الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: أَبْكِي (1)؛ لِأَنَّ غُلَامًا (2) بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي.
*
صُعُودُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ:
قال صلى الله عليه وسلم: "ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السلام".
فَقِيلَ مَنْ أَنْتَ؟
قَالَ: جِبْرِيلُ.
فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟
قَالَ: مُحَمَّدٌ.
قَالَ: وَقَدْ أُرْسلَ إِلَيْهِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
(1) قال الحافظ في الفتح (7/ 613): قال العُلَماءُ: لم يَكُنْ بُكَاءُ مُوسَى عليه السلام حَسَدًا، مَعَاذَ اللَّهِ، فإن الحَسَد في ذلك العالم مَنْزُوعٌ عن آحادِ المؤمنين، فكيفَ بمَنِ اصطَفَاه اللَّه تَعَالَى، بل كان أسَفًا على ما فاتَهُ من الأجْرِ الذي يترتَّبُ عليه رفعِ الدَّرَجَةِ بسببِ ما وقع من أمَّته من كثرَةِ المُخَالفَةِ المُقْتَضِيَةِ لتَنْقِيصِ أجُورِهم المستَلْزِم لتنقِيص أجْرِهِ؛ لأن لكل نَبِيٍّ مِثْلُ أجرِ كلِّ من اتَّبعه، ولهذا كان من اتَّبعه من أمته في العدد دُون من اتبع نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم مع طولِ مُدَّتهم بالنسبة لهذهِ الأمةِ.
(2)
قال الحافظ في الفتح (7/ 613): قوله صلى الله عليه وسلم: "غُلَامًا"، فليسَ على سبيل النَّقْص، بل على سبيلِ التَّنْوِيهِ بقُدرَةِ اللَّه تَعَالَى، وعظيمِ كَرَمِهِ إذ أعطى لمن كان في ذلك السّن ما لم يُعطِهِ أحدًا قبلَهُ ممَّنْ هو أسَنُّ منه.
قِيلَ: مَرْحَبًا بِهِ فَنِعْمَ المَجِيءُ جَاءَ.
قَالَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: "فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أنَا بِإِبْرَاهِيمَ عليه السلام، مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى البَيْتِ المَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ (1)، لَا يَعُودُونَ إِلَيهِ (2) ".
فَقَالَ جِبْرِيلُ: هَذَا أَبُوكَ إبْرَاهِيمُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عَلَيَّ.
ثُمَّ قَالَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ (3).
رَوَى الإِمَامُ التِّرْمِذِيُّ فِي جَامِعِهِ وَالإِمَامُ أَحْمَدُ في مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وأنَّهَا قِيعَانٌ (4)، وأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ
(1) قال الحافظ في الفتح (7/ 617): استدل به على أن الملائكةَ أكثرُ المخلوقاتِ لأنَّه لا يُعرف من جَمِيع العوَالم من يتجدَّد من جِنْسِه في كل يوم سبعون ألفًا غير ما ثَبَت عن الملائكة في هذا الخَبَر.
(2)
زاد ابن إسحاق في السيرة (2/ 20): إلى يوم القيامة.
(3)
أخرج ذلك كله: البخاري في صحيحه - كتاب الصلاة - باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء؟ - رقم الحديث (349) - وأخرجه في كتاب أحاديث الأنبياء - باب ذكر إدريس عليه السلام رقم الحديث (3342) - وأخرجه في كتاب مناقب الأنصار - باب المعراج - رقم الحديث (3887) - ومسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى السماوات - رقم الحديث (162)(163) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (12505).
(4)
قيعَان: جمع قَاعٍ وهو المكان المُسْتَوي في وطأةٍ من الأرض يعلوُه ماءُ السماء فيُمسِكُهُ، ويستَوِي نَبَاتُهُ. انظر النهاية (4/ 116).