الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
شَيْطَانٌ يَكْتَشِفُ المُعَاهَدَةَ:
قَالَ كعبُ بنُ مَالِكٍ رضي الله عنه: فَلَمَّا بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، صَرَخَ الشَّيْطَانُ مِنْ رَأْسِ العَقَبَةِ بِأَنْفَذِ صَوْتٍ سَمِعتُهُ قَطُّ: يَا أَهْلَ الجَبَاجِبِ -وَالجَبَاجِبُ: المَنَازِلُ- هَلْ لَكُمْ فِي مُذَمَّمٍ (1) وَالصُّبَاةُ (2) مَعَهُ؟ قَدْ اجْتَمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَذَا أَزَبُّ (3) العَقَبَةِ، هَذَا ابنُ أَزْيَبَ، اسْمَعْ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، أَمَا وَاللَّهِ لَأَفْرَغَنَّ لَكَ".
*
صِدْقُ الأَنْصَارِ رضي الله عنهم فِي بَيْعَتِهِمْ:
فَقَالَ العَبَّاسُ بنُ عُبَادَةَ بنَ نَضْلَةَ رضي الله عنه لَلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم: وَالذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، إِنْ شِئْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنى غَدًا بِأَسْيَافِنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ، وَلَكِنْ ارجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ".
(1) روى الإمام البخاري في صحيحه - كتاب المناقب - باب ما جاء في أسماء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رقم الحديث (3533) - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا تَعْجَبُونَ كيفَ يَصْرِفُ اللَّه عني شَتْمَ قُرَيْشٍ ولعنَهُمْ؟ يشتُمُون مُذَمَّمًا، ويلعَنُونَ مُذَمَّمًا، وأنا مُحَمَّد".
قَالَ الحافظ في الفتح (7/ 250): كان الكفارُ من قُرَيش من شِدَّة كَرَاهتِهِم في النبي صلى الله عليه وسلم لا يُسَمُّونه باسمه الدَّالِّ على المدحِ فيعدِلُونَ إلى ضِدِّه فيقولون مُذَّمم، وإذا ذكرُوهُ بِسُوءٍ قالوا: فعل اللَّهُ بمذمَّم، ومذمَّمٌ ليس هو اسمه صلى الله عليه وسلم ولا يُعرف به فكان الذي يَقَع منهم في ذلك مَصْرُوفًا إلى غيره.
(2)
يُقال: صَبَأَ فُلان: إذا خَرج من دِينٍ إلى دِين غيره، وكانت العرب تُسمي النبي صلى الله عليه وسلم الصَّابِئَ، لأنه خرج من دِين قريش إلى دين الإسلام. انظر النهاية (3/ 3).
(3)
أَزَبُّ العقَبَة: اسم شَيْطَانٍ كان بالعَقَبَة. انظر النهاية (1/ 46).