الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِجَنَّةٍ (1)، وَفِي المَوَاسِم بِمِنًى، يَقُولُ:"مَنْ يُؤْوِينِي؟ مَنْ يْنُصُرُنِي؟ حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالةَ رَبِّي، وَلَهُ الجَنَّةُ"، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنَ اليَمَنِ أَوْ مِنْ مِصْرَ، فَيَأْتِيهُ قَوْمُهُ، فَيَقُوُلونَ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ لَا يَفْتِنُكَ (2).
وَرَوَى أَبُو دَاودَ وابنُ مَاجَه وَالتِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي المَوْقِفِ (3)، فَيَقُولُ:"أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُوني أَنْ أُبَلغِّ كَلَامَ رَبِّي"(4).
*
شِدَّةُ عَدَاوَةِ أَبِي لَهَبٍ لِلإِسْلَامِ:
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا مَرَّ عَلَى قَوْمٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى الإِسْلَامِ تَبِعَهُ عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ وَرَاءَهُ يَرْمِيْهِ بِالحِجَارَةِ.
فَقَدْ أَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ رَبِيْعَةَ بنِ عِبَادٍ الدَّيْلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَصَرَ عَيْنِي بِسُوْقِ ذِي
(1) مِجَنَّة: هو مَوْضِعٌ بأسْفَلِ مكةَ على أمْيالٍ، وَكَانَ يُقامُ بها للعربِ سُوقًا. انظر النهاية (4/ 257).
(2)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (14456).
(3)
المَوْقِفُ: أي المَوْسم، مَوسم الحج. انظر تحفة الأحوذي (8/ 242).
(4)
أخرجه أبو داود في سننه - كتاب السنة - باب في القرآن - رقم الحديث (4734)، وابن ماجه في المقدمة - باب فيما أنكرت الجهمية - رقم الحديث (201)، وأخرجه الترمذي في جامعه - كتاب فضائل القرآن - باب رقم (25) - رقم الحديث (3152).
المَجَازِ (1) يَقُولُ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، تُفْلِحُوا"، وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا (2)، وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ (3) عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا، وَهُوَ لَا يَسْكُتُ يَقُولُ:"أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ تُفْلِحُوا"، إِلَّا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلٌ أَحْوَلُ (4) وَضِيْءُ الوَجْهِ ذَا غَدِيْرَتَيْنِ (5) يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ (6). فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَةَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا الذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ (7).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي المُسْنَدِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، قَالَ: وَإِذَا رَجُلٌ خَلْفَهُ يَحْثِي (8) عَلَيْهِ التُّرَابَ، فَإِذَا هُوَ أَبُو جَهْلٍ (9).
(1) ذُو المَجَازِ: موضعُ سُوقٍ لمكة في الجاهلية بِعَرَفة على فَرْسَخٍ منها، كانت تُقَام إذا أهَلَّ هِلالُ ذي الحجة، وتستَمِرُّ إلى يومِ التَّرْوِيَةِ، وهو يوم الثامن من ذي الحجة. معجم البلدان (7/ 207).
وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16024) قال: رأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يَطُوف على الناس بِمِنَى.
(2)
الفِجَاجُ: جمعُ فَجٍّ، وهو الطريقُ الوَاسِع. انظر النهاية (3/ 370).
(3)
قال السندي في شرح المسند (9/ 176): مُتَقَصِّفُونَ: مُجْتمعون عليه.
(4)
قال السندي في شرح المسند (9/ 176): الحَوَلُ: هو عَيْبٌ في العين مَعروف.
(5)
غَدِيرَتَيْنِ: هي الذَّوَائِبُ، واحدَتُهَا غَدِيرَةٌ. انظر النهاية (3/ 310).
(6)
في رواية ابن حبان في صحيحه قال. ورجلٌ يَتْبعُهُ يَرْمِيه بالحجارة، وقد أدْمَى عُرْقُوبَيْهِ وكَعْبَيْهِ.
(7)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16023) - وأخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب التاريخ - باب ذكر مقاساة المصطفى صلى الله عليه وسلم ما كان يقاسي من قومه - رقم الحديث (6562).
(8)
حَثَا: رَمَى. انظر النهاية (1/ 327).
(9)
أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (16603) - (23151).