الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ـ وقال جل وعلا: " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) "(الانبياء 22)، قال الإمام السمعاني:" نزه نفسه عما يصفه به المشركون من الشريك والولد ".
(1)
ـ وقال سبحانه وتعالى: " مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) "(المؤمنون 91)
ـ وقال جل وعلا: " وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (159) "(الصافات 158 - 159)، يقول الإمام السمعاني:" نزه نفسه عما وصفوه به من هذا القول الشنيع "
(2)
ـ وقال سبحانه وتعالى: " قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) "(الزخرف 81 - 82)
وقد ذكر الإمام السمعاني أقوال الناس في الرب جل في علاه، وهذا يُبين حرص السمعاني على تتبع أقوال المخالفين وتفنيدها، ودحض افتراءتهم، وتنزيه رب العالمين عن هذه الفِرى العظيمة:
1 ـ قول اليهود:
ذكر الله سبحانه وتعالى مقالة اليهود الآثمة ـ: " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ "(التوبة 30)، وذكر السمعاني في هذا المقام ثلاث مسائل:
الأولى: هل هذه المقالة عامة شاملة كل اليهود؟!
فذكر السمعاني قولين:
الأول: أن هذا في قوم بأعيانهم كانوا بالمدينة أفناهم السيف، منهم: سلام بن مشكم، ومالك بن الصيف، وفنحاص اليهودي.
الثاني: أن القائلين لهذه المقالة، قوم من سلفهم ومتقدميهم.
(3)
(1)
((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 374
(2)
((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 419
(3)
((السمعاني: تفسير القرآن: 2/ 302
وذكر الإمام الماوردي قولاً، نسبه إلى ابن عباس رضي الله عنه، أنهم جميع بني إسرائيل.
(1)
ورجح الإمام القرطبي، أنه هذا لفظ خرج على العموم، ومعناه الخصوص؛ لأن ليس كل اليهود قالوا ذلك.
(2)
ونسب بعض العلماء القول بأن عزيراً ابن الله، إلى فرقة الصدوقيين من اليهود
(3)
، وذكر صاحب المواعظ والاعتبار، أن يهود فلسطين زعموا عزيراً ابن الله، قال:
وأنكر أكثر اليهود هذا القول
(4)
. ويؤكد هذا القول الدكتور المسيري
(5)
فيقول: " ومنذ ظهور اليهودية الحاخامية، لم يَعُد هناك أثر للإيمان بعقيدة ابن الإله "
(6)
الثانية: هل بقي أحد يقول بهذه المقالة؟
فأجاب الإمام السمعاني عن هذا، بأنه الآن لا يقول أحد منهم بهذه المقالة
(7)
، وهذا ما أشرنا إليه في المسألة السابقة.
الثالثة: ما سبب قول هذه المقولة؟!
ذكر الإمام السمعاني سببين في ذكر هذه المقولة:
السبب الأول: أن اليهود لما بدَّلوا وخالفوا شريعة التوراة، نسخ الله تعالى التوراة من صدورهم، فخرج عُزير يسيح في الأرض يطلب العلم، فلقيه جبريل عليه السلام فعلمه التوراة.
السبب الثاني: أنه نزل نور فدخل جوفه، فقرأ التوراة عن ظهر قلب، فرجع وأملى التوراة على اليهود، فقال جماعة منهم هذه المقالة.
(8)
(1)
((الماوردي: النكت والعيون: 2/ 352
(2)
((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: 8/ 116
(3)
((ابن حزم: الفِصل في الملل والأهواء والنحل: مكتبة الخانجي، القاهرة، (1/ 82)
(4)
((المقريزي: المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1418 هـ (4/ 386).
(5)
((المسيري: عبدالوهاب محمد، (1938 م - ت 2008 م)، مفكر، وعالم اجتماع مصري، ومؤلف، وأديب.
(6)
((المسيري: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، دون ذكر رقم الطبعة وتاريخها: (14/ 434)
(7)
((السمعاني: تفسير القرآن: 2/ 302
(8)
((السمعاني: تفسير القرآن: 2/ 302