الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة الأولى: اسمه، ونسبه:
أ ـ أسماء النبي صلى الله عليه وسلم: ذكر الله تعالى أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز، ومن تلك الأسماء:
1 ـ أحمد: قال تعالى: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف:6]، وقد ثبت هذا الاسم كذلك في السنة، عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي لا نبي بعدي ".
(1)
وذكر السمعاني في معنى هذا الاسم وجهين:
الأول: لأنه كان يحمد الله كثيراً، والثاني: لأن الناس حمدوه على فعاله.
(2)
ونقل السمعاني عن علي رضي الله عنه أنه قال: سمَّى الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم في القرآن بسبعة أسماء: محمد، وأحمد، وطه، ويس، والمدثر، والمزمل، عبدالله.
(3)
(1)
أخرجه البخاري في صحيحه، باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ح (3532)
(2)
السمعاني: تفسير القرآن: 5/ 426
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 367، وانظر: القاضي عياض: الشفا: 1/ 450
أما (طه)، فإن السمعاني لم يذكر حين تفسيره لهذا لآية، أنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه روى عن ابن عباس أنه قال: هو بالسريانية: يا رجل
(1)
، ورجحه الطبرى
(2)
، وقال الواحدي:" أكثر المفسرين على أن معناه: يا رجل، يريد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول الحسن، وعكرمة، وسعيد بين جبير، وقتادة، والضحاك، ومجاهد، وابن عباس في رواية عطاء، والكلبي، غير أن بعضهم يقول: هي بلسان الحبشة، وبالنبطية، والسريانية، ويقول الكلبي: هي بلغة عك، قال ابن الأنباري: ولغة قريش وافقت تلك اللغة في هذا المعنى؛ لأن الله تعالى لم يخاطب نبيه بلسان غير قريش "
(3)
. ونقل بعض المفسرين، أنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
، ولكن الأقرب أنه ليس من أسمائه عليه الصلاة والسلام، فهو إما محمول على معنى يا رجل، أو أنه من الأحرف الهجائية المقطعة، التي يُراد بها التحدي والإعجاز.
(5)
وأما (يس)، فكذا لم يذكر السمعاني في تفسير هذه السورة، أنه من الأسماء النبوية، بل ذكر أن أشهر الأقاويل في معناها، ما قاله الحسن، وسعيد بن جبير، والضحاك، وجماعة، أن معناها: يا إنسان، قال: ويُقال: معناها: يا محمد
(6)
. قال الواحدي: " قال ابن عباس والمفسرون: يريد يا إنسان، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم "
(7)
، وقد نُقل عن سعيد بن جبير أيضاً أنه من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
(8)
. والأقرب، أن (يس) إما أن يكون بمعنى إنسان، أو يكون من الحروف الهجائية المقطعة، التي يُراد بها التحدي والإعجاز.
(1)
السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 318
(2)
الطبري: جامع البيان: 18/ 268
(3)
الواحدي: التفسير الوسيط: 3/ 199
(4)
ابن عطية: المحرر الوجيز: 4/ 36
(5)
العثيمين: شرح رياض الصالحين: دار الوطن، الرياض، 1426 هـ، (2/ 210)
(6)
السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 365
(7)
الواحدي: التفسير الوسيط: 3/ 509
(8)
ابن عطية: المحرر الوجيز: 4/ 445
وقد استدل بعضهم بتسميته بعبدالله، بقوله:{وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ} [الجن:19].
(1)
وهنا يقول ابن القيم: " وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان: أحدهما: خاص لا يشركه فيه غيره من الرسل، كمحمد، وأحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفي، ونبي الملحمة. والثاني: ما يُشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله، كرسول الله، ونبيه، وعبده، والشاهد، والمبشر، والنذير، ونبي الرحمة، ونبي التوبة ".
(2)
ولذا لما عَدَّ النووي أسماء النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وبعض هذه المذكورات صفات، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز "
(3)
. وكذا قال ابن حجر حين عَدَّ الأسماء: " وغالب الأسماء التي ذكرها، وُصِف بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يرد الكثير منها على سبيل التسمية"
(4)
. ومما ذكر السمعاني في هذا المقام:
1 ـ تسميته بالنور: قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ} [المائدة:15]، مما فُسِرت به الآية: أنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال السمعاني:" وقيل: محمد، وسُمي نوراً؛ لأنه يتبين به الأشياء، كما يتبين بالنور ".
(5)
2 ـ السراج: قال تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب:46]، وكذلك مما فُسرت به الآية، النبي صلى الله عليه وسلم، قال السمعاني:" وقيل: وسراجاً هو الرسول، سماه سراجاً؛ لأنه يُهتدى به، كالسراج يُستضاء به ".
(6)
ب ـ نسب النبي صلى الله عليه وسلم:
(1)
الخرشوكي: شرف المصطفى: دار البشائر: مكة: ط 1، 1424 هـ، (2/ 58)
(2)
ابن القيم: زاد المعاد: مؤسسة الرسالة: بيروت، ط 27، 1415 هـ، (1/ 86)
(3)
النووي: تهذيب الأسماء واللغات: دار الكتب العلمية، بيروت، (1/ 22)
(4)
ابن حجر: فتح الباري: 6/ 558
(5)
السمعاني: تفسير القرآن: 2/ 23
(6)
السمعاني: تفسير القرآن: 4/ 294
ذكر السمعاني نسب النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه إلى عدنان، وكان معروف النسب، قال تعالى:{أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} [المؤمنون:69]، يقول السمعاني:" يعني: أنهم عرفوه صغيراً وكبيراً، وعرفوا نسبه، وعرفوا وفاءه بالعهد، وأداءه للأمانات، وصدقه في الأقوال "
(1)
. ثم قَسَّم السمعاني نسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين:
1 ـ متفق عليه: وهو إلى عدنان: (محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قُصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزيمة بن مدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان).
(2)
2 ـ مختلف فيه: وهو من عدنان إلى إبراهيم، إلى آدم عليهما السلام، حتى قال ابن مسعود: كذب النسابون، حين قرأ قوله تعالى:{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم:9]، وقال ابن عباس: بين إبراهيم وبين عدنان جد الرسول ثلاثون قرناً، لا يعلمهم إلا الله، وعن عروة بن الزبير قال: ماوراء عدنان إلى إبراهيم عليه السلام، لا يعلمهم إلا الله، وعن مالك بن أنس أنه كره أن ينسب الإنسان نفسه أباً أباً إلى آدم، وكذلك في حق الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يكره ذلك؛ لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله.
(3)
(1)
السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 483
(2)
السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 207
(3)
السمعاني: تفسير القرآن: 3/ 106