الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَمَا كَلَّمَ مُوسَى عليه السلام مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ حتَّى قَالَ: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} (1)، وقولُهُ تَعَالَى:{أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} فهُوَ إرْسَالُ الرُّوحِ الأمِينِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (2).
وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم جميع هذه الأنواع، فقال اللَّه عز وجل في رؤياه:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ} (3).
*
خَوْفُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نِسْيَانِ القُرْآنِ:
وَكَانَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخَافُ مِنْ نِسْيَانِ الوَحْي، فَقَدْ أَخْرَجَ الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، في قولِهِ تَعَالَى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَالِجُ (4) مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ. . فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى:{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (5) قَالَ: جَمْعَهُ في صَدْرِكَ وَتَقْرَأهُ، . . {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} . .، قَالَ: فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأنْصِتْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ، فَكَانَ رسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السلام اسْتَمَعَ، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قرَأَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كَمَا أقْرَأهُ (6).
(1) سورة الأعراف آية (143).
(2)
سورة الشعراء الآية (193 - 194).
(3)
سورة الفتح آية (28) - وانظر كلام الإمام البغوي في شرح السنة (13/ 324).
(4)
قال الحافظ في الفتح (1/ 43): المعالجة: هي محاولة الشيء بمشقة.
(5)
سورة القيامة آية (16 - 17).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب بدء الوحي - رقم الحديث (5) - وأخرجه في كتاب التفسير - باب فإذا قَرَآناهُ فاتَّبعْ قُرْآنَهُ - رقم الحديث (4929) - ومسلم في صحيحه - كتاب الصلاة - باب الاستماع للقراءة - رقم الحديث (448)(148).