الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُحَمَّدٍ؟ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: مَاذَا سَمِعْتُ؟ تَنازَعْنا نَحْنُ وَبَنُو عَبْدِ مَنَافٍ الشَّرَفَ، أطْعَمُوا فَأَطْعَمْنا، وحَمَلُوا فَحَمَلْنا، وأعْطُوا فَأَعْطَيْنا، حَتَّى إِذَا تحَاذَيْنا عَلَى الرَّكْبِ، وكُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ (1)، قَالُوا: مِنّا نَبِيٌّ يَأْتِيهِ الوَحْيُ مِنَ السَّمَاءِ، فَمَتَى نُدْرِكُ مِثْلَ هَذِهِ؟ واللَّهِ لا نُؤْمِنِ بِهِ أبَدًا وَلَا نُصَدِّقُهُ. فَقامَ عَنْهُ الأخْنَسُ وتَرَكَهُ (2).
*
الْكِبْرُ والْحَسَدُ مَنَعَا أَبَا جَهْلٍ مِنَ الْإِسْلامِ:
رَوَى البَيْهَقِيُّ في دَلائِلِ النُّبُوَّةِ: عَنِ المُغِيرَةِ بنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ أوَّلَ يَوْمٍ عَرَفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنِّي كُنْتُ أمْشِي أنَا وأَبُو جَهْلِ بنُ هِشامٍ في بَعْضِ أزِقَّةِ (3) مَكَّةَ، إِذْ لَقِيَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي جَهْلٍ:"يا أبَا الحَكَمِ! هَلُمَّ إِلَى اللَّهِ عز وجل، وَإِلَى رَسُولِهِ أدْعُوكَ إِلَى اللَّهِ".
فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: يا مُحَمَّدُ هَلْ أَنْتَ مُنْتهٍ عَنْ سَبِّ آلِهَتِنا، هَلْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ نَشْهَدَ أَنْ قَدْ بَلَّغْتَ؟ .
فنَحْنُ نَشْهَدُ أَنْ قَدْ بَلَّغْتَ، فوَاللَّهِ لَوْ أنِّي أعْلَمُ أَنَّ ما تَقُولُ حَقًّا ما اتَّبَعتُكَ فانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وأقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ: فَواللَّهِ إنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّ مَا
(1) أي تَساوَيْنا في الشَّرَفِ والمَنْزِلَةِ.
(2)
انظر سيرة ابن هشام (1/ 352 - 353) - دلائل النبوة للبيهقي (2/ 206).
قال الحافظ في الإصابة (1/ 192): ذكر الذُّهلي في "الزُّهريات" بسند صحيح عن الزهري عن سعيد بن المسيب. . . وذكر قصة استماع زعماء قريش.
(3)
الزُّقاقُ: الطَّرِيقُ. انظر النهاية (2/ 277).
يَقُولُ حَقٌّ، ولَكِنْ بَنِي قُصَيٍّ قَالُوا: فِينَا الحِجَابَةُ، فَقُلْنا نَعَمْ، فَقَالُوا فِينَا النَّدْوَةُ، فَقُلْنا: نَعَمْ، ثُمَّ قَالُوا: فِينَا اللِّوَاءُ، فَقُلْنا: نَعَمْ، قَالُوا: فِينَا السِّقايَةُ، فَقُلْنا: نَعَمْ، ثُمَّ أطْعَمُوا وَأَطْعَمْنَا، حتَّى إِذَا تَحاكَّتِ الرُّكَبُ، قَالُوا: مِنَّا نَبِيٌّ، واللَّهِ لا أَفْعَلُ (1).
* * *
(1) انظر دلائل النبوة للبيهقي (2/ 207).