الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طاعة، وذَكَر قَولَه صلى الله عليه وسلم:"واللهِ لأغزونَّ قريشًا"(1) مستدِلًا به على أنَّ اليمين لا تُكْرِهُ على الطَّاعَةِ؛ [كبَيعة الجهاد](2).
قال: ويُستثنى أيضًا اليمينُ الواقعةُ في الدَّعاوى إذا كَانتْ صَادِقةً فإنها لا تُكْرِه (3).
وهذا الذي ذكره في كراهة الأَيْمان على الإطلاق وردَ فيه حديثٌ يخالفُه، ذُكِرَ فيه:"فإنَّ الله يُحب أن يُحْلَف بِه"(4)، فإنْ صحَّ، أو كان بمثابةِ ما يَسْتَدِلُ به الفُقهاءُ، لَزِمَ القولُ بخلافه؛ إمَّا في نَفْس الأمر، أو إلْزَامًا لَهُمْ.
السَّادسة والثَّمانون:
إذا كانتِ اليمينُ على فِعْلِ واجبٍ أو تركِ مُحرَّمٍ، فهي يمينٌ بَرّ [ةٌ] غيرُ محرَّمَةٍ، ونصَّ بعضُ فقهاءِ الشَّافعيَّة على أنَّها طاعةٌ (5)، وفيه بحثٌ؛ لأنَّ الطَّاعةَ امتثالُ الأمرِ، فيلزَمُ مِنْ كونِها
(1) رواه أبو داود (3285)، كتاب: الأيمان والنذور، باب: الاستثناء في اليمين بعد السكوت، وابن حبان في "صحيحه"(4343)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. وقد رجح الأئمة إرساله. انظر:"الدراية" لابن حجر - (2/ 92 - 93).
(2)
زيادة من "ت".
(3)
انظر: "روضهّ الطالبين" للنووي (11/ 20).
(4)
رواه أبو نعيم فى "حلية الأولياء"(7/ 267)، والديلمي في "مسند الفردوس"(333)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وإسناده ضعيف. انظر:"فيض القدير" للمناوي (1/ 200).
(5)
انظر: "روضة الطالبين" للنووي (11/ 20).