الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقِيلَ لِي: هِيَ الفِطْرَةُ التِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ (1).
وفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى فِي الصَّحِيحِ، قَالَ: أصبت الفِطْرَةَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ (2).
*
انْتِهَاءُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى:
ثُمَّ انْطَلَقَ جِبْرِيلُ بِالرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم فَوْقَ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى سِدرَةِ (3) المُنْتَهَى (4).
= قُوتٌ، ولا يدخل في السَّرَفِ بوَجهٍ، وهو أقربُ إلى الزُّهدِ، وأما العَسَلُ وإن كَانَ حَلَالًا لكنه من المُسْتَلَذَّاتِ التي قد يُخْشَى على صاحبها أن يَنْدَرجَ في قوله تَعَالَى سورة الأحقاف آية (20):{أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ} .
وقال الحافظ في الفتح (11/ 203): ويحتمل أن يكون السِّرُّ فيه ما وقع في بعضِ طُرُق الإسراء أنه صلى الله عليه وسلم عَطِشَ، فآثرَ اللبَنَ دونَ غيرِهِ لما فيه من حصولِ حاجتِهِ دونُ الخَمْرِ والعَسَلِ، فإذا هو السببُ الأصلي في إيثَارِ اللبن، وصادفَ مع ذلكَ رُجْحَانه عليهما من عدة جهات.
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب المعراج - رقم الحديث (3887) - والإمام مسلم في صحيحه - كتاب الإيمان - باب الإسراء برَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (264).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الأشربة - باب شرب اللبن - رقم الحديث (5610).
(3)
قال ابن دِحيَةَ فيمَا نقلهُ عنه الحافظ في الفتح (7/ 616): اختيرت السِّدْرَةُ دون غيرها؛ لأن فيها ثلاثُ أوصافٍ: ظِلٌّ مَمْدُود، وطعَامُ لَذِيذٌ، ورائحةٌ زَكِيَّةٌ، فكانت بِمَنزلة الإيمان الذي يَجْمَعُ القولَ والعملَ والنِّيةَ، والظل بمنزلةِ العمل، والطعمُ بمنزلةِ النية، والرائحةُ بمنزلة القَوْل.
(4)
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم - رقم الحديث (173) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن سِدْرَةَ المُنْتَهى في السماء السَّادسة، وهذا تعارض لا شكَّ فيه، وطريق الجَمْعِ بينهما، =
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ". . . ثُمَّ رُفِعْتُ إِلَى سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبْقُهَا (1) كَأَنَّهُ قلَالُ (2) هَجَرَ (3)، وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الفِيَلَةِ، وَغَشِيَهَا أَلْوَانٌ (4) لَا أَدْرِي مَا هِيَ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَصِفَهَا مِنْ حُسْنِهَا" فَقَالَ جِبْرِيلُ عليه السلام: هَذِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وَإِذَا أَرْبَعَةُ أَنهَارٍ (5): نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ "
قَالَ: أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ (6).
= كما قال الحافظ في الفتح (7/ 615) أن يقال: إن أصلَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى في السماء السادسة، وأغصانُهَا وفروعُهَا في السماء السابعة.
قال عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه: وسُمِّيَتْ سَدْرَةَ المُنْتَهَى؛ لأن إليها يَنْتَهي ما يُعْرَجُ به من الأرض، فَيُقْبَضُ منها، وإليها يَنْتَهِي ما يَهْبِطُ به من فوقها، فَيُقْبَضُ منها. أخرجه مسلم في صحيحه - رقم الحديث (173).
(1)
النَّبْقُ: هو ثَمَرُ السِّدْرِ. انظر النهاية (5/ 8).
(2)
قال الإِمام الخطابي فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (7/ 615): القِلالُ بالكسر جمعُ قُلَّة بالضم وهي الجِرَارُ، يريد أن ثمرها في الكِبَر مثل القِلَال، وكانت معروفةً عند المُخَاطَبِينَ، فلذلك وقَعَ التَّمْثِيلُ بها.
(3)
هَجَر: هي مدينةٌ الإحسَاء. انظر معجم البلدان (5/ 452).
(4)
وغَشِيَهَا ألوَانٌ: أي تَعْلُوها. انظر النهاية (3/ 332).
(5)
في رواية أخرى في صحيح البخاري، قال صلى الله عليه وسلم:"فإذا في أصلها أربعة أنهار".
قال الحافظ في الفتح (7/ 616): يحتمل أن تكون سدرة المنتهى مغروسة في الجنة، والأنهار تخرج من تحتها.
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الفضائل - باب المعراج - رقم الحديث (3887) - وأخرجه في كتاب أحاديث الأنبياء - رقم الحديث (3342) - وأخرجه الإِمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان - باب الإسراء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (162) - وباب ذكر سدرة المنتهى - رقم الحديث (173).