الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: التعريف باليوم الآخر، وأشراط الساعة:
المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر:
لليوم الآخر أسماء كثيرة في القرآن الكريم، تتبعها السمعاني في تفسيره، ووضحها، وبيَّن معانيها. ومعلوم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى، أو عِظَمه، أو تهويل أمره
(1)
، منها ماهو في القرآن بلفظه، ومنها ما أُخذ بطريق الاشتقاق
(2)
. ومن أسمائها:
1 ـ الآخرة: قال تعالى: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة:4]، يقول السمعاني:" وسميت الآخرة آخِرة؛ لتأخرها عن الخلق ".
(3)
2 ـ القيامة: قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [النساء:87]. يقول السمعاني: " واختلفوا لِمَ سميت القيامة؟ قال بعضهم: لأن الناس يقومون فيه إلى رب العالمين، وقيل: إن الناس يقومون فيها إلى الحساب ".
(4)
(1)
الأقفهسي: الإرشاد: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1412 هـ (2/ 574)
(2)
السيوطي: البدور السافرة: دار المعرفة، بيروت، ط 1، 1426 هـ، (71)
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 44
(4)
السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 458 - 6/ 102
3 ـ الآزفة: قال تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ} [غافر:18]، يقول السمعاني:" أي: يوم القيامة، وسميت آزفة لقربها، كأنها قريبة عند الله تعالى، وإن كان الناس يستبعدونها، وقيل: هي قريبة لأنها واقعة لا محالة، وكل كائن قريب "
(1)
، ولذا قال تعالى:{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} [الأنبياء:1]، يقول السمعاني:" وإنما سمى الساعة قريبة؛ لأنها كائنة لا محالة، وكل ما هو كائن لا محالة، فهو قريب، وأيضاً فإن ما بقي من الدنيا، في جنب ما مضى قليل، فسمى الساعة قريبة على هذا المعنى ".
(2)
4 ـ الجمع: قال تعالى: {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ} [الشورى:7]، " أي: يوم القيامة، وهو اليوم الذي تجتمع فيه أهل السموات، وأهل الأرض. وقيل: يجتمع فيه الأولون والآخرون".
(3)
5 ـ الواقعة: قال تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} [الواقعة:1]، وسُميت القيامة واقعة؛ لأنه لا بُدَّ من وقوعها، والعرب تسمي كل متوقع لا بُدَّ منه واقعاً، وقيل: سميت القيامة واقعة؛ لكثرة ما يقع فيها من الشدة، وعن بعضهم: لأنها تقع على غفلة الناس ".
(4)
(1)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 12
(2)
السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 367 - 5/ 318
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 64 - 5/ 451
(4)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 341
6 ـ يوم التغابن: قال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن:9]، قال ابن عباس: هو اسم ليوم القيامة. وفي التغابن معنيان: أحدهما: أن أهل الحق يغبنون أهل الباطل، وأهل الإيمان يغبنون أهل الكفر. والقول الثاني: أن الله تعالى سمَّى لكل أحد من خلقه منزلاً في النار، ومنزلاً في الجنة، فمن كان مؤمناً يرث منزلة الكافر في الجنة، ومن كان كافراً يرث منزل المؤمن في النار. وعن بعضهم: أن الغبن هو أخذ الشيء بدون قيمته، فبالتفاوت الذي يقع بين القيمة وما دونها يحصل التغابن، فالمؤمنون لما عملوا للجنة وللنعيم الباقي، فقد غبنوا أهل النار، والكفار لما اختاروا النعيم المنقطع على النعيم الباقي، والدار التي تفنى على الدار التي لا تفنى، فقد غبنوا ".
(1)
7 ـ الحاقة: قال تعالى: {الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة:1 - 2]، يقول السمعاني:" وسميت القيامة حاقة؛ لأن فيها حواق الأمور، أي حقائقها. ويُقال: لأنها حققت على كل إنسان عمله من خير وشر، وتظهر جزاءه من الثواب والعقاب. قال الأزهري: سميت حاقة؛ لأنها تحق الكفار الذين حاقوا الأنبياء في الدنيا إنكاراً لها. تقول العرب: حاققت فلاناً فحققته، أي: خاصمته فخصمتة ".
(2)
8 ـ اليوم العظيم: قال تعالى: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} [المطفِّفين:4 - 5]، يقول السمعاني:" سماه عظيماً، لعِظم ما فيه وشدته ".
(3)
9 ـ الغاشية: قال تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية:1]، يقول السمعاني:"وسميت غاشية؛ لأنها تغشى كل شيء بالأهوال، ويُقال: تغشى كل كافر وفاجر بالعذاب".
(4)
(1)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 452
(2)
السمعاني: تفسير القرآن: 6/ 34
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 6/ 178
(4)
السمعاني: تفسير القرآن: 6/ 212