الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا الاحتمالَ مرجوحٌ؛ للعلم بعدالته، ومعرِفَته بمدلولاتِ الألفاظ لغة (1).
الثالثة: قوله: "أُمرنا أو (2) نُهينا"، وهي كالمرتبةِ
الثَّانيةِ
في العلمِ على المختار عندَ الجمهور، وإنَّما نزلتْ عنها لاحتمالٍ [آخرَ](3) يَخُصُّها؛ وهو أنْ يكون الآمرُ غيرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو مرجوحٌ أيضاً (4).
الثَّانية: قد ورد في هذه الأمور كلِّها من لفظ الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقتضي الحثَّ عليها أو الأمر، فترقَّت إلى الدَّرجةِ الأولى، ففي حديث أبي هريرةَ قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَمْسٌ تَجِبُ للمُسْلمِ على أخِيه؛ ردُّ السَّلامِ، وتشميتُ العاطسِ، وإجابةُ الدَّعوةِ، وعيادةُ المريضِ، واتِّباعُ الجنائز (5) "(6).
وفي حديثِ عبد الله بن دِينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: "إذا عَطَسَ أحدُكم فليقُلْ: الحمدُ لله على
(1) في الأصل: "ومعرفة مدلولات الألفاظ"، والمثبت من "ت".
(2)
"ت": "و".
(3)
سقط من "ت".
(4)
نقله عنه مُختصِراً: الحافظ ابن حجر في "الفتح"(10/ 317).
(5)
في الأصل و "ب": "الجنازة"، والمثبت من "ت"، وكذا "صحيح مسلم".
(6)
رواه البُخاريّ (1183)، كتاب: الجنائز، باب: الأمر باتباع الجنائز، ومسلم (2162)، كتاب: السلام، باب: من حق المسلم على المسلم رد السلام، واللفظ له.
كلِّ حالٍ، وليقُلْ من صَحِبَهُ أو سَمِعَه (1): يرحمُك اللهُ، ويقول هو: يَهْدِيكُم اللهُ ويصلحُ بالكُم" لفظ رواية أبي داود (2).
وأما نصرُ المظلومِ فثابتٌ من حديث أنس رضي الله عنه: "انصرْ أخاك ظالماً أو مظلوماً"(3).
وأما إفشاءُ السَّلامِ ففي حديث الأعمشِ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - أنَّه - قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
…
الحديث، وفيه:"أَفشُوا السَّلامَ بينكمْ"(4).
فقدْ تبيَّن أنَّ جَميعَ السَّبعِ المأمورِ [بها](5) قد وردَ في لفظ الشَّارع ما يقتضي الحديث عليها والأمرَ بها، وفي حديث:"وعودوا المريضَ، وأجيبوا الدَّاعي"(6)، وقد حصل بهذا الحديث الواحد الاكتفاءُ عن جلب أحاديثَ كثيرةٍ في هذا المعنى.
(1)"ت": "من خلفه أو صاحبه"، وفي المطبوع من "سنن أبي داود":"وليقل أخوه أو صاحبه".
(2)
رواه أبو داود (5033)، كتاب: الأدب، باب: ما جاء في تشميت العاطس. ورواه البُخاريّ (5870)، كتاب: الأدب، باب: إذا عطس كيف يشمت؟ من طريق عبد الله بن دينار، به.
(3)
روه البخاري (2311)، كتاب: المظالم، باب: أعِن أخاك ظالماً أو مظلوماً.
(4)
رواه مسلم (54)، كتاب: الإيمان، باب: بيان أنه لا يدخل الجنة إلَّا المؤمن.
(5)
زيادة من "ت".
(6)
رواه البُخاريّ (4879)، كتاب: النكاح، باب: حق إجابة الوليمة والدعوة، من حديث أبي موسى رضي الله عنه، ولفظه:"فكُّوا العاني، وأجيبوا الداعي، وعودوا المريض".