الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخْرَجَ مِنْ صُلْبِ أَبِي جَهْلٍ، عِكْرَمَةَ بنَ أَبِي جَهْلٍ رضي الله عنه، وأخْرَجَ مِنْ صُلْبِ الوَليدِ بنِ المُغِيرَةِ، خَالِدَ بنَ الوَلِيدِ رضي الله عنه، وأخْرَجَ مِنْ صُلْبِ العَاصِ بنِ وَائِلٍ، عَمْرَو بنَ العَاصِ رضي الله عنه، وأخْرَجَ مِنْ صُلْبِ المُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ، جُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ رضي الله عنه، وغَيْرَهُمْ كَثِيرٌ الذِينَ خَرَجُوا مِنْ أصْلَابِ هَؤُلَاءِ الكُفَّارِ.
*
وَهْمُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَابْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِمَا فِي إِسْلَامِ الْجِنِّ:
ذَكَرَ ابنُ إسْحَاقَ (1)، وابْنُ سَعْدٍ (2)، وابْنُ القَيِّمِ فِي زَادِ المَعَادِ (3): أَنَّ سَمَاعَ الجِنِّ لِقِرَاءَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ مَرَّةٍ وإسْلَامَهُمْ كَانَ عِنْدَمَا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّائِفِ حِينَ بَاتَ بِنَخْلَةٍ (4)، وهَذَا فِيهِ نَظَرٌ، فَإِنَّ استِمَاعَهُمْ لَهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي ابْتِدَاءِ المَبْعَثِ، كَمَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِيمَا تَقَدَّمَ.
*
دُخُولُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي جِوَارِ المُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ:
ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، وقَوْمُهُ أشَدُّ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ خِلَافِهِ، وفِرَاقِ دِينِهِ.
فَلَمَّا أَرَادَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم دُخُولَ مَكَّةَ، قَالَ لَهُ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ رضي الله عنه: كَيْفَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ أخْرَجُوكَ؟
(1) انظر سيرة ابن هشام (2/ 35).
(2)
انظر الطبَّقَات الكُبْرى (1/ 102).
(3)
انظر زاد المعاد (3/ 29).
(4)
نخلة: موضع بالحجاز قريب من مكة، فيه نخل وزرع. انظر معجم البلدان (8/ 381).
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "يَا زَيْدُ! إِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لِمَا تَرَى فَرَجًا ومَخْرَجًا، وَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُ دِينِهِ، ومُظْهِرُ نَبِيِّهِ".
ثُمَّ انْتَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى حِرَاءٍ، فَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ خُزَاعَةَ هُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُرَيْقِطٍ إلى الأَخْنَسِ بنِ شَرِيقٍ لِيُجِيرَهُ، فَقَالَ الأَخْنَسُ: أنَا حَلِيفُ قُرَيْشٍ، وَرَفَضَ إِجَارَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
فَبَعَثَ إِلَى سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو لِيُجِيرَهُ، فَقَالَ سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو: إِنَّ بَنِي عَامِرِ بنِ لُؤَيٍّ لَا تُجِيرُ عَلَى بَنِي كَعْبٍ، ورَفَضَ سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو أَنْ يُجِيرَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم.
فَبَعَثَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم إلى المُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ (1) لِيُجِيرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ المُطْعِمُ: نَعَمْ وَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ أُرَيْقِطٍ: قُلْ لِمُحَمَّدٍ فَلْيَأْتِ.
فَرَجَعَ إلى الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ عِنْدَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أصْبَحَ خَرَجَ المُطْعِمُ بنُ عَدِيٍّ، وَقَدْ لَبِسَ سِلَاحَهُ هُوَ وبَنُوهُ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ فَدَخَلُوا المَسْجِدَ، وَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: طُفْ، وأَمَرَ بَنِيهِ أَنْ يَكُونُوا عِنْدَ أرْكَانِ البَيْتِ لِحِمَايَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.
فَهُنَا أقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ إلى المُطْعِمِ بنِ عَدِيٍّ، وَقَالَ لَهُ: أَمُجِيرٌ أَمْ تَابعٌ (2)؟ .
(1) المُطعِمُ بن عَدِيٍّ: ماتَ كافرًا.
(2)
أي: اتَّبَعْتَهُ ودخلتَ دِينَهُ.