المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أولا: أهمية الموضوع:

- ‌ثالثًا: أهداف البحث:

- ‌رابعًا: أسئلة البحث:

- ‌خامسًا: حدود البحث:

- ‌سادسًا: منهج البحث:

- ‌سابعًا: الدراسات السابقة:

- ‌ثامنًا: هيكل البحث:

- ‌تاسعًا: الخاتمة:

- ‌عاشرًا: الفهارس: وتشمل:

- ‌تمهيد: التعريف بالإمام السمعاني

- ‌المبحث الأول: عصره:

- ‌المطلب الأول: الحالة السياسية:

- ‌المطلب الثاني: الحالة الاجتماعية:

- ‌المطلب الثالث: الحالة الدينية والعلمية:

- ‌أولا: الحالة الدينية:

- ‌ثانيا: الحالة العلمية:

- ‌المبحث الثاني: حياته:

- ‌المطلب الأول: اسمه، ونسبه، ونشأته:

- ‌المطلب الثاني: طلبه للعلم، ومكانته العلمية:

- ‌المطلب الثالث: شيوخه وتلاميذه:

- ‌المطلب الرابع: آثاره ومؤلفاته:

- ‌المطلب الخامس: وفاته:

- ‌المبحث الثالث: تفسير أبي المظفر السمعاني:

- ‌المطلب الأول: نسبة التفسير لمؤلفه، ومكانته العلمية:

- ‌المطلب الثاني: ميزات تفسير الإمام السمعاني

- ‌المطلب الثالث: المآخذ على تفسير الإمام السمعاني:

- ‌المطلب الرابع: منهج الإمام السمعاني في تفسيره:

- ‌المبحث الرابع: منهجه في دراسة العقيدة:

- ‌المطلب الأول: المنهج العام في دراسة مسائل العقيدة:

- ‌المطلب الثاني: المنهج الاستدلالي لدراسة مسائل العقيدة:

- ‌الفصل الأول: الإيمان بالله تعالى

- ‌المبحث الأول: توحيد الربوبية

- ‌تمهيد:

- ‌المطلب الأول: تعريف الربوبية في اللغة وفي الاصطلاح:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الربوبية في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الربوبية في الاصطلاح:

- ‌المطلب الثاني: معرفة الله جل وعلا، ودلائل وجوده ووحدانيته:

- ‌المسألة الأولى: معرفة الله جل وعلا:

- ‌المسألة الثانية: دلائل وجود الله تعالى ووحدانيته:

- ‌المطلب الثالث: إقرار المشركين بالربوبية:

- ‌المسألة الأولى: الاستدلال بتوحيد الربوبية على الألوهية:

- ‌المسألة الثانية: حكم الإقرار بهذا النوع من التوحيد مجردا عن غيره:

- ‌المطلب الرابع: مُدَّعو الربوبية، وأقوال الناس في الرب سبحانه وتعالى:

- ‌المسألة الأولى: مُدَّعو الربوبية:

- ‌المسألة الثانية: أقوال الناس في الرب جَلَّ وعلا:

- ‌1 ـ قول اليهود:

- ‌2 ـ قول النصارى:

- ‌3 ـ قول المشركين:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في الربوبية:

- ‌المسألة الأولى: خضوع الجمادات لله تعالى، وتسبيحها له جل وعلا:

- ‌المسألة الثانية: ما تأويل قوله جل وعلا:" إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" (المائدة 33):

- ‌المسألة الثالثة: في قوله تعالى:"فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَاالْحَدِيثِ

- ‌المسألة الرابعة: معنى قوله تعالى:"وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

- ‌المسألة الخامسة: هل الإعطاء والمنع لحكمة أو لا

- ‌المسألة السادسة: معنى قوله تعالى:"سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ

- ‌المبحث الثاني: توحيد الألوهية

- ‌المطلب الأول: تعريف توحيد الألوهية في اللغة والاصطلاح:

- ‌المسألة الأولى: تعريف توحيد الألوهية في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف توحيد الألوهية في الاصطلاح:

- ‌المطلب الثاني: تعريف العبادة، وأنواعها:

- ‌المسألة الأولى: تعريف العبادة في اللغة والاصطلاح:

- ‌1 ـ العبادة في اللغة:

- ‌2 ـ العبادة في الاصطلاح:

- ‌المسألة الثانية: أنواع العبادة وتفاضلها:

- ‌القضية الأولى: بعض أنواع العبادات:

- ‌1 ـ الدعاء

- ‌2).2 ـ السجود:

- ‌3 ـ الذكر

- ‌القضية الثانية: التفاضل بين العبادات:

- ‌المسألة الأولى: تفضيل الذكر على ما عداه:

- ‌المسألة الثانية: تفضيل العلم على صلاة النوفل:

- ‌المسألة الثالثة: المفاضلة بين إظهار الصدقات وإخفائها:

- ‌المطلب الثالث: أدلة إثبات استحقاق الألوهية لله تعالى:

- ‌المطلب الرابع: نواقض توحيد الإلهية:

- ‌المسألة الأولى: نواقض توحيد الإلهية:

- ‌أولا: أكبر ناقض للتوحيد، وهادم لمعالمه، وطامس لحقيقته، ومغير لصفاته، الشرك بالله تعالى

- ‌ثانيا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد إتباع الهوى

- ‌ثالثا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد، الغلو في الدين:

- ‌رابعا: ومن نواقض هذا النوع من التوحيد: موالاة الكفار والركون إليهم:

- ‌خامسا: ومن نواقض هذا التوحيد: اتباع الآباء على ماكانوا عليه:

- ‌المسألة الثانية: معنى الشرك، وخطورته، وصوره:

- ‌1/ تعريف الشرك في اللغة:

- ‌2/ تعريف الشرك في الاصطلاح:

- ‌3/ خطورة الشرك:

- ‌4/ من صور الشرك:

- ‌1 ـ السحر:

- ‌2 ـ الكهانة:

- ‌3 ـ الطيرة:

- ‌4 ـ التنجيم:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في توحيد الإلهية:

- ‌المسألة الأولى: قصة الغرانيق العلا

- ‌المسألة الثانية: توجيه قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (لئن أشركت ليحبطن عملك)

- ‌المسألة الثالثة: تحقيق القول في وقوع الشرك من آدم عليه السلام

- ‌المسألة الرابعة: توجيه قوله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)

- ‌المبحث الثالث: توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الأول: تعريف توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المسألة الأولى: تعريف توحيد الأسماء والصفات:

- ‌المسألة الثانية: في الاسم والمسمى:

- ‌المطلب الثاني: منهج السلف(2)في باب الأسماء والصفات:

- ‌المطلب الثالث: معاني أسماء الله تعالى وصفاته، ومقتضياتها:

- ‌1 - الرحمن ـ الرحيم:

- ‌2 - الغفور:

- ‌3 - الحليم:

- ‌4 - الشكور والشاكر:

- ‌5 - الحكيم:

- ‌6 - العزيز:

- ‌7 ـ الكريم:

- ‌8 ـ العظيم، والكبير:

- ‌9 ـ العلي، والأعلى، والمتعال:

- ‌10 ـ العليم:

- ‌11 ـ الخبير:

- ‌12 ـ السميع، البصير:

- ‌1).13 ـ القدير، والقادر، والمقتدر:

- ‌14 ـ القوي، المتين:

- ‌15 ـ اللطيف، والبر:

- ‌1)16 ـ الملك، والمالك، والمليك:

- ‌1)17 ـ القدوس:

- ‌18 ـ السلام:

- ‌19 ـ المؤمن:

- ‌20 ـ المهيمن:

- ‌21 ـ الجبار:

- ‌22 ـ المتكبر:

- ‌2)23 ـ الخالق، والبارئ، والمصور:

- ‌24 ـ الحي القيوم:

- ‌25 ـ الحسيب:

- ‌26 ـ الشهيد:

- ‌2)27 ـ الرقيب:

- ‌28 ـ الوكيل:

- ‌29 ـ المقيت:

- ‌30 ـ الواحد، الأحد:

- ‌31 ـ الصمد:

- ‌32 ـ الأول والآخر، والظاهر والباطن:

- ‌33 ـ القاهر، والقهار:

- ‌34 ـ الواسع:

- ‌35 ـ الولي، والمولى:

- ‌36 ـ النصير:

- ‌37 ـ الحميد:

- ‌38 ـ المجيد:

- ‌3).39 ـ الودود:

- ‌4)40 ـ الوارث:

- ‌41 ـ الحق:

- ‌42 ـ الفتَّاح:

- ‌43 ـ الوهاب:

- ‌49].44 ـ الرزَّاق:

- ‌45 ـ التوَّاب:

- ‌المطلب الرابع: بعض الصفات الواردة في القرآن:

- ‌1 ـ صفة العلم:

- ‌2 ـ القدرة:

- ‌3 ـ المحبة:

- ‌4 ـ البركة:

- ‌5 ـ الساق:

- ‌6 ـ الغضب:

- ‌7 ـ الرضا:

- ‌8 ـ التعجب:

- ‌9 ـ الوجه:

- ‌10 ـ صفتا القرب والدنو لله تعالى:

- ‌11 ـ النزول:

- ‌12 ـ الإتيان والمجيء:

- ‌13 ـ اليدان:

- ‌14 ـ المعية:

- ‌1).15 ـ العلو:

- ‌1).16 ـ الاستواء على العرش:

- ‌17 ـ الكلام:

- ‌18 ـ الرؤية:

- ‌المطلب الخامس: مسائل في الأسماء والصفات:

- ‌1 ـ ما معنى الكيد من الله تعالى:

- ‌2 ـ ما معنى المكر من الله تعالى:

- ‌3).3 ـ ما معنى قوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142]:

- ‌4 ـ ما معنى السخرية من الله تعالى:

- ‌5 ـ ما معنى قوله تعالى: {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ} [التوبة:30]:

- ‌6 ـ ما معنى قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة:67]:

- ‌7 ـ ما معنى نصرة الله تعالى:

- ‌8 ـ ما معنى الحسرة من الله تعالى على العباد الذي أهلكهم:

- ‌9 ـ ما معنى أذية الرب جل وعلا، كما في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الأحزاب:57]

- ‌10 ـ ما معنى قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود:56]:

- ‌11 ـ ما معنى الإقراض من الله تعالى

- ‌1)12 ـ ما معنى الاستهزاء من الله تعالى:

- ‌13 ـ ما معنى الرمي من الله تعالى:

- ‌14 ـ ما معنى مقام ربه:

- ‌1)15 ـ ما معنى الجد في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [الجن:3]:

- ‌16 ـ ما معنى الذكر من الله جل وعز:

- ‌17 ـ ما معنى الصلاة من الله تعالى:

- ‌18 ـ ما معنى إمهال الله جل وعز:

- ‌19 ـ ما معنى مدافعة الله عز وجل عن المؤمنين:

- ‌الفصل الثاني: الإيمان بالملائكة

- ‌مدخل:

- ‌المبحث الأول: تعريف الملائكة، وأسماؤهم:

- ‌المطلب الأول: تعريف الملائكة:

- ‌المطلب الثاني: أسماء الملائكة:

- ‌1 ـ جبريل عليه السلام:

- ‌2 - ميكائيل عليه السلام

- ‌3 - إسرافيل عليه السلام

- ‌4 - ملك الموت عليه السلام

- ‌5 - ملك اليمين والشمال:

- ‌6 - حملة العرش:

- ‌7 - هاروت وماروت:

- ‌المبحث الثاني: أعمال الملائكة وصفاتهم:

- ‌المبحث الثالث: مسائل في الملائكة:

- ‌المطلب الأول: التفضيل بين الملائكة والبشر:

- ‌المطلب الثاني: هل الملائكة يموتون أم لا

- ‌المطلب الثالث: الاختلاف في الرعد والبرق:

- ‌المبحث الرابع: الإيمان بالجن والشياطين:

- ‌مدخل:

- ‌المطلب الأول: تعريف الجن والشياطين:

- ‌المطلب الثاني: أعمال الشياطين وأحوالهم وصفاتهم:

- ‌المطلب الثالث: أعمال الجن، وأحوالهم، وصفاتهم:

- ‌المطلب الرابع: مسائل في عالم الجن والشياطين:

- ‌المسألة الأولى: هل إبليس من الملائكة

- ‌المسألة الثانية: هل من الجن رسل

- ‌المسألة الثالثة: هل الجن يدخلون الجنة؟! وهل يثابون على أعمالهم

- ‌الفصل الثالث: الإيمان بالكتب:

- ‌المبحث الأول: التعريف بالقرآن، والكتب المنزلة:

- ‌المطلب الأول: القرآن الكريم:

- ‌المطلب الثاني: التوراة والإنجيل والزبور:

- ‌المبحث الثاني: صفات القرآن الكريم:

- ‌المبحث الثالث: إعجاز القرآن الكريم:

- ‌المبحث الرابع: مسائل في القرآن الكريم:

- ‌المطلب الأول: وصف القرآن بأنه محكم ومتشابه:

- ‌المطلب الثاني: القرآن منزل غير مخلوق:

- ‌المطلب الثالث: تفاضل كلام الله تعالى، بعضه على بعض:

- ‌المطلب الرابع: القول بالمجاز في القرآن الكريم:

- ‌الفصل الرابع: الإيمان بالرسل عليهم السلام:

- ‌المبحث الأول: تعريف النبي والرسول، والفرق بينهما:

- ‌المطلب الأول: تعريف النبي والرسول:

- ‌المسألة الأولى: تعريف النبي:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الرسول:

- ‌المطلب الثاني: الفرق بين النبي والرسول:

- ‌المبحث الثاني: أسماء الأنبياء الواردة في القرآن، وإثبات نبوتهم:

- ‌المبحث الثالث: خصائص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:

- ‌المطلب الأول: الخصائص والصفات المشتركة بينهم:

- ‌المطلب الثاني: الوحي:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الوحي في اللغة والشرع:

- ‌المسألة الثانية: حالات الوحي:

- ‌المطلب الثالث: العصمة:

- ‌المطلب الرابع: المعجزات:

- ‌المطلب الخامس: الإيمان بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم:

- ‌المسألة الأولى: اسمه، ونسبه:

- ‌المسألة الثانية: خصائصه عليه الصلاة والسلام:

- ‌المسألة الثالثة: حكم تنقص النبي صلى الله عليه وسلم وأذيته:

- ‌الفصل الخامس: الإيمان باليوم الآخر:

- ‌المبحث الأول: التعريف باليوم الآخر، وأشراط الساعة:

- ‌المطلب الأول: التعريف باليوم الآخر:

- ‌المطلب الثاني: أشراط الساعة:

- ‌أ ـ من الأشراط الصغرى:

- ‌ب ـ من الأشراط الكبرى:

- ‌المبحث الثاني: الموت وحقيقته:

- ‌المبحث الثالث: أحكام البرزخ:

- ‌المبحث الرابع: البعث بعد الموت:

- ‌المبحث الخامس: أحداث الآخرة وأحوالها:

- ‌الفصل السادس: الإيمان بالقدر

- ‌الإيمان بالقدر:

- ‌المبحث الأول: مراتب القضاء والقدر:

- ‌المبحث الثاني: الرد على القدرية:

- ‌المبحث الثالث: مسائل في القدر:

- ‌المطلب الأول: هل كان الحسن البصري قدرياً

- ‌المطلب الثاني: هل يجب على الله شيء

- ‌المطلب الثالث: معنى اللطف الإلهي، وهل يتناهى أم لا

- ‌المطلب الرابع: هل الاستطاعة تكون قبل الفعل أو معه

- ‌المطلب الخامس: معنى الختم والطبع:

- ‌المطلب السادس: هل المعدوم شيء

- ‌المطلب السابع: المحو والإثبات:

- ‌المطلب الثامن: هل المقتول ميت بأجله أم لا

- ‌المطلب التاسع: حكم إيلام الأطفال دون ذنب

- ‌المطلب العاشر: مسألة التحسين والتقبيح العقليين:

- ‌الفصل السابع: متممات العقيدة

- ‌المبحث الأول: مسائل الإيمان والكفر:

- ‌المطلب الأول: تعريف الإيمان:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الإيمان في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الإيمان في الشرع:

- ‌المسألة الثالثة: هل الإيمان هو الإسلام، أم بينهما اختلاف

- ‌المطلب الثاني: تعريف الكفر:

- ‌المسألة الأولى: تعريف الكفر في اللغة:

- ‌المسألة الثانية: تعريف الكفر في الشرع:

- ‌المسألة الثالثة: ما يدخل تحت مسمى الكفر، مما أشار إليه السمعاني:

- ‌المبحث الثاني: الكبائر:

- ‌المطلب الأول: تعريف الكبائر:

- ‌المطلب الثاني: حكم مرتكب الكبيرة:

- ‌المطلب الثالث: هل للقاتل توبة

- ‌المبحث الثالث: الديانات، وفضيلة الإسلام، وأمة الإسلام:

- ‌المطلب الأول: التعريف بالديانات:

- ‌المسألة الأول: التعريف بالإسلام:

- ‌المسألة الثانية: التعريف باليهودية والنصرانية:

- ‌المطلب الثاني: فضل الإسلام:

- ‌المطلب الثالث: فضل أمة الإسلام:

- ‌المبحث الرابع: الصحابة، فضلهم، ومنزلتهم، ومكانتهم:

- ‌المطلب الأول: حقيقة مسمى الصحبة:

- ‌المطلب الثاني: فضائل الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الثالث: حكم تنقص الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الرابع: الموقف من الفتنة التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم

- ‌المطلب الخامس: التفاضل بين الصحابة، وإثبات خلافة الأئمة الأربعة الراشدين:

- ‌الخاتمة:

- ‌التوصيات:

الفصل: ‌3 ـ الذكر

‌3 ـ الذكر

(1)

:

ناقش السمعاني فيه ثلاث مسائل:

1 -

أهمية الذكر ومحله، ومدح أهله.

2 -

العموم والخصوص في إطلاق لفظ الذكر.

3 -

ما يشمله الذكر بمعناه الخاص، وذكر تحته: التسبيح والتحميد.

ذكْرُ الله جل وعلا من أجل العبادات، وأسهل الطاعات، اشتركت فيه كل المخلوقات، وذكره تعالى قائم في كل الكائنات.

ولما كان الذِكْر بهذه الميزة العظيمة، والمكانة الجليلة، والتي بها التفرقة بين القلب المعمور والقلب المهجور، تتبع الإمام السمعاني الآيات التي أشارت إلى فضل الذكر، وأصنافه، وأقسامه، وأنواعه، فأفاض-رحمه الله في بيانه، وأسهب في إيضاحه.

وحَصْرُ ما ذكره السمعاني، وأشار إليه في هذا المقام، يُجمل في عدة مسائل:

المسألة الأولى:

أن الله جل وعلا أمر به، وحثَّ عليه، وبَيَّن الفضل المترتب عليه، وهي عبادة قلبية ولسانية، يقول السمعاني:"الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، هو ضد النسيان "

(2)

.

ومن الآيات الآمرة بالذكر، والحاضة عليه، قول الله جل وعلا:

" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"(البقرة 152)،ذكر الإمام السمعاني ثلاثة أقوال في المعنى المراد من الذكر

(3)

.

الأول: بمعنى المدح والثناء عليه، ذكره الإمام الطبري عن الربيع، والسُدِّي

(4)

.

الثاني: قيل معناه: فاذكروني كما أرسلنا، وضعف هذا القول الطبري في تفسيره

(5)

.

(1)

((يقول الإمام القرطبي: " وأصل الذكر: التَنبُّه بالقلب للمذكور، والتيقظ له. وسُمِّي الذكر باللسان ذكراً؛ لأنه دلالة على الذكر القلبي، غير أنه لما كثُر إطلاق الذكر على القول اللساني، صار هو السابق للفهم ". الجامع لأحكام القرآن: 2/ 171

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن:1/ 70، يقول الإمام ابن جُزي:"الذكر ثلاثة أنواع: ذكر بالقلب، وذكر باللسان، وبهما معا". التسهيل لعلوم التنزيل 1/ 101

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:1/ 155.

(4)

((الطبري: جامع البيان:3/ 211

(5)

((الطبري: جامع البيان:3/ 209

ص: 193

الثالث: قيل الذكر من العبد الطاعة، ومن الله المغفرة والرحمة، ومعناه: فاذكروني بالطاعة، أذكركم بالمغفرة والرحمة، وهذا القول روي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، و"روي أن عبد الملك كتب إلى سعيد بن جبير في مسائل، فقال في جوابها: وتسأل عن الذكر، الذكر: طاعة الله، فمن أطاع الله فقد ذكر الله، ومن لم يطعه فليس بذاكر، وإن أكثر التسبيح وتلاوة الكتاب، وتسأل عن قول الله تعالى: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" فإن ذلك: إن الله يقول: اذكروني بطاعتي، أذكركم بمغفرتي "

(1)

.

-" وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ"(البقرة 198)، يقول الإمام السمعاني:" أي: واذكروه بالتوحيد والتعظيم، كما ذكركم بالهداية "

(2)

.

-"فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا "(البقرة 200)، يقول الإمام السمعاني:" يعني: اذكروا الله بالتكبير، والتمجيد، والثناء عليه "

(3)

.

-" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا"(المزمل 8)،يقول الإمام السمعاني:"قال مقاتل: إذا قرأت فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، عند افتتاح السورة، وقيل: اذكر ربك"

(4)

.

-" وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"(الإنسان 25)، يقول الإمام السمعاني:"أي بالغدو والعشي"

(5)

، وقد فسر الإمام السمعاني قوله تعالى:" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا"(الفرقان 162)، بأن "من أراد ذكرا أو شكراً، فالليل والنهار زمانا الذكر والشكر"

(6)

.

وقد أمر الله جل وعز بذكر الله على كل الأحوال، فقال:" فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ "(النساء 103)، "يعني الذكر بالتسبيح، والتهليل، والتحميد والتمجيد "

(7)

.

(1)

((الواحدي: التفسير الوسيط:1/ 234

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن:1/ 202

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:1/ 204

(4)

((السمعاني: تفسير السمعاني:6/ 80

(5)

((السمعاني: تفسير السمعاني:6/ 122

(6)

((السمعاني: تفسير السمعاني:4/ 29

(7)

((السمعاني: تفسير السمعاني:1/ 474.

ص: 194

ولذا أثنى الله تعالى على الذاكرين في كل أحوالهم:"الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ "(آل عمران 191)، قيل معناه:"الذين يوحدون الله كل حال"

(1)

.

-"وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ"(الأحزاب 35): هذه الآية ونحوها مما قيد فيه الذكر بالكثرة، مما رجح به العلماء الذكر على غيره من العبادات، وهذا السر في الذكر، الذي هو الإكثار من الدعاء، وقد ورد في عدة مواضع في الكتاب العزيز، يقول تعالى:

-" إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا"(الأنفال 45).

-" إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا"(الشعراء 227).

-" لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب 21).

-" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"(الأحزاب 41).

-" وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا"(الجمعة 10).

يقول الإمام ابن جُزي: واعلم أن الذكر أفضل الأعمال على الجملة، وإن ورد في بعض الأحاديث، تفضيل غيره من الأعمال، كالصلاة وغيرها، فإن ذلك لما فيها من معنى الذكر، والحضور مع الله تعالى والدليل على فضيلة الذكر من ثلاثة أوجه:

الأول: النصوص الواردة بتفضيله على سائر الأعمال.

الوجه الثاني: أن الله تعالى حيث ما أمر بالذكر، أو أثنى على الذكر؛ اشترط فيه الكثرة، فقال:" وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب 41)،"وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا"(الأحزاب 35)، ولم يشترط ذلك في سائر الأعمال.

الوجه الثالث: أن للذكر مزية هي له خاصة وليست لغيره: وهي الحضور في الحضرة العلية، والوصول إلى القرب بالذي عبَّر عنه ماورد في الحديث من المجالسة والمعية، أن الله تعالى يقول:(أنا جليس من ذكرني)

(2)

، وقد أشار السمعاني لهذا في تفسير قوله تعالى:" وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ "(العنكبوت 45)، وذكر فيه ثلاثة أقوال:

(1)

((السمعاني: تفسير السمعاني:1/ 388.

(2)

((ابن جُزِّي: التسهيل لعلوم التنزيل:1/ 102

ص: 195

الأول: ولذكر الله أكبر، أي: أفضل من كل الطاعات.

والثاني: أي: ولذكر الله إياكم، أكبر من ذكركم إياه.

والثالث: أي: ولذكر الله في الثواب، أكبر من ذكركم في الطاعة

(1)

.

وذكر الإمام السمعاني ضابط الذكر الكثير فقال:

أ ـ أن يذكره في جميع المواطن على السراء والضراء

(2)

.

ب ـ وقيل: حتى يذكره قائما، وقاعدا، ومضطجعا، رواه عن مجاهد

(3)

.

ج ـ وقيل: الذكر الذي يستديم به طاعة الله، وينتهي به عن معصيته

(4)

.

المسألة الثانية:

إن لفظ الذكر يُطلق ويراد به العموم والخصوص، فالخصوص: كالأذكار، وقراءة القرآن، وكل ما يتعلق بذكر اللسان. والعموم: يُراد به كل طاعة وعبادة، ومن ذلك الصلاة، قال تعالى:(وأقم الصلاة لذكري)، قال السمعاني: فيه أقوال: أحدها: لتذكرني فيها

(5)

إن لفظ الذكر يُطلق في القرآن، ويراد به الصلوات المفروضة، ومن ذلك ماحكاه الإمام السمعاني في قوله تعالى:" اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"(الأحزاب 41)،فقال:" فيه قولان:

احدهما: أن المراد بالذكر الكثير: هو الصلوات الخمس.

الثاني: أن المراد بالذكر الكثير: هو التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، وأشباهها، وهذه الأذكار هي التي لايُمنع منها مسلم بجنابة، ولا حدث، ولا بغير ذلك "

(6)

.

وقوله تعالى:"فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ"(البقرة 239)، يقول السمعاني:"يعني: كما علمكم من أصل الصلاة في حال الأمن"

(7)

.

وذكر أئمة التفسير في معنى الآية قولاً آخر، وهو: الذكر بالثناء عليه، والحمد له سبحانه وتعالى

(8)

.

(1)

- السمعاني: مرجع سابق: 4/ 184

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن:4/ 270

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 284

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن:4/ 292

(5)

- السمهاني: مرجع سابق: 3/ 324

(6)

((السمعاني: تفسير القرآن:4/ 292

(7)

((السمعاني: تفسير القرآن:1/ 244

(8)

((الماوردي: النكت والعيون:1/ 311

ص: 196

وقوله تعالى:" رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ"(النور 37)، ويقول السمعاني:" فإن قيل: إذا حملتم ذكر الله على الصلوات الخمس، فما معنى قوله:" وَإِقَامِ الصَّلَاةِ"؟ قلنا معناه: حفظ المواقيت، ومن لم يحفظ المواقيت، فلم يُقم الصلاة"

(1)

.وذكر الإمام الطبري هذا عن ابن عباس-رضي الله عنهما

(2)

، وروي عن ابن عمر-رضي الله عنهما

(3)

، وذكر أئمة التفسير أقوالا أخرى في معنى الذكر في الآية: فقيل: عن ذكره بأسمائه وصفاته، وقيل: عن الأذان

(4)

، وقيل: عن ذكر الله باللسان

(5)

.

وقوله تعالى:" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"(الجمعة 10)، وذكر السمعاني فيها قولان: الأول: الخطبة، والثاني: أنه الصلاة، وصحح الأول

(6)

.

المسألة الثالثة:

أن الذكر يشمل: التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، وغير ذلك.

وقد ذكر السمعاني في تفسيره هذه المعاني، وأنها تدخل في عموم الذكر.

ـ ففي قوله تعالى:" فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"(النصر 3)، قال:"والأصح أن معناه: اذكره بالتحميد والشكر لهذه النعمة العظيمة، فإن التسبيح هو بمعنى الذكر، فصار معنى الآية على هذا، فاذكر ربك بالتحميد والشكر"

(7)

.

-وفي قوله تعالى:" يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

" (الجمعة 1)، يقول: ويُقال: التسبيح لله هو ذكر الله"

(8)

.

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن:3/ 535

(2)

((الطبري: جامع البيان:19/ 193

(3)

((ابن الجوزي: زاد المسير:3/ 298

(4)

((الماوري: النكت والعيون:4/ 107

(5)

((ابن الجوزي: زاد المسير:3/ 298

(6)

((السمعاني: تفسير القرآن:5/ 435

(7)

((السمعاني: تفسير القرآن:6/ 296

(8)

((السمعاني: تفسير القرآن:5/ 430

ص: 197

- وفي قوله تعالى:" وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى"(الأعلى 15)، يقول:"ويُقال: الذكر هو التكبير"

(1)

، وقد أفاض السمعاني في ذكر معاني هذه الأذكار، وبعض أحكامها، نُشير إلى بعضها إشارة:

أ ـ التسبيح: التسبيح عبادة أهل السماوات والأرض

(2)

، وهي كلمة تنزيه وتبرئة الرب عن السوء، والتنزيه: ألا يُوصف الرب بوصف لا يليق به.

وقد عَرَّف السمعاني التسبيح بتعاريف متعددة، متقاربة، يجمعها معنى واحد، وهو الثناء على الله، وتعظيمه على وجه ينفي عنه كل سوء، فقال عن التسبيح:

ـ " الثناء على الله بالتبرئة، والتنزيه من العيوب ".

(3)

ـ " تعاظم بالأوصاف الحميدة عما يصفه به المشركون ".

(4)

ـ " تنزيه الرب عن كل ما لا يليق ".

(5)

ـ " تعظيم له، على وجه ينفي عنه كل سوء ".

(6)

وفي قوله تعالى: " سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) "(الأعلى 1)، يقول السمعاني:" " سَبِّحِ ": عظِّم ربك الأعلى، وقيل: نزه، وتنزيه الله ـ عز أسمه ـ الَّا يوصف بوصف لا يليق به ".

(7)

وهذا ما عليه علماء اللغة والشرع في معنى التسبيح:

يقول ابن الأنباري: " معنى سبحانك: تنزيها لك ربنا من الأولاد، والصاحبة، والشركاء، أي: نزهناك ".

(8)

ويقول الإمام الخطابي: " فأما اشتقاقاته من اللغة، فمن قولك: سبحت الله، أي: نزهته من كل عيب، وبرأته من كل آفة نقص ".

(9)

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن:6/ 210

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن:4/ 430

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 156

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 158

(5)

((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 430

(6)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 338

(7)

((السمعاني: تفسير القرآن: 6/ 206

(8)

((ابن الأنباري: الزاهر: 1/ 49

(9)

((الخطابي: غريب الحديث، دار الفكر، 1402 هـ، (1/ 685)

ص: 198

وقد يأتي التسبيح بمعنى الصلاة، ومنه قوله تعالى: " فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ

وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17)(الروم 17) " وإنما سميت تسبيحاً؛ لأن التسبيح تعظيم الله، وتبرئته من السوء، والصلاة يوحد الله فيها، ويحمد، ويوصف بكل ما يبرئه من السوء.

(1)

وهذا كان قول الملائكة حين قالوا: " وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ "(البقرة 30)، يقول السمعاني:" " وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ ": هو التنزيه عن السوء، ومعناه: ونحن ننزهك عن الأضداد والشركاء "

(2)

وذكر السمعاني أن التسبيح ورد في القرآن على وجوه متعددة

(3)

:

1 ـ ورد بمعنى الصلاة، قال تعالى:" فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ "(الصافات 143)، أي: من المصلين.

2 ـ ورد بمعنى الاستثناء، قال تعالى:" قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ "[القلم 28]، أي: تستثنون.

3 ـ ورد بمعنى التنزيه، وهو قوله تعالى:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ "(الإسراء 1).

4 ـ ورد في الخبر بمعنى النور، وهو في الخبر الذي قال:" لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره ".

(4)

، أي: نور وجهه.

وأشار السمعاني إلى مسألة مهمة وهي: هل يمكن أن يُوصف أحد غير الله تعالى بـ (سبحان)؟ فأجاب قائلا: " وكلمة سبحان، كلمة ممتنعة لا يجوز أن يوصف بها غير الله؛ لأن المبالغة في التعظيم لا تليق لغير الله، ولا تتصرف كما تتصرف كثير من المصادر؛ لأنه لما لم يستقم الوصف به لغير الله، ولم تتصرف جهاته، لزم أيضاً منهاجاً واحداً في الصرف "

(5)

، ونَقل عن علي رضي الله عنه أنه قال:" هو اسم ممتنع، لاينتحله مخلوق ".

(6)

(1)

((ابن سيده: المحكم والمحيط الأعظم، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1421 هـ، (3/ 212)

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن:1/ 64

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:3/ 212

(4)

((أخرجه مسلم في صحيحه، باب في قوله تعالى: إن الله لا ينام، وفي قوله: حجابه النور، ح (179)

(5)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 212

(6)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 201

ص: 199

ولما كان التسبيح عظيماً؛ لأنه تنزيه للعظيم، كانت عبادة الملائكة قائمة على التسبيح، قال سبحانه وتعالى:" وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ "(الأنبياء 19)، أي: لا يعيون، قال كعب الأحبار: التسبيح لهم كالتنفس لبني آدم. وقوله تعالى: " يُسَبِّحُونَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ "(الأنبياء 20)، يعني: يسبحون دائماً، لا يضعفون ولا يفنون، واعلم أنه ليس عند الملائكة ليل ولا نهار، وإنما المراد بذكر الليل والنهار هاهنا: هو الدوام على التسبيح ".

(1)

وقال جل وعز في موطن آخر: " وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ "(الزمر 75)، يقول السمعاني:" ويُقال: إن هذا التسبيح تسبيح تلذذ لا تعبد "

(2)

،

ويقول جل وعلا: " يُسَبِّحُونَ لَهُ بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْئَمُونَ"(فصلت 38)، يقول السمعاني:" أي: لا يملون، وعن كعب الأحبار أنه قال: التسبيح للملائكة كالنفس والطرف لبني آدم، فكما لا يلحق الآدمي تعب في الطرف والنفس، فكذلك لا يلحقهم التعب بالتسبيح ".

(3)

ويقول جل وعلا: " وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ "(الشورى 5)، يقول السمعاني:" أي: يصلون بحمد ربهم، ويُقال: ينزهون ربهم ".

(4)

ولذا قال الله جل وعلا لنبيه عليه والصلاة والسلام في أكثر من مقام: " فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ "(الحاقة 52) وغيرها، يقول السمعاني:" كأنه أرشده إلى الاشتغال بتنزيه الرب، وتسبيحه، وتقديسه، حين لزم الكفار الحجة ".

(5)

ويقول في مقام آخر: " أي نزه ربك وعظمه، كأنه أرشده إلى الاشتغال بثنائه، وتسبيحه، وتقديسه؛ ليصل إلى درجة المقربين "

(6)

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 372

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 484

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 54

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 63

(5)

((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 358

(6)

((السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 363

ص: 200

ويقول في مقام آخر: " أي: نزه ربك العظيم، واذكره بأوصافه المحمودة اللائقة "

(1)

، ثم نزه الباري جل وعلا نفسه في أكثر من موضع؛ أساء المشركون في قولهم، فقال سبحانه وتعالى:" فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ "(الأنبياء 22)، يقول السمعاني:" نزه نفسه عما يصفه به المشركون من الشريك والولد "

(2)

، وقال جل وعلا في موطن آخر:" وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(النمل 8)، فنزه الله نفسه، وهو المنزه عن كل سوء.

(3)

ب ـ التحميد: الحمد لله رداء الرحمن، كما حكاه السمعاني عن الضحاك

(4)

، فالله جل وعز له الحمد في الأولى والآخرة، كما قال تعالى:" وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ "(القصص 70)، أي: في الدنيا والآخرة، ويقال: في السماء والأرض.

(5)

وقال سبحانه في موطن آخر: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ "(سبأ 1)، قال السمعاني:" فيه قولان: أحدهما: أن معناه: له الحمد في الأولى والآخرة، على ما قال في موضع آخر، والقول الثاني: هو ما جاء من ذكر الحمد عن أهل الجنة، وهو في قوله تعالى: " وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " (يونس 10) "

(6)

وقد أمر الله جل وعز بالحمد فقال سبحانه: " وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا "(الأسراء 111)، وقال جل وعلا:" قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى "(النمل 59).

وحمد الله نفسه، لعلمه بعجز المخلوقين إيفاءه جل وعلا تمام الحمد، فقال:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "(الفاتحة 2).

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن: 6/ 43

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 374

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:4/ 78

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 202

(5)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 153

(6)

((السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 315

ص: 201

وقد فَرَّق الإمام السمعاني بين الحمد والشكر، وذكر أن الحمد يأتي بمعنى الشكر على النعمة، ويأتي بمعنى التحميد والثناء على الأوصاف المحمودة، قال:" يُقال: حمدت فلاناً على ما أسدى إليَّ من النعمة. ويُقال: حمدت فلاناً على شجاعته وعلمه. وأما الشكر لا يكون إلا على النعمة؛ فللحمد معنى عام، وللشكر معنى خاص. فكل حامد شاكر، وليس كل شاكر حامداً "

(1)

وأشار السمعاني إلى فائدتين لطيفتين في الحمد:

الأولى: بيان أن حمد الله تعالى لنفسه، يختلف عن حمد المخلوقين لأنفسهم؛ لأن حمد المخلوقين لا يخلو عن نقص؛ فلا يخلو مدحه نفسه عن كذب، فيقبح منه أن يمدح نفسه. وأما الله جل جلاله بريء عن النقص والعيب؛ فكان مدحه نفسه حسناً.

(2)

الثانية: أن قوله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ)، يحتمل معنيين: الإخبار، والتعليم: أما الإخبار، كأنه يُخبر أن المستوجب للحمد هو الله، وأن المحامد كلها لله تعالى. وأما التعليم، كأنه حمد نفسه، وعَلَّم العباد حمده، وتقديره: قولوا الحمد لله.

(3)

وقال في تفسير قوله تعالى: " وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ "،:" فقوله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) معناه: احمدوا الله، ذكر الخبر بمعنى الأمر، وفائدته: الأمر بالحمد، وتعليم الحمد، فإنه لو قال: احمدوا الله، دعت الحاجة إلى بيان كيفية الحمد "

(4)

فالحمد من أعظم الأذكار، ولذا حمد الله نفسه، فقال:" الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ"(النحل 75)، يقول السمعاني:" ظاهر المعنى: أي: حمد نفسه على علمه وجهلهم، وقيل: معناه: قل الحمد لله على ما أوضح من الدليل، وبَيَّنَ من الحق، بل أكثرهم لا يعلمون، ويقال: الحمد لي فإني أنا المستحق للحمد، لا ما يشركون بي، بل أكثرهم لا يعلمون أني أنا المستحق للحمد "

(5)

.

(1)

((السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 35

(2)

((السمعاني: تفسير القرآن: 1/ 35

(3)

((السمعاني: تفسير القرآن:4/ 420

(4)

((السمعاني: تفسير القرآن: 2/ 86

(5)

((السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 190

ص: 202