الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طَهَارَةُ نَسَبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
-
ولَمْ يَزَلِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم يَتَنَقَّلُ مِنْ أصْلَابِ الآبَاءَ الطَّاهِرِينَ إِلَى أرْحَامِ الأُمَّهَاتِ الطَّاهِرَاتِ لَمْ يَمَسَّ نَسَبُهُ الشَّرِيفَ شَيْءٌ مِنْ سِفَاحِ وأدْرَانِ الجَاهِلِيَّةِ، بلْ هُوَ صلى الله عليه وسلم مِنْ سُلَالَةٍ كُلُّهُمْ سَادَةٌ أشْرَافٌ أطْهَارٌ.
رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ في دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ بالشَّوَاهِدِ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ، ولَمْ أخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ، مِنْ لَدُنْ آدم إِلَى أَنْ وَلَدَنِي أَبِي وأُمِّي، لَمْ يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الجَاهِلِيَّةِ شَيءٌ"(1).
قَالَ الدُّكْتُورْ مُحَمَّد أَبُو شَهْبَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: وَإِذَا كَانَ اللَّهُ سبحانه وتعالى جَرَتْ سُنَّتُهُ أَنْ لا يَبْعَثَ نَبِيًّا إلَّا في وَسَطٍ مِنْ قَوْمِهِ شَرَفًا، ونَسَبًا، فَقَدْ كَانَ في الذُّرْوَةِ مِنْ هَذِهِ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، فَمَا مِنْ آبَائِهِ إلَّا كَانَ غَنِيًّا بالفَضَائِلِ والمَكَارِمِ، ومَا مِنْ أُمٍّ مِنْ أُمَّهَاتِهِ إلَّا وَهِيَ أَفْضَلُ نِسَاءِ قَوْمِهَا نَسَبًّا ومَوْضِعًا، ولَمْ
(1) أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (1/ 57)، وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى ص 42، وأورده الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (1/ 658)، وقال: هذا مرسل جيد.
قلتُ: وللحديثِ شَوَاهدٌ عن ابن عباس وعائشة وأبي هريرة رضي الله عنهم يَرْتَقِي بها إلى الحَسَنِ -وانظر صحيح الجامع للألباني رحمه الله رقم الحديث (3225).
تَزَلْ هَذِهِ الفَضَائِلُ، والكَمَالَاتُ البَشَرِيَّةُ تَنْحَدِرُ مِنَ الأُصُولِ إِلَى الفُرُوعِ حتَّى تَجَمَّعَتْ كُلُّهَا في سُلَالَةِ وَلَدِ آدم ومُصَاصَةِ (1) بَنِي إبْرَاهِيمَ وإسْمَاعِيلَ عليهما السلام، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم (2).
* * *
(1) يقال: فُلانٌ مُصَاصُ قَومِهِ: أي أخْلَصُهُمْ نَسَبًا. انظر لسان العرب (13/ 123).
(2)
انظر السِّيرة النَّبوِيَّة في ضوء القرآن والسنة (1/ 185) للدكتور محمَّد أبو شهبة رحمه الله.