِ، وهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17)
(1) سورة الليل آية (5 - 21) - والخبر أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب التفسير - باب تفسير سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} - رقم الحديث (3997) - والإمام أحمد في فضائل الصحابة - رقم الحديث (66) - وابن إسحاق في السيرة (1/ 356).
الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى}، ولَكنَّهُ مُقَدَّمُ الأمَّةِ، وسَابِقُهُمْ في جَمِيعِ هَذِهِ الأوْصَافِ، وسَائِرِ الأوْصَافِ الحَمِيدَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا تَقِيًّا كَرِيمًا جَوَادًا بَذَّالًا لِأَمْوَالِهِ فِي طَاعَةِ مَوْلاهُ، ونُصْرَةِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَمْ مِنْ دَرَاهِمَ ودَنَانِيرَ بَذَلَهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ ربِّهِ الكَرِيمِ، ولَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ عِنْدَهُ مِنَّةٌ يَحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُكَافِئَهُ بِهَا، ولَكِنْ كَانَ فَضْلُهُ وإحْسَانُهُ عَلَى السَّادَاتِ والرُّؤَسَاءِ مِنْ سَائِرِ القَبَائِلِ، وَلِهَذَا قَالَ لَهُ عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ الثّقَفِيُّ رضي الله عنه (1) وهُوَ سَيِّدُ ثَقِيفٍ، يَوْمَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ وَكَانَ عَلَى الكُفْرِ مَا أَسْلَمَ بَعْدُ-: أمَا وَاللَّهِ لَوْلَا يَدٌ لَكَ كَانَتْ عِنْدِي لَمْ أجْزِكَ بِهَا لَأَجَبْتُكَ (2)، وَكَانَ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه قَدْ أغْلَظَ لَهُ فِي المَقَالَةِ، فَإِذَا كَانَ هَذَا حَالُهُ مَعَ سَادَاتِ العَرَبِ ورُؤَسَاءِ القَبَائِلِ، فكَيْفَ بِمَنْ عَدَاهُمْ؟ .
وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى} (3).
(1) هو عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودِ الثَّقَفِيُّ، أحدُ الأكابرِ في قَوْمِهِ، وهو الذِي عنَاه اللَّه تَعَالَى في القُرآن على لِسَان الكفَّار في سورة الزخرف آية (31):{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} . والمَقْصُودُ بالرَّجلينِ الوَليدُ بنُ المُغِيرةِ في مَكةَ، وعُرْوَةُ بن مَسْعُودٍ في الطَّائف، وأسلَمَ رضي الله عنه بعدَ غزوَةِ الطَّائِفِ في السنة الثامنة للهجرة، واسْتَأْذَنَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يَرْجعَ إلى قومه يَدْعُوَهم إلى الإسلام، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: إنِّي أخَافُ أن يَقْتُلُوكَ، فخرج إلى قومه يَدْعُوَهُمْ إلى الإسلامِ، فَقتَلُوه رضي الله عنه انظر الإصابة (4/ 406).
(2)
أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد، والمُصَالحة مع أهلِ الحُرُوب - رقم الحديث (2731) - وأخرجه الإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (18928) - (18910).
(3)
انظر تفسير ابن كثير (8/ 422).