الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: التعريف بالقرآن، والكتب المنزلة:
المطلب الأول: القرآن الكريم:
أ ـ في اللغة: يقول السمعاني: وأصل القرآن الجمع، ومنه قول الشاعر:
(ذراعي عيطل أدماء بكر *** هجان اللون لم تقرأ جنيناً)، وإنما سُمي القرآن قرآناً، لأنه يجمع السور، والآي، والحروف
(1)
. ويقول ابن الأثير: " وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسُمي القرآن قرآناً؛ لأنه جمع القصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر، كالغفران، والكفران. وقد يُطلق على الصلاة؛ لأن فيها قراءة، من تسمية الشيء ببعضه، وعلى القراءة نفسها، يُقال: قرأ قراءة وقرآناً، والاقتراء، افتعال من القراءة، وقد تحذف الهمزة منه تخفيفاً، فيقال: قُرآن، وقريت وقارٍ، ونحو ذلك من التصاريف "
(2)
.
(1)
السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 183
(2)
ابن الأثير: النهاية في غريب: 4/ 30
وهذا هو الصحيح، وهو الذي عليه الأكثر، أن لفظ القرآن، مهموز، ومشتق، وذهب الشافعي إلى أن القرآن اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله، مثل التوراة، والإنجيل، ويُهمز قرأت، ولا يُهمز القرآن، كما تقول: إذا قرأت القرآن.
(1)
وترك الهمز إنما هو من باب التخفيف.
(2)
وقد يأتي القرآن بمعنى القراءة، قال تعالى:{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} [القيامة:17]، يقول السمعاني:" فالقرآن هاهنا بمعنى القراءة "
(3)
.
ب ـ في الاصطلاح:
1 ـ يقول السمعاني: " القرآن كلام الله غير مخلوق "
(4)
، وهو بهذا يُقرر معتقده في القرآن الكريم، وهو المعتقد التسق مع النصوص الشرعية، والموافق لإجماع الأمة. ويقول أبو شامة
(5)
: " القرآن كلام الله، منقول بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
(6)
، ويقول الطحاوي:" إن القرآن كلام الله، منه بدأ بلا كيفية قولاً، وأنزله على رسوله وحياً، وصدقه المؤمنون على ذلك حقاً، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية "
(7)
.
وتعريفه الذي يُقرِّب معناه، ويميزه عن غيره: (كلام الله، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته "
(8)
.
وقد أشار السمعاني رحمه الله إلى بعض أسماء القرآن الكريم، وهذا منه إشارة إلى عِظم هذا القرآن؛ لأن الشيء إذا كثرت أسماؤه دل على فضله وعظمته، ومنها:
(1)
ابن منظور: لسان العرب: 1/ 129
(2)
الكفوي: الكليات: 720
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 6/ 106
(4)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 90
(5)
أبو شامة: عبدالرحمن بن إسماعيل، (599 هـ ـ ت 665 هـ)، مؤرخ، محدث، باحث، من كتبه: مفردات القراء. الزركلي: الأعلام: 2/ 299
(6)
أبو شامة: إبراز المعاني: من حزر الأماني: دار الكتب العلمية، (3)
(7)
الطحاوي: العقيدة الطحاوية: المكتب الإسلامي، بيروت، ط 2، 1414 هـ (40)
(8)
القطان: مباحث في علوم القرآن: مكتبة المعارف، ط 3، 1421 هـ (17)
الزرقاني: مناهل العرفان: مطبعة عيسى الحلبي، ط 3، (1/ 20)
1 ـ المثاني: قال تعالى: {كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} [الزُّمَر:23]، يقول السمعاني:" وإنما سُمي القرآن مثاني؛ لاشتماله على علوم مثناه، من الوعد والوعيد، والأمر والنهي، ونحوها "
(1)
.
2 ـ الكتاب: قال تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ} [آل عمران:3]، يقول السمعاني:"الكتاب القرآن، وسمي كتاباً؛ لأنه يجمع الآي والحروف، وهو من الكتب، وهو الجمع، ومنه: الكتيبة، وهي السرية؛ لاجتماعهم، ومنه يُقال: كتبت البغلة، إذا جمع بين شفريها بحلقة "
(2)
.
3 ـ الفرقان: قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} [الفرقان:1]، يقول السمعاني:" أي: القرآن، وسُمي القرآن فرقاناً لمعنيين: أحدهما: لأنه يفرق بين الحق والباطل، والآخر: أن فيه بيان الحلال والحرام "
(3)
.
4 ـ الحديث: قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [الزُّمَر:23]، يقول السمعاني:" أي: القرآن، وسماه حديثاً؛ لأنه حديث إنزاله، وقيل: أي: أحسن الكلام "
(4)
.
5 ـ المبين: قال تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)} [الزُّخرُف:1 - 2]، يقول السمعاني:" هو القرآن، وسماه مبيناً؛ لأنه أبان فيه الهدى من الضلالة، والخير من الشر، وأبان فيه جميع ما يُؤتى، وجميع ما يُتقى "
(5)
، والمبين: البين حلاله وحرامه، وقيل: البين رشده وغيه.
(6)
6 ـ الروح: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا} [الشورى:52]، يقول السمعاني:"الروح هاهنا هو القرآن، سماه روحاً؛ لأنه تحيا به القلوب، وكالروح تحيا به النفوس ".
(7)
(1)
السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 31، ويُقال:" الآية بعد الآية، والسورة بعد السورة "، تفسير القرآن: 4/ 466
(2)
السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 291
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 5
(4)
السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 66
(5)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 90
(6)
السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 6 - 128
(7)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 88 - 1/ 106