الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ، بِأَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، أَوْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ"، فَكَانَ أحَبَّهُما إِلَيْهِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ (1).
ورَوَى ابنُ سَعْدٍ في طَبَقَاتِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مُرسَلٍ عَنْ سَعِيدِ بنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: كان النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَأَى عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، أَوْ أبا جَهْلِ بنَ هِشَامٍ قَالَ:"اللَّهُمَّ اشْدُدْ دِينَكَ بِأَحَبِّهِمَا إلَيْكَ"(2).
وَرَوَى الْحاكِمُ في الْمُسْتَدْرَكِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِعُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ خاصَّةً"(3).
*
بِدايَةُ اللِّينِ عِنْدَ عُمَرَ رضي الله عنه
-:
ذَكَرْنا فِيمَا تَقَدَّمَ أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ مِنْ أشَدِّ النّاسِ عَلَى
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رضي الله عنهم باب ذكر البيانِ بأنَّ عِزَ المسلمين بإسلام عمر - رقم الحديث (6881) وأخرجه الإمام أحمد في المسند - رقم الحديث (5696) وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة - رقم الحديث (312) - والترمذي في جامعه - كتاب المناقب - باب في مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رقم الحديث (4013).
(2)
أخرجه ابن سعد في طبقاته (3/ 142) - وأورده الحافظ في الفتح (7/ 404) - وصحح إسناده إلى سعيد بن المسيب.
(3)
أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب ومن مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رقم الحديث (4541) - وأورده الحافظ في الفتح (7/ 404) وصحح إسناده - وأخرجه ابن ماجه في سننه - في المقدمة - باب فضائل عمر رضي الله عنه رقم الحديث (105) - وإسناده ضعيف.
المُسْلِمِينَ، حَتَّى يَئِسَ بَعْضُ المُسْلِمِينَ مِنْ إسْلامِهِ، لَكِنْ لَمَّا أرَادَ اللَّهُ لَهُ الهِدَايَةَ صَدَرَتْ مِنْهُ رضي الله عنه بَعْضُ التَّصَرُّفاتِ التِي تُعْطِي الأَمَلَ بإسْلامِهِ.
رَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ في فَضائِلِ الصَّحَابَةِ، والحَاكِمُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عَنْ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ لَيْلَى بِنْتِ أَبِي حَثَمَةَ رضي الله عنها زَوْجِ الصَّحابِيِّ الجَلِيلِ عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه قَالَتْ: إنَّا لَنَرتَحِلُ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ، وَقَدْ ذَهَبَ عامِرٌ في بَعْضِ حَاجَاتِنا، إِذْ أقْبَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضي الله عنه حَتَّى وَقَفَ عَلَيَّ، وهُوَ عَلَى شِرْكِهِ، قَالَتْ: وكُنَّا نَلْقَى مِنْهُ البَلَاءَ أذًى لَنَا، وَشِدَّةً عَلَيْنا.
فَقَالَ عُمَرُ: إنَّهُ الانْطِلاقُ يا أُمَّ عَبْدِ اللَّهِ؟
قَالَتْ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، واللَّهِ لَنَخْرُجَنَّ في أَرْضِ اللَّهِ، آذَيْتُمُونَا وقَهَرْتُمُونَا، حَتَّى يَجْعَلَ اللَّه لنَا مَخْرَجًا، فَقَالَ: صَحِبَكُمُ اللَّه.
قَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ: ورَأَيْتُ لَهُ رِقَّةً لَمْ أَكُنْ أَرَاهَا، ثُمَّ انْصَرَفَ، وَقَدْ أَحْزَنَهُ فِيمَا رَأَى خُرُوجُنا، قَالَتْ: فَجاءَ عامِرٌ -زَوْجُهَا-، فَقُلْتُ لَهُ: يا أبا عَبْدِ اللَّهِ! لَوْ رَأَيْتَ عُمَرَ آنِفًا، وَرِقَّتَهُ، وحُزْنَهُ عَلَيْنا، قَالَ: أطَمِعْتِ في إسْلَامِهِ؟
قَالَتْ: نَعَمْ.
قَالَ: لا يُسْلِمُ الذِي رَأَيْتِ حَتَّى يُسْلِمَ حِمارُ الخَطَّابِ.
قَالَتْ: قَالَ عامِرٌ ذَلِكَ يَأْسًا لِمَا كَانَ يَرَى مِنْ غِلْظَتِهِ وَقَسْوَتهِ عَلَى الْإِسْلَامِ (1).
(1) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة - رقم الحديث (371) - والحاكم في =