المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثاني: أعمال الشياطين وأحوالهم وصفاتهم: - آراء السمعاني العقدية

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولا: أهمية الموضوع:

- ‌ثالثًا: أهداف البحث:

- ‌رابعًا: أسئلة البحث:

- ‌خامسًا: حدود البحث:

- ‌سادسًا: منهج البحث:

- ‌سابعًا: الدراسات السابقة:

- ‌ثامنًا: هيكل البحث:

- ‌تاسعًا: الخاتمة:

- ‌عاشرًا: الفهارس: وتشمل:

- ‌تمهيد: التعريف بالإمام السمعاني

- ‌المبحث الأول: عصره:

- ‌المطلب الأول: الحالة السياسية:

- ‌المطلب الثاني: الحالة الاجتماعية:

- ‌المطلب الثالث: الحالة الدينية والعلمية:

- ‌أولا: الحالة الدينية:

- ‌ثانيا: الحالة العلمية:

- ‌المبحث الثاني: حياته:

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، ونشأته:

- ‌المطلب الثاني: طلبه للعلم، ومكانته العلمية:

- ‌المطلب الثالث: شيوخه وتلاميذه:

- ‌المطلب الرابع: آثاره ومؤلفاته:

- ‌المطلب الخامس: وفاته:

- ‌المبحث الثالث: تفسير أبي المظفر السمعاني:

- ‌المطلب الأول: نسبة التفسير لمؤلفه، ومكانته العلمية:

- ‌المطلب الثاني: ميزات تفسير الإمام السمعاني

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على تفسير الإمام السمعاني:

- ‌المطلب الرابع: منهج الإمام السمعاني في تفسيره:

- ‌المبحث الرابع: منهجه في دراسة العقيدة:

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في دراسة مسائل العقيدة:

- ‌المطلب الثاني: المنهج الاستدلالي لدراسة مسائل العقيدة:

- ‌الفصل الأول: الإيمان بالله تعالى

- ‌المبحث الأول: توحيد الربوبية

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريف الربوبية في اللغة وفي الاصطلاح:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الربوبية في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الربوبية في الاصطلاح:

- ‌المطلب الثاني: معرفة الله جل وعلا، ودلائل وجوده ووحدانيته:

- ‌المسألة الأولى: معرفة الله جل وعلا:

- ‌المسألة الثانية: دلائل وجود الله تعالى ووحدانيته:

- ‌المطلب الثالث: إقرار المشركين بالربوبية:

- ‌المسألة الأولى: الاستدلال بتوحيد الربوبية على الألوهية:

- ‌المسألة الثانية: حكم الإقرار بهذا النوع من التوحيد مجردا عن غيره:

- ‌المطلب الرابع: مُدَّعو الربوبية، وأقوال الناس في الرب سبحانه وتعالى:

- ‌المسألة الأولى: مُدَّعو الربوبية:

- ‌المسألة الثانية: أقوال الناس في الرب جَلَّ وعلا:

- ‌1 ـ قول اليهود:

- ‌2 ـ قول النصارى:

- ‌3 ـ قول المشركين:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في الربوبية:

- ‌المسألة الأولى: خضوع الجمادات لله تعالى، وتسبيحها له جل وعلا:

- ‌المسألة الثانية: ما تأويل قوله جل وعلا:" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (المائدة 33):

- ‌المسألة الثالثة: في قوله تعالى:"فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَاالْحَدِيثِ

- ‌المسألة الرابعة: معنى قوله تعالى:"وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

- ‌المسألة الخامسة: هل الإعطاء والمنع لحكمة أو لا

- ‌المسألة السادسة: معنى قوله تعالى:"سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ

- ‌المبحث الثاني: توحيد الألوهية

- ‌المطلب الأول: تعريف توحيد الألوهية في اللغة والاصطلاح:

- ‌المسألة الأولى: تعريف توحيد الألوهية في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف توحيد الألوهية في الاصطلاح:

- ‌المطلب الثاني: تعريف العبادة، وأنواعها:

- ‌المسألة الأولى: تعريف العبادة في اللغة والاصطلاح:

- ‌1 ـ العبادة في اللغة:

- ‌2 ـ العبادة في الاصطلاح:

- ‌المسألة الثانية: أنواع العبادة وتفاضلها:

- ‌القضية الأولى: بعض أنواع العبادات:

- ‌1 ـ الدعاء

- ‌2).2 ـ السجود:

- ‌3 ـ الذكر

- ‌القضية الثانية: التفاضل بين العبادات:

- ‌المسألة الأولى: تفضيل الذكر على ما عداه:

- ‌المسألة الثانية: تفضيل العلم على صلاة النوفل:

- ‌المسألة الثالثة: المفاضلة بين إظهار الصدقات وإخفائها:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات استحقاق الألوهية لله تعالى:

- ‌المطلب الرابع: نواقض توحيد الإلهية:

- ‌المسألة الأولى: نواقض توحيد الإلهية:

- ‌أولا: أكبر ناقض للتوحيد، وهادم لمعالمه، وطامس لحقيقته، ومغير لصفاته، الشرك بالله تعالى

- ‌ثانيا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد إتباع الهوى

- ‌ثالثا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد، الغلو في الدين:

- ‌رابعا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد: موالاة الكفار والركون إليهم:

- ‌خامسا: ومن نواقض هذا التوحيد: اتباع الآباء على ماكانوا عليه:

- ‌المسألة الثانية: معنى الشرك، وخطورته، وصوره:

- ‌1/ تعريف الشرك في اللغة:

- ‌2/ تعريف الشرك في الاصطلاح:

- ‌3/ خطورة الشرك:

- ‌4/ من صور الشرك:

- ‌1 ـ السحر:

- ‌2 ـ الكهانة:

- ‌3 ـ الطيرة:

- ‌4 ـ التنجيم:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في توحيد الإلهية:

- ‌المسألة الأولى: قصة الغرانيق العلا

- ‌المسألة الثانية: توجيه قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (لئن أشركت ليحبطن عملك)

- ‌المسألة الثالثة: تحقيق القول في وقوع الشرك من آدم عليه السلام

- ‌المسألة الرابعة: توجيه قوله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)

- ‌المبحث الثالث: توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المسألة الأولى: تعريف توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المسألة الثانية: في الاسم والمسمى:

- ‌المطلب الثاني: منهج السلف(2)في باب الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الثالث: معاني أسماء الله تعالى وصفاته، ومقتضياتها:

- ‌1 - الرحمن ـ الرحيم:

- ‌2 - الغفور:

- ‌3 - الحليم:

- ‌4 - الشكور والشاكر:

- ‌5 - الحكيم:

- ‌6 - العزيز:

- ‌7 ـ الكريم:

- ‌8 ـ العظيم، والكبير:

- ‌9 ـ العلي، والأعلى، والمتعال:

- ‌10 ـ العليم:

- ‌11 ـ الخبير:

- ‌12 ـ السميع، البصير:

- ‌1).13 ـ القدير، والقادر، والمقتدر:

- ‌14 ـ القوي، المتين:

- ‌15 ـ اللطيف، والبر:

- ‌1)16 ـ الملك، والمالك، والمليك:

- ‌1)17 ـ القدوس:

- ‌18 ـ السلام:

- ‌19 ـ المؤمن:

- ‌20 ـ المهيمن:

- ‌21 ـ الجبار:

- ‌22 ـ المتكبر:

- ‌2)23 ـ الخالق، والبارئ، والمصور:

- ‌24 ـ الحي القيوم:

- ‌25 ـ الحسيب:

- ‌26 ـ الشهيد:

- ‌2)27 ـ الرقيب:

- ‌28 ـ الوكيل:

- ‌29 ـ المقيت:

- ‌30 ـ الواحد، الأحد:

- ‌31 ـ الصمد:

- ‌32 ـ الأول والآخر، والظاهر والباطن:

- ‌33 ـ القاهر، والقهار:

- ‌34 ـ الواسع:

- ‌35 ـ الولي، والمولى:

- ‌36 ـ النصير:

- ‌37 ـ الحميد:

- ‌38 ـ المجيد:

- ‌3).39 ـ الودود:

- ‌4)40 ـ الوارث:

- ‌41 ـ الحق:

- ‌42 ـ الفتَّاح:

- ‌43 ـ الوهاب:

- ‌49].44 ـ الرزَّاق:

- ‌45 ـ التوَّاب:

- ‌المطلب الرابع: بعض الصفات الواردة في القرآن:

- ‌1 ـ صفة العلم:

- ‌2 ـ القدرة:

- ‌3 ـ المحبة:

- ‌4 ـ البركة:

- ‌5 ـ الساق:

- ‌6 ـ الغضب:

- ‌7 ـ الرضا:

- ‌8 ـ التعجب:

- ‌9 ـ الوجه:

- ‌10 ـ صفتا القرب والدنو لله تعالى:

- ‌11 ـ النزول:

- ‌12 ـ الإتيان والمجيء:

- ‌13 ـ اليدان:

- ‌14 ـ المعية:

- ‌1).15 ـ العلو:

- ‌1).16 ـ الاستواء على العرش:

- ‌17 ـ الكلام:

- ‌18 ـ الرؤية:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في الأسماء والصفات:

- ‌1 ـ ما معنى الكيد من الله تعالى:

- ‌2 ـ ما معنى المكر من الله تعالى:

- ‌3).3 ـ ما معنى قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142]:

- ‌4 ـ ما معنى السخرية من الله تعالى:

- ‌5 ـ ما معنى قوله تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} [التوبة:30]:

- ‌6 ـ ما معنى قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة:67]:

- ‌7 ـ ما معنى نصرة الله تعالى:

- ‌8 ـ ما معنى الحسرة من الله تعالى على العباد الذي أهلكهم:

- ‌9 ـ ما معنى أذية الرب جل وعلا، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب:57]

- ‌10 ـ ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود:56]:

- ‌11 ـ ما معنى الإقراض من الله تعالى

- ‌1)12 ـ ما معنى الاستهزاء من الله تعالى:

- ‌13 ـ ما معنى الرمي من الله تعالى:

- ‌14 ـ ما معنى مقام ربه:

- ‌1)15 ـ ما معنى الجد في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [الجن:3]:

- ‌16 ـ ما معنى الذكر من الله جل وعز:

- ‌17 ـ ما معنى الصلاة من الله تعالى:

- ‌18 ـ ما معنى إمهال الله جل وعز:

- ‌19 ـ ما معنى مدافعة الله عز وجل عن المؤمنين:

- ‌الفصل الثاني: الإيمان بالملائكة

- ‌مدخل:

- ‌المبحث الأول: تعريف الملائكة، وأسماؤهم:

- ‌المطلب الأول: تعريف الملائكة:

- ‌المطلب الثاني: أسماء الملائكة:

- ‌1 ـ جبريل عليه السلام:

- ‌2 - ميكائيل عليه السلام

- ‌3 - إسرافيل عليه السلام

- ‌4 - ملك الموت عليه السلام

- ‌5 - ملك اليمين والشمال:

- ‌6 - حملة العرش:

- ‌7 - هاروت وماروت:

- ‌المبحث الثاني: أعمال الملائكة وصفاتهم:

- ‌المبحث الثالث: مسائل في الملائكة:

- ‌المطلب الأول: التفضيل بين الملائكة والبشر:

- ‌المطلب الثاني: هل الملائكة يموتون أم لا

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف في الرعد والبرق:

- ‌المبحث الرابع: الإيمان بالجن والشياطين:

- ‌مدخل:

- ‌المطلب الأول: تعريف الجن والشياطين:

- ‌المطلب الثاني: أعمال الشياطين وأحوالهم وصفاتهم:

- ‌المطلب الثالث: أعمال الجن، وأحوالهم، وصفاتهم:

- ‌المطلب الرابع: مسائل في عالم الجن والشياطين:

- ‌المسألة الأولى: هل إبليس من الملائكة

- ‌المسألة الثانية: هل من الجن رسل

- ‌المسألة الثالثة: هل الجن يدخلون الجنة؟! وهل يثابون على أعمالهم

- ‌الفصل الثالث: الإيمان بالكتب:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالقرآن، والكتب المنزلة:

- ‌المطلب الأول: القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: التوراة والإنجيل والزبور:

- ‌المبحث الثاني: صفات القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثالث: إعجاز القرآن الكريم:

- ‌المبحث الرابع: مسائل في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الأول: وصف القرآن بأنه محكم ومتشابه:

- ‌المطلب الثاني: القرآن منزل غير مخلوق:

- ‌المطلب الثالث: تفاضل كلام الله تعالى، بعضه على بعض:

- ‌المطلب الرابع: القول بالمجاز في القرآن الكريم:

- ‌الفصل الرابع: الإيمان بالرسل عليهم السلام:

- ‌المبحث الأول: تعريف النبي والرسول، والفرق بينهما:

- ‌المطلب الأول: تعريف النبي والرسول:

- ‌المسألة الأولى: تعريف النبي:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الرسول:

- ‌المطلب الثاني: الفرق بين النبي والرسول:

- ‌المبحث الثاني: أسماء الأنبياء الواردة في القرآن، وإثبات نبوتهم:

- ‌المبحث الثالث: خصائص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المطلب الأول: الخصائص والصفات المشتركة بينهم:

- ‌المطلب الثاني: الوحي:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الوحي في اللغة والشرع:

- ‌المسألة الثانية: حالات الوحي:

- ‌المطلب الثالث: العصمة:

- ‌المطلب الرابع: المعجزات:

- ‌المطلب الخامس: الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المسألة الأولى: اسمه، ونسبه:

- ‌المسألة الثانية: خصائصه عليه الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الثالثة: حكم تنقص النبي صلى الله عليه وسلم وأذيته:

- ‌الفصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر:

- ‌المبحث الأول: التعريف باليوم الآخر، وأشراط الساعة:

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر:

- ‌المطلب الثاني: أشراط الساعة:

- ‌أ ـ من الأشراط الصغرى:

- ‌ب ـ من الأشراط الكبرى:

- ‌المبحث الثاني: الموت وحقيقته:

- ‌المبحث الثالث: أحكام البرزخ:

- ‌المبحث الرابع: البعث بعد الموت:

- ‌المبحث الخامس: أحداث الآخرة وأحوالها:

- ‌الفصل السادس: الإيمان بالقدر

- ‌الإيمان بالقدر:

- ‌المبحث الأول: مراتب القضاء والقدر:

- ‌المبحث الثاني: الرد على القدرية:

- ‌المبحث الثالث: مسائل في القدر:

- ‌المطلب الأول: هل كان الحسن البصري قدرياً

- ‌المطلب الثاني: هل يجب على الله شيء

- ‌المطلب الثالث: معنى اللطف الإلهي، وهل يتناهى أم لا

- ‌المطلب الرابع: هل الاستطاعة تكون قبل الفعل أو معه

- ‌المطلب الخامس: معنى الختم والطبع:

- ‌المطلب السادس: هل المعدوم شيء

- ‌المطلب السابع: المحو والإثبات:

- ‌المطلب الثامن: هل المقتول ميت بأجله أم لا

- ‌المطلب التاسع: حكم إيلام الأطفال دون ذنب

- ‌المطلب العاشر: مسألة التحسين والتقبيح العقليين:

- ‌الفصل السابع: متممات العقيدة

- ‌المبحث الأول: مسائل الإيمان والكفر:

- ‌المطلب الأول: تعريف الإيمان:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الإيمان في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الإيمان في الشرع:

- ‌المسألة الثالثة: هل الإيمان هو الإسلام، أم بينهما اختلاف

- ‌المطلب الثاني: تعريف الكفر:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الكفر في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الكفر في الشرع:

- ‌المسألة الثالثة: ما يدخل تحت مسمى الكفر، مما أشار إليه السمعاني:

- ‌المبحث الثاني: الكبائر:

- ‌المطلب الأول: تعريف الكبائر:

- ‌المطلب الثاني: حكم مرتكب الكبيرة:

- ‌المطلب الثالث: هل للقاتل توبة

- ‌المبحث الثالث: الديانات، وفضيلة الإسلام، وأمة الإسلام:

- ‌المطلب الأول: التعريف بالديانات:

- ‌المسألة الأول: التعريف بالإسلام:

- ‌المسألة الثانية: التعريف باليهودية والنصرانية:

- ‌المطلب الثاني: فضل الإسلام:

- ‌المطلب الثالث: فضل أمة الإسلام:

- ‌المبحث الرابع: الصحابة، فضلهم، ومنزلتهم، ومكانتهم:

- ‌المطلب الأول: حقيقة مسمى الصحبة:

- ‌المطلب الثاني: فضائل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الثالث: حكم تنقص الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الرابع: الموقف من الفتنة التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الخامس: التفاضل بين الصحابة، وإثبات خلافة الأئمة الأربعة الراشدين:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

الفصل: ‌المطلب الثاني: أعمال الشياطين وأحوالهم وصفاتهم:

والعفريت من الجني هو الشديد القوي، وأما اسم ابليس، فقال بعضهم: هو مشتق من الإبلاس، وهو اليأس من الخير، وقيل: هو اسم أعجمي معرب، لا اشتقاق له، ولذلك لاينصرف

(1)

.

‌المطلب الثاني: أعمال الشياطين وأحوالهم وصفاتهم:

ذكر الله تعالى في كتابه العزيز جملة من أوصاف الشياطين وأعمالهم وقد تتبعها السمعاني وبينها وأشار إليها ونجملها في النحو التالي:

1 -

أن العرب تسمي كل قبيح مكروه شيطاناً؛ وذلك لما استقر في النفوس من قبحها، وقد شبه الله تعالى شجرة الزقوم برؤوس الشياطين، فقال:" إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ"[الصافات:64 - 65]، وإنما صح التشبيه مع أن رؤوس الشياطين لم يرها أحد؛ لأنه كان مستقرا في النفوس قبحها وأن جميعهم على أقبح صورة، فشبه بها على ما استقر في النفوس

(2)

.

2 -

أعمال الشياطين:

أ ـ أذية الإنسان: وقد أخبر الله تعالى عن ذلك فقال:" الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَاا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ "[البقرة:275]، قال السمعاني:"وقيل هو من تخبط الشيطان، وذلك أن يدخل الإنسان فيصرعه"

(3)

، وهذا فيه إثبات لدخول الجن في بدن الإنسان، خلافا لمن أنكره من المعتزلة، وقد نقل شيخ الإسلام الاتفاق على دخول الجن في بدن الإنسان

(4)

.

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 98 - 1/ 67.

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 401.

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:1/ 279.

(4)

- ابن تيمية: مجموع الفتاوى: 24/ 276

ص: 461

ب ـ الوسوسة: وقد بين الله تعالى ذلك في كتابه العزيز، وأشار إلى أن الشيطان قد وسوس لآدم وحواء عليهما السلام فقال:" فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا"[الأعراف:20]، قال السمعاني:"والوسوسة حديث يلقيه الشيطان في قلب الإنسان، واختلفوا في كيف وسوس لهما وهما في الجنة وهو في الأرض؟ فقيل: وسوس لهما من الأرض؛ لأن الله تعالى أعطاه قوة بذلك حتى وسوس لهما بتلك القوة من الأرض إلى الجنة، وقيل: حين وسوس لهما كان في السماء، فالتقيا على باب الجنة هو وآدم فوسوس وقيل: إن الحية خبأته في أنيابها وأدخلته الجنة، فوسوس من بين أنيابها فمسخت الحية وأخرجت من الجنة"

(1)

، وقد سمى الله عزوجل الوسوسة من الشيطان نزغ فقال:" وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ

مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ " [الأعراف:200]، أي: وسوسة

(2)

.

وسماها الله تعالى رجزا، فقال سبحانه:" وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ" أي وسوسة الشيطان

(3)

،وسماها كذلك همزات، فقال سبحانه:" وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ" أي: وساوسهم، والهمز في اللغة مأخوذ من الدفع، ودفع الشيطان غيره إلى المعصية، يكون بوسوسته، فعرف أن الهمزات هي الوساوس، وقيل: همز الشيطان، إغراؤه على المعصية

(4)

.

وقد أمر الله تعالى بالاستعادة منه فقال:" قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ

النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ" [الناس:1 - 4]، والوسواس الخناس: الشيطان، والمعنى: من شر الشيطان ذي الوسواس، ويقال: سمي وسواسا؛ لأنه يجثم، فإن ذكر العبد ربه خنس، أي تأخر، وإن لم يذكر وسوس

(5)

.

ج ـ إفساد علاقات الود والمحبة بين المسلمين:

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 170.

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 243.

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 252.

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 489.

(5)

السمعاني: تفسير القرآن:6/ 308.

ص: 462

قال تعالى:" إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ"

[المائدة:91]، "أما وقوع العداوة في الخمر: أن شاربيه إذا سكروا عربدوا وتشاجروا وتشاحجوا، وأما العداوة في الميسر: قال قتادة: هو أنهم كانوا يغارون على الأهل والمال، ثم إذا لم يبق له شيء يجلس زينا، مسلوبا، مغتاظا على قرنائه

(1)

، ولذا سماها الله تعالى رجساً من عمل الشيطان، والرجس هو عمل الشيطان

(2)

.

وبين الله هذا العمل القبيح من الشيطان، فقال:" وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ "[الإسراء:53]، أي: يفسد بإيقاع العداوة

(3)

.

د ـ إنساء ذكر الله تعالى والصلاة: كما قال تعالى:" وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ "[المائدة:91]، يعني: الشيطان يمنعكم بالخمر والميسر، عن ذكر الله وعن الصلاة،" فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ " أي: انتهوا

(4)

.

وقال تعالى:" اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ "[المجادلة:19]، أي: غلب عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله تعالى

(5)

.

هـ ـ التسويل والإملاء: كما قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ"[محمد:25]، فزين لهم، وأمهلهم بالمد لهم في العمر

(6)

.

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 62

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 282.

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 249.

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 63.

(5)

السمعاني: تفسير القرآن:5/ 392.

(6)

السمعاني: تفسير القرآن:5/ 182.

ص: 463

و ـ الصد عن سبيل الله تعالى: كما قال تعالى:" وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ"[النمل:24]،" فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ" أي: عن سبيل الإسلام "فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ" أي: الطريق الحق

(1)

، وقال تعالى:" وَعَادًا وَثَمُودَا وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم

مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ" [العنكبوت:38]، " فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ"أي: صدهم عن سبيل الحق، "وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ" أي: ارتكبوا ما ارتكبوا وقد علموا أن عاقبة أمرهم بوار.

(2)

ز ـ تزيين الباطل: كما قال تعالى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ} [النحل:63]، يعني: كفرهم وجحودهم، ثم قال تعالى:" فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ " سماه ولياً لهم؛ لطاعتهم إياه

(3)

. وقال تعالى: {وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء:64]، والغرور: تزيين الباطل بما يُظَنُّ أنه حق.

(4)

وقال تعالى: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)} [النساء:120]: وذلك بإيهام الوصول إلى النفع، من موضع الضر.

(5)

وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام:112]، وزخرف القول: هو قول مزين لا معنى تحته، والغرور: القول الباطل، والأمر بالشر بإلهام الشيطان.

(6)

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 183

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 180.

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 90.

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 259

(5)

السمعاني: تفسير القرآن:1/ 481

(6)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 137 - 4/ 257

ص: 464

والله تعالى:" سمى الشيطان غروراً، قال تعالى:{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان:33]، يعني: الشيطان، وتغريره للإنسان: هو تزيينه للمعاصي، وتمنيه المغفرة من الله، وعَبَّر عنه؛ بتزيينه له المعاصي، وتمنيه المغفرة

(1)

. وقال تعالى: {وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [الحديد:14]، أي: الشيطان، وإنما سُمي الشيطان غروراً؛ لأن الناس تغر الناس بتمنية الأباطيل.

(2)

ح ـ بث الحزن في القلوب: قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [المجادلة:10]، فالنجوى من الشيطان؛ ليحزن الذين آمنوا، بما يسمعون من الإرجاف بالسَّرِيَّة، وذلك أن المنافقين كان بعضهم يقول إذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية: قد أصاب السرية، وكذا قد أسروا وقتلوا، وما يشبه ذلك؛ إرجافاً للمسلمين، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.

(3)

3 ـ أن الله تعالى أوجب الكفر بالشيطان؛ لأنه كافر بالله تعالى، عَصِيٌّ لأمره، قال تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [البقرة:265]، والطاغوت الشيطان

(4)

، وقد سماه الله طاغوتاً، فقال:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا} [الزُّمَر:17]، أي: الشيطان.

(5)

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 240

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:5/ 371

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:5/ 386 - 387

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:1/ 260

(5)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 463.

ص: 465

وإنما أوجب الله تعالى الكفر بالشيطان؛ لأنه كافر بربه، قال تعالى:{وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء:27]، أي: بربه كافراً

(1)

. ولأنه كان عصياً للرحمن، قال تعالى إبراهيم:{يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [مريم:44]، أي: لا تطع الشيطان فيما يزين لك من الكفر والشرك؛ {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا} ، أي: عاصياً.

(2)

وكل من اتبع الشيطان، صار ولياً له، قال تعالى عن إبراهيم:{يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)} [مريم:45]، يعني: يلزمك ولاية، أي: موالاة الشيطان وتكون مثله. وقيل: فتوكل إلى الشيطان، ويخذلك الله.

(3)

وقال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} [الحج:4]، أي كُتب على الشيطان، أن يضل من تولاه، {يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج:4] أي: إلى عذاب جهنم.

(4)

وقال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} [الفرقان:29]، أي تاركاً: ويقول الشيطان يوم القيامة لأتباعه: {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} [إبراهيم:22]، وفي معنى كلامه، قولان:

أحدهما: إني كفرت بجعلكم إياي شريكاً في عبادة الله وطاعته، والثاني: إني كفرت قبل أن أشركتموني في عبادته، يعني: كفرت قبل كفركم

(5)

، وهذا كقوله تعالى:{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [ق:27]، والقرين هنا هو الشيطان باتفاق المفسرين، فالشيطان يقول:" ما أطغيته " أي: ما أضللته، " ولكن كان في ضلال بعيد "، أي: وجدته وقد اختار الضلالة لنفسه.

(6)

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 235.

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 295.

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 295.

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 418

(5)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 112

(6)

السمعاني: تفسير القرآن:5/ 243

ص: 466

4 ـ استراق السمع: كما أخبر الله تعالى عنهم فقال: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} [الحِجر:18]، يقول السمعاني: " في الأخبار: أن الشياطين يركب بعضهم بعضاً، إلى السماء الدنيا، ويسترقون السمع من الملائكة، فترجمهم الكواكب، فتقتل البعض، وتخبل البعض. واختلف القول في أنهم متى يسترقون السمع؟

فأحد القولين: أنهم يسترقون السمع من الملائكة في السماء، والقول الآخر: أنهم يسترقون السمع من الملائكة في الهواء "

(1)

، فاستراق السمع من الشياطين ثابت ـ لكنه لم يكن ظاهراً في زمن الأنبياء قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما رُوي هذا في ابتداء أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك أساساً لنبوته

(2)

، وهل كان رمي الشُهب معلوماً في الجاهلية؟. رجح السمعاني: أن الرمي بالشهب قد كان من قبل، ولكن لما كان في زمان الرسول عليه الصلاة والسلام، كثير وقوي، قال معمر: قلت للزهري: أكان الرمي بالشهب قبل الرسول صلى الله عليه وسلم في الجاهلية؟ قال: نعم، ولكنه لما كان زمان الرسول صلى الله عليه وسلم كثر واشتد.

(3)

5 ـ ومع ما ذُكر من أعمال الشياطين، إلا أن الله جل وعلا، هوَّن من شأنهم، وقلل من أمرهم، ونهى عن اتباع خطواتهم، وهذا يظهر في عدة أمور:

أ ـ أن الله تعالى جعل كيد الشيطان ضعيفاً، فقال سبحانه:{إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76]، يقول السمعاني:" قيل: كان ضعيفاً بمعنى: أنه لا يرد أحداً عن الإسلام والهداية، وقيل: أراد به أن كيده كان ضعيفاً يوم بدر، حين رأى الملائكة، فخاف أن يأخذوه فهرب "

(4)

.

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 133

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 133

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:6/ 67

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:1/ 448

ص: 467

ب ـ أنه ليس له سلطان على المؤمنين، قال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل:99]، أي: ليس له ولاية على الذين آمنوا، يُقال: معناه: أنه لا يقدر على إيقاعهم في ذنب، ليس لهم منه توبة، وقيل: إنه لايقدر على إدخالهم في الشرك وإغوائهم

(1)

، ولكنه إنما تسلط عليهم بالوسوسة والإغواء والإغراء، قال تعالى:{قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء:62]، ومعناه: لأسوقنهم إلى المعاصي سوقاً، ولأميلنهم إليها ميلاً، وقيل: لأستولين عليهم بالإغواء، وقيل: لأضلنهم.

فإن قيل: كيف عرف إبليس أن أكثر ذرية آدم يتبعونه؟ قلنا: الجواب من وجهين:

الأول: أنه لما رأى انقياد آدم لوسوسته، طمع في ذريته، والثاني: أنه رأى ذلك في اللوح مكتوباً، وعرف كما عرفت الملائكة حين قالوا:{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة:30].

(2)

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 201

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 258

ص: 468

ج ـ أخبر الله تعالى أن الباطل، وهو الشيطان كان زهوقاً، أي: ذاهباً، قال تعالى:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء:81]، قال قتادة: الحق القرآن، والباطل الشيطان

(1)

. وقال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:18]، والباطل هو الشيطان، فالله تعالى يُلقي بالقرآن الكريم وهو الحق، على الباطل هو الشيطان الرجيم، فيدمغه ويزيله، فإذا هو زاهق ذاهب، وهذا من حيث بيان الدليل والحجة، لا من حيث إزالة الكفر أصلاً؛ فإن الكفر والباطل في العالم كثير

(2)

. وقال تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ} [سبأ:49]، أي: القرآن، أو الرسول، " وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ " قال قتادة: هو الشيطان، " وَمَا يُعِيدُ " أي: ما يُبدئ الشيطان شيئاً وما يعيد.

(3)

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 271

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 372

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 341

ص: 469

6 ـ ولما كانت عداوة الشيطان للإنسان مستفحلة من قديم الزمان، حذر الله تعالى من طاعته، والسير على نهجه، بل وعن اتباع خطواته، قال تعالى مبيناً هذه العداوة القديمة الظاهرة، والمستمرة على مدى الأزمان:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف:5]، يقول السمعاني:" ومعناه: إن الشيطان يزين لهم ذلك، ويحملهم عليه لعداوته القديمة "

(1)

، وقال تعالى:{إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء:53]، أي: عدواً ظاهر العداوة

(2)

. وقال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يس:60]، أي: عدو بيِّن العداوة.

(3)

وقال تعالى: {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الزُّخرُف:62]، قال ابن عباس: من عداوته، أنه أخرج أباكم من الجنة، ونزع عنهم لباس النور.

(4)

وبعد أن بيَّن الله تعالى عداوة الشيطان لبني آدم عليه السلام، حذر من اتباع خطواته، فقال:{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:168]، وذكر السمعاني في معنى خطوات الشيطان ثلاثة أقوال:

أحدها: هي خطايا الشيطان، وهو قول مجاهد، والثاني: هي النذور في المعاصي، والثالث: هي أعمال الشيطان

(5)

. وقال في مقام آخر: " قوله تعالى: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [الأنعام:142]، أي: آثار الشيطان، وخطاياه، وهو تخطيه من الحلال إلى الحرام "

(6)

، ومن الطاعة إلى المعصية

(7)

.

(1)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 8

(2)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 249

(3)

السمعاني: تفسير القرآن:4/ 384

(4)

السمعاني: تفسير القرآن:5/ 113

(5)

السمعاني: تفسير القرآن:1/ 167

(6)

السمعاني: تفسير القرآن:2/ 151

(7)

السمعاني: تفسير القرآن:3/ 513

ص: 470