الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال تعالى: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ} [التغابن:17]، ذكر السمعاني في تفسير الآية ثلاثة أقوال:
أحدها: هو الإنفاق في سبيل الله. والثاني: هو جميع حقوق المال، وسُمي ذلك قرضاً؛ لأن الله تعالى يُثيبهم عليه، ويعطيهم عوضه، فهو بمنزلة القرض.
والثالث: أن الإقراض هاهنا، هو قول القائل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. (
1)
12 ـ ما معنى الاستهزاء من الله تعالى:
قال تعالى: {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة:15]، ذكر السمعاني فيه أقوالاً في المعنى:
الأول: معناه: يجازيهم على صنيعهم، إلا أنه سماه الله استهزاء؛ لأنه جزاء الاستهزاء.
الثاني: يستهزئ بهم، أي: يعيبهم، منه قوله تعالى:{يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا} [النساء:140] أي: يُعاب، كذلك هذا.
الثالث: أن الله يستهزئ بهم في الآخرة، وهذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يضرب للمؤمنين على الصراط نوراً يمشون به، وإذا وصل المنافقون إليه، حال بينهم وبين المؤمنين، فذلك الاستهزاء بهم.
والثاني: أن يقربهم من الجنة، حتى إذا رأوا زهرتها، وحسنها، وبهجتها، واستنشقوا رائحتها، صرفهم عنها إلى النار، فذلك الاستهزاء بهم.
(2)
13 ـ ما معنى الرمي من الله تعالى:
قال تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17]، المقصود بالرمي في قوله " وَمَا رَمَيْتَ " أي: بالحصباء التي رمى بها النبي صلى الله عليه وسلم فأصابت عيون المشركين، فهذا ليس في قدرة البشر، أن ترمي بالحصباء إلى وجوه جيش، بحيث لا تبقي عين إلا ويصيبها منها، " وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى " بقوته وقدرته.
وقيل: معناه: وما بلغت إذ رميت، ولكن الله بلغ، وقيل معناه: وما رميت بالرعب في قلوبهم.
(3)
(1)
((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 455
(2)
((السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 51
(3)
((السمعاني: تفسير القرآن: 2/ 255