الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ (1) وَمَالِي وَلَا لبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ" (2).
*
قَوْلَةٌ جَمِيلَةٌ لِلشَّيْخِ عَلِي الطَّنْطَاوِي:
قَالَ الشَّيْخُ عَلِي الطَّنْطَاوِي رحمه الله: وانْطَلَقُوا يُؤْذُونَهُ صلى الله عليه وسلم، ويَتَوَعَّدُونَهُ، لَعَلَّ التَّرْهِيبَ يَفْعَلُ فِيهِ مَا لَمْ يَفْعَلِ التَّرْغِيبُ. . . رَمَوْا في طَرِيقِهِ الشَّوْكَ وَهُوَ مَاشٍ، وَأَلْقَوْا عَلَيْهِ أحْشَاءَ النَّاقَةِ وهُوَ سَاجِدٌ، ورَمَوْهُ في الطَّائِفِ بِالحِجَارَةِ، وأَسَالُوا دَمَهُ، وهَزئُوا بِهِ، وسَلَّطُوا عَلَيْهِ سُفَهَاءَهُمْ.
فَلَمْ يُثِرْ هَذَا كُلَّهُ غَضَبَهُ صلى الله عليه وسلم ولَكِنْ أثَارَ إشْفَاقه، إشْفَاقَ الكَبِيرِ عَلَى الأطَفْالِ المُؤْذِينَ، والعَاقِلِ عَلَى المَجَانِينَ، وكَانَ جَوَابُهُ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"(3).
وَأَوْغَلَتْ قُرَيْشٌ في كُفْرِهَا، وصَدِّهَا، وعِنَادِهَا، ولَكِنْ هَلْ تَقْدِرُ قُرَيْشٌ أَنْ تُطْفِئَ نُورَ اللَّهِ؟ (4).
(1) قال الطيبِي: تأكيد للشُّمول: أي ثلاثين يومًا وليلةً متواتِرَات، لا ينقصُ منها شيءٌ من الزَّمان. انظر تحفة الأحوذي (7/ 215).
(2)
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (14055) - والترمذي في جامعه - كتاب صفة القيامة والرقائق والورع - باب رقم (28) - رقم الحديث (2640).
(3)
أخرج هذا الحديث: ابن حبان في صحيحه - كتاب الرقائق - باب الأدعية - رقم الحديث (973) وإسناده حسن - لكن بلفظ: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" - وأخرجه البخاري في صحيحه - كتاب أحاديث الأنبياء - باب (54) - رقم الحديث (3477) عن النبي صلى الله عليه وسلم يحكي قصة نبي من الأنبياء مع قومه، فدعا لقومه بمثل هذا الدعاء.
(4)
انظر كلام الشيخ علي الطنطاوي رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى في كتابه: رجال من التاريخ ص 13 - 14.