الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الرابع: آثاره ومؤلفاته:
النتاج العلمي للإمام أبي المظفر السمعاني كان كثيرا، يشمل فنونا عديدة، إلا أنه لم يوجد له شي من المصنفات على المذهب الحنفي الذي تحول عنه
(1)
، وإنما كان الكثير من مصنفاته على المذهب الشافعي، يقول ابن العماد
(2)
:" وصنف في مذهب الشافعي كتبا كثيرة "
(3)
.
يقول أبو سعد السمعاني عن مؤلفات جده:" صنف التفسير الحسن المليح، الذي استحسنه كل من طالعه، وأملى المجالس في الحديث، وتكلم على كل حديث بكلام مفيد، وصنف التصانيف في الحديث مثل: منهاج أهل السنة، والانتصار، والرد على القدرية وغيرها، وصنف في أصول الفقه القواطع، وهو مغن عما صنف في ذلك الفن، وفي الخلاف البرهان، وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية، والأوساط، والمختصر الذي سار في الآفاق والأقطار الملقب بالاصطلام، ورد فيه على أبى زيد الدبوسي، وأجاب عن الأسرار التي جمعها، وكان فقيها مناظرا"
(4)
.
فهذه المؤلفات وغيرها، كأماليه في الحديث
(5)
، والطبقات
(6)
، والرسالة القوامية
(7)
التي صنفها لنظام الملك في تقديم أدلة الإمامة، كلها تدل على سعة اطلاع ونظر هذا الإمام الفذ، وجودته في التصنيف، وقدرته على التأليف، علما أن بعض هذه الكتب في حكم المفقود.
وهنا أُشير إلى قضيتين:
الأولى: فيما يتعلق بتنظيم العلوم عند السمعاني:
فالعلم المختص لا يُدخل فيه غيره إلا لحاجة، وربما نبه على مثل ذلك.
(1)
السبكي: طبقات الشافعية: (5/ 344).
(2)
ابن العماد: عبدالحي بن أحمد بن محمد (1032 هـ - ت 1089 هـ)، مؤرخ، فقيه، عالم بالأدب، له شذرات الذهب، مات في مكة حاجا. الزركلي: الأعلام: (3/ 290).
(3)
ابن العماد: شذرات الذهب: دار ابن كثير - دمشق، ط 1 - 1406 هـ، (5/ 394).
(4)
السمعاني: الأنساب: (7/ 224).
(5)
أشار إليها الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: (14/ 156).
(6)
أشار اليها العلامة ابن العماد في شذرات الذهب: (5/ 394).
(7)
أشار إليها الإمام السبكي في طبقات الشافعية: (5/ 346).