الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستعمل في اللغة الأخرى من قال [من الطويل]:
بما في فُؤادَيْنَا من الهم (1) كالهوَى (2)
والأحسن أن يقال: أفئدتنا.
والإفراد أيضاً لغة، وعليها قول من قال [من البسيط]:
كأنه وجْهُ تُرْكيِيَّن قد غَضِبا (3)
* * *
*
الوجه السادس: في الفوائد والمباحث
، وفيه مسائل:
الأولى:
قوله: وَإِنا أَسْرَيْنَا، حَتَّى إِذَا كُنَّا فِي آخِرِ الليْلِ، وَقَعْنَا تِلْكَ الوَقْعَةِ: فيه دليل على خلاف من قال: السُّري: سيرُ الليل كلِّه (4).
الثانية:
قوله: فما أيقظنا إلا حر الشمس: تكلموا في الجمع بين
(1)"ت": "الهيم"، وجاء على الهامش:"الهم" وكتب فوقها "خ" إشارة إلى أنها في نسخة.
(2)
صدر بيت للفرزدق، كما في "ديوانه" (2/ 25). وعجزه:
فيبرأ مُنْهاضُ الفؤادِ المسقَّفُ
(3)
صدر بيت للفرزدق، كما نسبه إليه البغدادي في "خزانة الأدب"(7/ 532، 540). وعجزه:
مستهدفٌ لطعانِ غير مُنْجحر
(4)
كما تقدم ذكره عن صاحب "المحكم".
حديث النوم إذا طلعت الشمس، وبين قوله عليه السلام:"إنَّ عينى تنامان، ولا ينامُ قلبي"(1)، وذكر أبو محمد عبد الواحد بن عمر ابن عبد الوهاب (2) شارح البخاري فيه أقوالاً:
أحدها: قال السفاقسي أبو عبد الملك: يعني بذلك: أنه لا يخفى عليه حاله في انتقاض وضوئه، وإن كان نائماً، وتخفى عليه الأوقات والساعات.
وثانيها: قال: وقال أبو محمد عبد الحق: الحديثان متفقان، ومعناهما أن ما يدرك بالقلب لا ينام قلبه عنه، وما يدرك بالعين كرؤية الشمس تنام عينه عنه، فلا تدركه (3).
وثالثها: قال: وقيل: إن ذلك غالب حاله: أنه لا ينام قلبه، وقد ينام نادراً لحديث الوادي هذا (4).
ورابعها: قال: وقيل: إنه لا يستغرقه النوم حتى يوجد منه
(1) رواه البخاري (1096)، كتاب: التهجد، باب: قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره، ومسلم (738)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(2)
هو الامام المشهور بـ "ابن التين" المتوفى سنة (611 هـ).
(3)
وهذا الجواب صححه الإمام النووي وشهَّره واعتمده، كما في "شرح مسلم" له (5/ 184).
(4)
قال النووي: وهذا التأويل ضعيف، كلما في "شرح مسلم"(5/ 184). قال الحافظ في "الفتح"(1/ 450) وهو كما قال.