الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ؟ فَقَالُوا مَنْ هَذَا؟
قَالُوا: هَذَا ابنُ أَبِي قُحَافَةَ المَجْنُونُ (1).
*
قِصَّة أُخْرَى في إيذَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-:
وَرَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وأَبُو جَهْلٍ وأصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، أيُّكُّمْ يَجِيءُ بِسَلَى (2) جَزُورِ (3) بَنِي فُلَانٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ، فَانْبَعَثَ أشْقَى القَوْمِ فَجَاءَ بِهِ، وهُوَ عُقْبَةُ بنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فنَظَرَ (4) حَتَّى إِذَا سَجَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، وَأَنَا أنْظُرُ لَا أُغْنِي (5) شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ (6)، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ، وَيُحِيلُ (7) بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، ورَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، حَتَّى جَاءَتْهُ
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب خلافة أبي بكر - رقم الحديث (4481).
(2)
السَّلَى: هو الجلدُ الرقيقُ الَّذي يَخرج فيهِ الولدُ من بطنِ أُمِّهِ مَلْفُوفًا فيه، وهو بالنسبة للآدمِيَّات يسمى المَشِيمَةَ. انظر النهاية (2/ 357).
(3)
الجَزُورُ: البَعيرُ ذكرًا كان أو أنثى. انظر النهاية (1/ 258).
(4)
أي: انتَظِرْ.
(5)
قال الحافظ في الفتح (1/ 465): أي لا أُغْنِي في كِفِّ شرِّهم، أو لا أغيِّرُ شيئًا من فِعلهم.
(6)
قال الحافظ في الفتح (1/ 465): المَنَعَةُ بفتح النون القُوَّة، وإنما قال ذلك ابن مسعود؛ لأنه لم يكن له بمكَّة عشيرة؛ لكونه هُذَليًا.
(7)
في رواية الإمام مسلم: "ويَمِيل" أي من كثرةِ الضحِكِ أخذوا يتمَايلُونَ.
فَاطِمَةُ (1) فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ عَلَيْكَ (2) بِقُرَيْشٍ" ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَكَانُوا يَرَوْنَ (3) أَنَّ الدَّعْوَةَ في ذَلِكَ البَلَدِ (4) مُسْتَجَابَةٌ. ثُمَّ سَمَّى صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وشَيْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَليدِ بنِ عُتْبَةَ، وأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ"، قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَرْعَى في القَلِيبِ (5)، قَلِيبِ بَدْرٍ (6).
(1) هىِ فاطمةُ بنت رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وقد وقع التصريح باسمها في رواية الإمام مسلم في صحيحه.
قال الشيخ محمد الغزالي في كتابه فقه السيرة ص 124: والبنتُ في المجتمَعِ العربي تعيشُ في كنَفِ أبِيها، وتفخَرُ بقوَّتهِ، وتأنَسُ بحمايَتِه، ومما يَحُزُّ في قلب الرجل أن يرى نفسه في وضع تدفَعُ عنه ابنتهُ، وتشعُرُ بالعجزِ وقِلَّةِ النَّاصِرِ.
(2)
قال الحافظ في الفتح (1/ 466): أيْ بإهلاكِ قُريشٍ، والمرادُ الكفارُ منهم أو ممن سمي منهم، فهوَ عام أُريدَ به الخُصُوص.
(3)
قال الحافظ في الفتح (1/ 466): أي يعتقدونَ.
(4)
قال الحافظ في الفتح (1/ 466): المراد بالبلدِ مكة.
(5)
قال العلماء: إنما أمرَ بإلقائِهِم فيه لئلا يتأذَّى الناس برِيحِهِم، وإلا فالحربيُّ لا يجبُ دفنهُ، والظاهرُ أن البِئْرَ لم يكن فيها ماء. انظر فتح الباري (1/ 468).
(6)
أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب الوضوء - باب إذا ألقى علي ظَهْرِ المصَلِّي قَذَر أو جِيفَة لم تفسد عليه صلاته - رقم الحديث (240)، وأخرجه كذلك في غير موضع في الصحيح - وأخرجه مسلم في صحيحه - كتاب الجهاد والسير - باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين - رقم الحديث (1794).