المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المسألة الأولى: خضوع الجمادات لله تعالى، وتسبيحها له جل وعلا: - آراء السمعاني العقدية

[مازن بن محمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولا: أهمية الموضوع:

- ‌ثالثًا: أهداف البحث:

- ‌رابعًا: أسئلة البحث:

- ‌خامسًا: حدود البحث:

- ‌سادسًا: منهج البحث:

- ‌سابعًا: الدراسات السابقة:

- ‌ثامنًا: هيكل البحث:

- ‌تاسعًا: الخاتمة:

- ‌عاشرًا: الفهارس: وتشمل:

- ‌تمهيد: التعريف بالإمام السمعاني

- ‌المبحث الأول: عصره:

- ‌المطلب الأول: الحالة السياسية:

- ‌المطلب الثاني: الحالة الاجتماعية:

- ‌المطلب الثالث: الحالة الدينية والعلمية:

- ‌أولا: الحالة الدينية:

- ‌ثانيا: الحالة العلمية:

- ‌المبحث الثاني: حياته:

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، ونشأته:

- ‌المطلب الثاني: طلبه للعلم، ومكانته العلمية:

- ‌المطلب الثالث: شيوخه وتلاميذه:

- ‌المطلب الرابع: آثاره ومؤلفاته:

- ‌المطلب الخامس: وفاته:

- ‌المبحث الثالث: تفسير أبي المظفر السمعاني:

- ‌المطلب الأول: نسبة التفسير لمؤلفه، ومكانته العلمية:

- ‌المطلب الثاني: ميزات تفسير الإمام السمعاني

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على تفسير الإمام السمعاني:

- ‌المطلب الرابع: منهج الإمام السمعاني في تفسيره:

- ‌المبحث الرابع: منهجه في دراسة العقيدة:

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في دراسة مسائل العقيدة:

- ‌المطلب الثاني: المنهج الاستدلالي لدراسة مسائل العقيدة:

- ‌الفصل الأول: الإيمان بالله تعالى

- ‌المبحث الأول: توحيد الربوبية

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريف الربوبية في اللغة وفي الاصطلاح:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الربوبية في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الربوبية في الاصطلاح:

- ‌المطلب الثاني: معرفة الله جل وعلا، ودلائل وجوده ووحدانيته:

- ‌المسألة الأولى: معرفة الله جل وعلا:

- ‌المسألة الثانية: دلائل وجود الله تعالى ووحدانيته:

- ‌المطلب الثالث: إقرار المشركين بالربوبية:

- ‌المسألة الأولى: الاستدلال بتوحيد الربوبية على الألوهية:

- ‌المسألة الثانية: حكم الإقرار بهذا النوع من التوحيد مجردا عن غيره:

- ‌المطلب الرابع: مُدَّعو الربوبية، وأقوال الناس في الرب سبحانه وتعالى:

- ‌المسألة الأولى: مُدَّعو الربوبية:

- ‌المسألة الثانية: أقوال الناس في الرب جَلَّ وعلا:

- ‌1 ـ قول اليهود:

- ‌2 ـ قول النصارى:

- ‌3 ـ قول المشركين:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في الربوبية:

- ‌المسألة الأولى: خضوع الجمادات لله تعالى، وتسبيحها له جل وعلا:

- ‌المسألة الثانية: ما تأويل قوله جل وعلا:" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (المائدة 33):

- ‌المسألة الثالثة: في قوله تعالى:"فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَاالْحَدِيثِ

- ‌المسألة الرابعة: معنى قوله تعالى:"وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

- ‌المسألة الخامسة: هل الإعطاء والمنع لحكمة أو لا

- ‌المسألة السادسة: معنى قوله تعالى:"سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ

- ‌المبحث الثاني: توحيد الألوهية

- ‌المطلب الأول: تعريف توحيد الألوهية في اللغة والاصطلاح:

- ‌المسألة الأولى: تعريف توحيد الألوهية في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف توحيد الألوهية في الاصطلاح:

- ‌المطلب الثاني: تعريف العبادة، وأنواعها:

- ‌المسألة الأولى: تعريف العبادة في اللغة والاصطلاح:

- ‌1 ـ العبادة في اللغة:

- ‌2 ـ العبادة في الاصطلاح:

- ‌المسألة الثانية: أنواع العبادة وتفاضلها:

- ‌القضية الأولى: بعض أنواع العبادات:

- ‌1 ـ الدعاء

- ‌2).2 ـ السجود:

- ‌3 ـ الذكر

- ‌القضية الثانية: التفاضل بين العبادات:

- ‌المسألة الأولى: تفضيل الذكر على ما عداه:

- ‌المسألة الثانية: تفضيل العلم على صلاة النوفل:

- ‌المسألة الثالثة: المفاضلة بين إظهار الصدقات وإخفائها:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات استحقاق الألوهية لله تعالى:

- ‌المطلب الرابع: نواقض توحيد الإلهية:

- ‌المسألة الأولى: نواقض توحيد الإلهية:

- ‌أولا: أكبر ناقض للتوحيد، وهادم لمعالمه، وطامس لحقيقته، ومغير لصفاته، الشرك بالله تعالى

- ‌ثانيا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد إتباع الهوى

- ‌ثالثا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد، الغلو في الدين:

- ‌رابعا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد: موالاة الكفار والركون إليهم:

- ‌خامسا: ومن نواقض هذا التوحيد: اتباع الآباء على ماكانوا عليه:

- ‌المسألة الثانية: معنى الشرك، وخطورته، وصوره:

- ‌1/ تعريف الشرك في اللغة:

- ‌2/ تعريف الشرك في الاصطلاح:

- ‌3/ خطورة الشرك:

- ‌4/ من صور الشرك:

- ‌1 ـ السحر:

- ‌2 ـ الكهانة:

- ‌3 ـ الطيرة:

- ‌4 ـ التنجيم:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في توحيد الإلهية:

- ‌المسألة الأولى: قصة الغرانيق العلا

- ‌المسألة الثانية: توجيه قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (لئن أشركت ليحبطن عملك)

- ‌المسألة الثالثة: تحقيق القول في وقوع الشرك من آدم عليه السلام

- ‌المسألة الرابعة: توجيه قوله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)

- ‌المبحث الثالث: توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المسألة الأولى: تعريف توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المسألة الثانية: في الاسم والمسمى:

- ‌المطلب الثاني: منهج السلف(2)في باب الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الثالث: معاني أسماء الله تعالى وصفاته، ومقتضياتها:

- ‌1 - الرحمن ـ الرحيم:

- ‌2 - الغفور:

- ‌3 - الحليم:

- ‌4 - الشكور والشاكر:

- ‌5 - الحكيم:

- ‌6 - العزيز:

- ‌7 ـ الكريم:

- ‌8 ـ العظيم، والكبير:

- ‌9 ـ العلي، والأعلى، والمتعال:

- ‌10 ـ العليم:

- ‌11 ـ الخبير:

- ‌12 ـ السميع، البصير:

- ‌1).13 ـ القدير، والقادر، والمقتدر:

- ‌14 ـ القوي، المتين:

- ‌15 ـ اللطيف، والبر:

- ‌1)16 ـ الملك، والمالك، والمليك:

- ‌1)17 ـ القدوس:

- ‌18 ـ السلام:

- ‌19 ـ المؤمن:

- ‌20 ـ المهيمن:

- ‌21 ـ الجبار:

- ‌22 ـ المتكبر:

- ‌2)23 ـ الخالق، والبارئ، والمصور:

- ‌24 ـ الحي القيوم:

- ‌25 ـ الحسيب:

- ‌26 ـ الشهيد:

- ‌2)27 ـ الرقيب:

- ‌28 ـ الوكيل:

- ‌29 ـ المقيت:

- ‌30 ـ الواحد، الأحد:

- ‌31 ـ الصمد:

- ‌32 ـ الأول والآخر، والظاهر والباطن:

- ‌33 ـ القاهر، والقهار:

- ‌34 ـ الواسع:

- ‌35 ـ الولي، والمولى:

- ‌36 ـ النصير:

- ‌37 ـ الحميد:

- ‌38 ـ المجيد:

- ‌3).39 ـ الودود:

- ‌4)40 ـ الوارث:

- ‌41 ـ الحق:

- ‌42 ـ الفتَّاح:

- ‌43 ـ الوهاب:

- ‌49].44 ـ الرزَّاق:

- ‌45 ـ التوَّاب:

- ‌المطلب الرابع: بعض الصفات الواردة في القرآن:

- ‌1 ـ صفة العلم:

- ‌2 ـ القدرة:

- ‌3 ـ المحبة:

- ‌4 ـ البركة:

- ‌5 ـ الساق:

- ‌6 ـ الغضب:

- ‌7 ـ الرضا:

- ‌8 ـ التعجب:

- ‌9 ـ الوجه:

- ‌10 ـ صفتا القرب والدنو لله تعالى:

- ‌11 ـ النزول:

- ‌12 ـ الإتيان والمجيء:

- ‌13 ـ اليدان:

- ‌14 ـ المعية:

- ‌1).15 ـ العلو:

- ‌1).16 ـ الاستواء على العرش:

- ‌17 ـ الكلام:

- ‌18 ـ الرؤية:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في الأسماء والصفات:

- ‌1 ـ ما معنى الكيد من الله تعالى:

- ‌2 ـ ما معنى المكر من الله تعالى:

- ‌3).3 ـ ما معنى قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142]:

- ‌4 ـ ما معنى السخرية من الله تعالى:

- ‌5 ـ ما معنى قوله تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} [التوبة:30]:

- ‌6 ـ ما معنى قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة:67]:

- ‌7 ـ ما معنى نصرة الله تعالى:

- ‌8 ـ ما معنى الحسرة من الله تعالى على العباد الذي أهلكهم:

- ‌9 ـ ما معنى أذية الرب جل وعلا، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب:57]

- ‌10 ـ ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود:56]:

- ‌11 ـ ما معنى الإقراض من الله تعالى

- ‌1)12 ـ ما معنى الاستهزاء من الله تعالى:

- ‌13 ـ ما معنى الرمي من الله تعالى:

- ‌14 ـ ما معنى مقام ربه:

- ‌1)15 ـ ما معنى الجد في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [الجن:3]:

- ‌16 ـ ما معنى الذكر من الله جل وعز:

- ‌17 ـ ما معنى الصلاة من الله تعالى:

- ‌18 ـ ما معنى إمهال الله جل وعز:

- ‌19 ـ ما معنى مدافعة الله عز وجل عن المؤمنين:

- ‌الفصل الثاني: الإيمان بالملائكة

- ‌مدخل:

- ‌المبحث الأول: تعريف الملائكة، وأسماؤهم:

- ‌المطلب الأول: تعريف الملائكة:

- ‌المطلب الثاني: أسماء الملائكة:

- ‌1 ـ جبريل عليه السلام:

- ‌2 - ميكائيل عليه السلام

- ‌3 - إسرافيل عليه السلام

- ‌4 - ملك الموت عليه السلام

- ‌5 - ملك اليمين والشمال:

- ‌6 - حملة العرش:

- ‌7 - هاروت وماروت:

- ‌المبحث الثاني: أعمال الملائكة وصفاتهم:

- ‌المبحث الثالث: مسائل في الملائكة:

- ‌المطلب الأول: التفضيل بين الملائكة والبشر:

- ‌المطلب الثاني: هل الملائكة يموتون أم لا

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف في الرعد والبرق:

- ‌المبحث الرابع: الإيمان بالجن والشياطين:

- ‌مدخل:

- ‌المطلب الأول: تعريف الجن والشياطين:

- ‌المطلب الثاني: أعمال الشياطين وأحوالهم وصفاتهم:

- ‌المطلب الثالث: أعمال الجن، وأحوالهم، وصفاتهم:

- ‌المطلب الرابع: مسائل في عالم الجن والشياطين:

- ‌المسألة الأولى: هل إبليس من الملائكة

- ‌المسألة الثانية: هل من الجن رسل

- ‌المسألة الثالثة: هل الجن يدخلون الجنة؟! وهل يثابون على أعمالهم

- ‌الفصل الثالث: الإيمان بالكتب:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالقرآن، والكتب المنزلة:

- ‌المطلب الأول: القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: التوراة والإنجيل والزبور:

- ‌المبحث الثاني: صفات القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثالث: إعجاز القرآن الكريم:

- ‌المبحث الرابع: مسائل في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الأول: وصف القرآن بأنه محكم ومتشابه:

- ‌المطلب الثاني: القرآن منزل غير مخلوق:

- ‌المطلب الثالث: تفاضل كلام الله تعالى، بعضه على بعض:

- ‌المطلب الرابع: القول بالمجاز في القرآن الكريم:

- ‌الفصل الرابع: الإيمان بالرسل عليهم السلام:

- ‌المبحث الأول: تعريف النبي والرسول، والفرق بينهما:

- ‌المطلب الأول: تعريف النبي والرسول:

- ‌المسألة الأولى: تعريف النبي:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الرسول:

- ‌المطلب الثاني: الفرق بين النبي والرسول:

- ‌المبحث الثاني: أسماء الأنبياء الواردة في القرآن، وإثبات نبوتهم:

- ‌المبحث الثالث: خصائص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المطلب الأول: الخصائص والصفات المشتركة بينهم:

- ‌المطلب الثاني: الوحي:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الوحي في اللغة والشرع:

- ‌المسألة الثانية: حالات الوحي:

- ‌المطلب الثالث: العصمة:

- ‌المطلب الرابع: المعجزات:

- ‌المطلب الخامس: الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المسألة الأولى: اسمه، ونسبه:

- ‌المسألة الثانية: خصائصه عليه الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الثالثة: حكم تنقص النبي صلى الله عليه وسلم وأذيته:

- ‌الفصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر:

- ‌المبحث الأول: التعريف باليوم الآخر، وأشراط الساعة:

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر:

- ‌المطلب الثاني: أشراط الساعة:

- ‌أ ـ من الأشراط الصغرى:

- ‌ب ـ من الأشراط الكبرى:

- ‌المبحث الثاني: الموت وحقيقته:

- ‌المبحث الثالث: أحكام البرزخ:

- ‌المبحث الرابع: البعث بعد الموت:

- ‌المبحث الخامس: أحداث الآخرة وأحوالها:

- ‌الفصل السادس: الإيمان بالقدر

- ‌الإيمان بالقدر:

- ‌المبحث الأول: مراتب القضاء والقدر:

- ‌المبحث الثاني: الرد على القدرية:

- ‌المبحث الثالث: مسائل في القدر:

- ‌المطلب الأول: هل كان الحسن البصري قدرياً

- ‌المطلب الثاني: هل يجب على الله شيء

- ‌المطلب الثالث: معنى اللطف الإلهي، وهل يتناهى أم لا

- ‌المطلب الرابع: هل الاستطاعة تكون قبل الفعل أو معه

- ‌المطلب الخامس: معنى الختم والطبع:

- ‌المطلب السادس: هل المعدوم شيء

- ‌المطلب السابع: المحو والإثبات:

- ‌المطلب الثامن: هل المقتول ميت بأجله أم لا

- ‌المطلب التاسع: حكم إيلام الأطفال دون ذنب

- ‌المطلب العاشر: مسألة التحسين والتقبيح العقليين:

- ‌الفصل السابع: متممات العقيدة

- ‌المبحث الأول: مسائل الإيمان والكفر:

- ‌المطلب الأول: تعريف الإيمان:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الإيمان في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الإيمان في الشرع:

- ‌المسألة الثالثة: هل الإيمان هو الإسلام، أم بينهما اختلاف

- ‌المطلب الثاني: تعريف الكفر:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الكفر في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الكفر في الشرع:

- ‌المسألة الثالثة: ما يدخل تحت مسمى الكفر، مما أشار إليه السمعاني:

- ‌المبحث الثاني: الكبائر:

- ‌المطلب الأول: تعريف الكبائر:

- ‌المطلب الثاني: حكم مرتكب الكبيرة:

- ‌المطلب الثالث: هل للقاتل توبة

- ‌المبحث الثالث: الديانات، وفضيلة الإسلام، وأمة الإسلام:

- ‌المطلب الأول: التعريف بالديانات:

- ‌المسألة الأول: التعريف بالإسلام:

- ‌المسألة الثانية: التعريف باليهودية والنصرانية:

- ‌المطلب الثاني: فضل الإسلام:

- ‌المطلب الثالث: فضل أمة الإسلام:

- ‌المبحث الرابع: الصحابة، فضلهم، ومنزلتهم، ومكانتهم:

- ‌المطلب الأول: حقيقة مسمى الصحبة:

- ‌المطلب الثاني: فضائل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الثالث: حكم تنقص الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الرابع: الموقف من الفتنة التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الخامس: التفاضل بين الصحابة، وإثبات خلافة الأئمة الأربعة الراشدين:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

الفصل: ‌المسألة الأولى: خضوع الجمادات لله تعالى، وتسبيحها له جل وعلا:

‌المطلب الخامس: مسائل في الربوبية:

لم يُغفل السمعاني بعض المسائل المتعلقة بالربوبية، من جهة ما يتعلق بها من قضايا تُعمق هذه العقيدة في القلب، أو ما قد يرد عليها من التساؤلات والإشكالات، وقد عالجها بطريقته المعهودة، بذكر بعض الأوجه التي تُقرب المسائل وتحل إشكالاتها.

‌المسألة الأولى: خضوع الجمادات لله تعالى، وتسبيحها له جل وعلا:

بيَّن القرآن الكريم، أن كل ما في هذا الكون خاضع لله تعالى، يسجد له، ويسبح بحمده. فمن مَيَّزه الله عز وجل، وفضله على بقية المخلوقات، وشَرَّفه بالعقل، والفهم، والإدراك، فهو يخضع وينقاد لله تعالى إما طوعاً، وإما كرهاً، يقول سبحانه وتعالى:" أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) "

(آل عمران 83): يقول مجاهد: " سجود المؤمن طائعاً، وسجود الكافر وهو كاره ".

(1)

وقال تعالى: " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْأصَالِ (15) "(الرعد 15)، قال قتادة:" فأما المؤمن فيسجد طائعاً، وأما الكافر فيسجد كارهاً "

(2)

. وقال السُّدي: " إذا سجد الأشياء، سجد ظله معه ".

(3)

وهذا هو القول الذي نقله الإمام السمعاني في تفسير الآية، فقال: " يعني: يسجد من في السموات طوعاً، ويسجد من في الأرض، بعضهم طوعاً، وبعضهم كرهاً. والسجود هوالخضوع بالتذلل

، وقوله " وَظِلَالُهُم ": قالوا: ظل الكافر يسجد طوعاً، والكافر يسجد كرهاً، وظل المؤمن يسجد طوعاً، وكذا المؤمن يسجد طوعاً، هذا هو القول المنقول عن السلف ".

(4)

(1)

((مجاهد بن جبر: تفسير مجاهد: دار الفكر الإسلامي الحديثة، مصر، ط 1، 1410 هـ (255)

(2)

((الطبري: جامع البيان: 16/ 403

(3)

((ابن أبي زمنين: تفسير القرآن العزيز، دار الفرقان الحديثة، القاهرة، ط 1، 1423 هـ (2/ 351)

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 86

ص: 125

وأخبر القرآن أن كل مافي السموات ومافي الأرض مطيع لله جل وعلا، فقال سبحانه:"وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (116) "(البقرة 116)، والقانت المطيع، ومعنى قوله:" كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ"أي: قائمون بالعبودية

(1)

، وقال مجاهد: كل له مطيعون، فطاعة الكافر في سجود ظله

(2)

.

وذكر السمعاني خلافا عند المفسرين في معنى قوله تعالى:" كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ"فقال:

وفي معناه أقوال:

أحدها: قال ابن عباس: هو عام بمعنى الخصوص، والمراد به المسلمون، وبه قال الفراء، ولم يرضه من الفراء نحاة البصرة، وقالوا: الكل يقتضي الإحاطة بالشيء، بحيث لايشذ منه شيء، ومعناه: كل العباد قانتون، فالمسلم يسجد طوعا، والكافر يسجد ظله سريعا.

والقول الثاني: معناه: مذللون مسخرون لما خلقوا له.

والقول الثالث: يعني في القيامة

(3)

.

هذا فيما يتعلق بالإنسان، أما فيما يخص الحيوان والجماد والأموات، فقد أخبر القرآن الكريم بسجودها، وخضوعها، ونطقها بالتسبيح، ومن موارده في القرآن الكريم قوله تعالى:" أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49)(النحل 48 - 49).

-" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ

" (الحج 18).

-" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)(الإسراء 44).

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 130

(2)

((مجاهد: تفسير مجاهد:212

(3)

((السمعاني: تفسير السمعاني:1/ 130

ص: 126

-"

وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79) " (الأنبياء 79).

-" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ

قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41)(النور 42).

-" وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) "(الرحمن 6).

-" يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"(الجمعة 11).

اختلف العلماء في مقتضى ماتتضمنه هذه الآيات وغيرها، التي تفيد سجود الحيوان والموات، وتسبيحه، ونطقه، إلى أقوال:

القول الأول: أن التسبيح حقيقة، وكل شيء يُسبح تسبيحاً لا يسمعه البشر ولا يفقهه، وهذا قول إبراهيم النخعي، وعكرمة، ومجاهد، ورجحه الزجاج

(1)

، والقرطبي

(2)

، ونصره الإمام السمعاني في تفسيره

(3)

، وهو مروي عن علي وابن عباس رضي الله عنهما، واستدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:

1 -

(عن ابن عمر رضي الله عنهما-كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع، فأتاه فمسح يده عليه)، وفي رواية:(فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العِشار، حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت)

(4)

.

يقول الإمام القرطبي: "وإذا ثبت ذلك في جماد واحد، جاز في جميع الجمادات، ولا استحالة في شيء من ذلك"

(5)

2 -

عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإني لأعرف حجرا بمكة، كان يسلم عليَّ قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن)

(6)

.

(1)

((الزجاج: معاني القرآن:3/ 418 - 5/ 47

(2)

((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:10/ 268

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:3/ 244

(4)

((أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام: ح (3583 - 3585)

(5)

((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:10/ 268

(6)

((أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم، وتسليم الحجر عليه قبل النبوة ح (2277)

ص: 127

3 -

عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لايسمع مدى صوت المؤذن، جن ولا إنس، ولاشيء، إلا شهد له يوم القيامة)

(1)

.

4 -

عن عبدالله بن مسعود قال: ( .. فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام، وهو يؤكل)

(2)

5 -

عن جابر بن عبدالله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بشيء أمر به نوح ابنه؟ إن نوحا عليه السلام قال لابنه: يابني: آمرك أن تقول:"سبحان الله"فإنها صلاة الخلق، وتسبيح الخلق، وبها يرزق الخلق، قال تعالى:" وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِي"

(3)

6 -

وقال عكرمة: لايعيبَّن أحدكم ودابته ولا ثوبه، فإن كل شيء يسبح بحمده.

وقال: الشجرة تُسبح، والأسطوانة تُسبح

(4)

.

7 -

وقال مجاهد: كل الأشياء تسبح لله، حيا كان أو جمادًا أو تسبيحها: سبحان الله وبحمده

(5)

.

8 -

وقال إبراهيم النخعي: الطعام يُسبح

(6)

. وقال: وإن من شيء جماد أو حي إلا يسبح بحمده، حتى صرير الباب، ونقيض السقف

(7)

.

وقد نصر الإمام السمعاني هذا القول، وأيده بقوة، وجعله هو قول أهل السنة، فقال في أكثر من موطن:

-" وأعلم أن لله في الجماد علما لايعلمه غيره، ولايقف عليه غيره، فينبغي أن يوكل علمه إليه"

(8)

-" قد قال أهل السنة: إن لله علما في الموات لايعلمه غيره، وقيل: إن الله تعالى يفهمهم ويلهمهم ذلك فيخشونه بإلهامه، وبمثل هذا وردت الأخبار"

(9)

.

(1)

((أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الآذان، باب رفع الصوت بالنداء، ح (609)

(2)

((أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، ح (3579)

(3)

((أخرجه ابن جرير في تفسيره:17/ 455، وقال الإمام ابن كثير:"إسناده فيه ضعف، فإن الربذي ضعيف عند الأكثرين. تفسير القرآن العظيم:5/ 80

(4)

((الطبري: جامع البيان:17/ 455

(5)

((السمعاني: تفسير القرآن، 3/ 244

(6)

((الطبري: جامع البيان:17/ 456

(7)

((السمعاني: تفسير القرآن:3/ 244

(8)

((السمعاني: تفسير السمعاني:3/ 244

(9)

((السمعاني: تفسير السمعاني:1/ 96

ص: 128

-" فإن من اعتقاد أهل السنة، أن الحيوان والموات، مطيع كله لله تعالى "

(1)

.

-" وسجود الموات ثابت بنص الكتاب، وهو على ما أراد الله تعالى، والعلم بحقيقة ذلك موكول إليه، وهو مذهب أهل السنة "

(2)

.

ولذا قال في قصة سليمان مع النمل: " فإن قيل: كيف يصح أن يثبت للنمل مثل هذا العلم؟ والجواب عنه: يجوز أن يخلق الله تعالى فيه هذا النوع من الفهم والعلم "

(3)

.

وقد أيد قوله برأي علي وابن عباس، قال علي: لاتضربوا الدواب على رؤوسها فإنها تسبح لله، وقال ابن عباس: إن تسبيح هذه الأشياء ياحليم ياغفور

(4)

.

القول الثاني: إن التسبيح خاص بالأحياء فقط، وما ليس بحي فلا، وعليه: فلا يدخل فيه الجمادات: وإنما يسبح ما كان فيه روح، من حيوان أو نبات، وهذا مروي عن الحسن والضحاك وقتادة، واستدل أصحاب هذا القول بما يلي:

1 -

عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: (إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لايستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة، ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يارسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعله يخفف عنهما مالم ييبسا)

(5)

، يقول الإمام القرطبي: فقوله صلى الله عليه وسلم:" مالم ييبسا" إشارة إلى أنهما ماداما رطبين يسبحان، فإذا يبسا صارا جمادا

(6)

2 -

قال يزيد الرقاشي للحسن وهما في طعام، وقد قدم الخوان: (أيُسبح هذا الخوان يا أبا سعيد؟ فقال: قد كان يسبح مرة، يقول الإمام القرطبي: (يريد أن الشجرة في زمن ثمرها واعتدالها كانت تسبح، وإنما الآن فقد صار خوانا مدهونا

(7)

.

(1)

((السمعاني: تفسير السمعاني:3/ 328

(2)

((السمعاني: تفسير السمعاني:5/ 323

(3)

((السمعاني: تفسير السمعاني:4/ 86

(4)

((السمعاني: تفسير السمعاني:3/ 244

(5)

((رواه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ماجاء في غسل البول، ح (218)

(6)

((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:10/ 267

(7)

((القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:10/ 266

ص: 129

3 -

قال قتادة: قوله تعالى: " وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ": كل شيء فيه الروح يُسبح، من شجر، أو شيء فيه "

(1)

4 -

قال الضحاك: في قوله:" وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِي": كل شيء فيه الروح

(2)

.

القول الثالث: أن تسبيح السماوات والأرض والجمادات، وسائر الحيوانات سوى العقلاء، هو مادلت بلطيف تركيبها، وعجيب هيئاتها على خالقها، فيصير ذلك بمنزلة التسبيح منها

(3)

، فالمقصود من تسبيح الجمادات على هذا القول: أنها تدعو الناظر إليها أن يقول: سبحان الله، لعدم الإدراك منها، فلطيف الصنعة، وبديع القدرة، توجب على من رآها تسبيح الله وتقديسه.

ووهن الإمام السمعاني هذا القول، وقال:" وقال بعضهم: إن سجود الحجارة هو بظهور أثر الصنع فيه، على معنى أنه يحمل السجود والخضوع لمن تأمله وتدبر فيه، وهذا قول فاسد، والصحيح ماقدمنا، والدليل عليه أن الله وصف الحجارة بالخشية، فقال:" وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ " ولا يستقيم حمل الخشية على ظهورأثر القدرة عليه، وأيضاً فإن الله تعالى قال:" يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ" أوبي معه: أي سبحي معه، ولو كان المراد ظهور أثر الصنع فيه.

لم يكن لقوله: " مع داود" معنى؛ لأن داود وغيره في رؤية أثر الصنع سواء، وأيضا فإن الله تعالى قال:" وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِي" أي يطيع الله بتسبيحه،"وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ " ولو كان المراد بالتسبيح ظهور أثر الصنع فيه، لم يستقم قوله:" وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ "

(4)

.

والخلاصة أن الإمام السمعاني قرر في هذه المسألة مايلي:

1 -

أن لله تعالى علما في الموات لايعلمه غيره، ولايقف عليه الناس

(5)

.

(1)

((ابن كثير: تفسير القرآن العظيم:5/ 80

(2)

((ابن كثير: تفسير القرآن العظيم:5/ 81

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:3/ 244

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 428 - 5/ 430

(5)

((السمعاني: تفسير السمعاني:1/ 96 - 5/ 408

ص: 130

2 -

أن اعتقاد أهل السنه أن الحيوان والموات مطيع كله لله تعالى

(1)

وأن كل الأشياء ساجدة لله تعالى مطيعة من حيوان وجماد وهو المحكي عن أكثر السلف

(2)

.

3 -

قال السمعاني: " إن سجود الموات ثابت بنص الكتاب وهو على ما أراد الله تعالى

(3)

، والعلم بحقيقته موكول إليه، وهو مذهب أهل السنة

(4)

.

4 -

نقل السمعاني عن الإمام الثوري أنه قال: كل شيء يسبح إلا الحمار، فلذا جعل صوته أنكر الأصوات.

وقد نقل هذا عن سفيان، الإمام ابن أبي حاتم في تفسيره فقال:" عن سفيان الثوري رضي الله عنه قال صياح كل شيء تسبيحة إلا الحمار "

(5)

، وزاد الماوردي في نقله عن سفيان قوله:" فإنه يصيح لرؤية الشيطان "

(6)

وأخرج أبو الشيخ

(7)

في كتاب العظمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما -قال: كل شيء يسبح إلا الحمار والكلب "

(8)

وتعقب هذا صاحب روح المعاني فقال:

" ولا أرى لاستثناء ماذكر وجها، وفي القلب من صحة الرواية عن الخبر شيء، وكذا للتقييد بعد أن لم تكن الجمادية مانعة عن التسبيح، والأخبار الظاهرة في عدم التسبيح أكثر، ولا أظن أن لما يخالفها امتيازا عليها في الصحة "

(9)

.

إن اجتهاد السمعاني وجزمه القول في هذه المسألة، مبني على تتبع النصوص، والأخذ بالظواهر المؤيدة بفهم السلف، وهذا منهجه العام الذي سار عليه في بناء الأحكام.

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن:3/ 428

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 176

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 323

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 234

(5)

((تفسير ابن أبي حاتم:9/ 3100

(6)

((الماوردي: النكت والعيون:4/ 341

(7)

((أبو الشيخ عبدالله بن محمد بن جعفر، من حفاظ الحديث، العلماء برجاله (274 هـ-369 هـ) وله مؤلفات منها المحدثين بأصبهان، والعظمة. الزركلي: الأعلام:4/ 120

(8)

((أبو الشيخ: العظمة، دار العاصمة، الرياض، ط 1، 14 - 8 هـ (5/ 1750)

(9)

((الألوسي: روح المعاني: دار الكتب العلمية ببيروت، ط 1، 1415 هـ، (8/ 82).

ص: 131